مسرحية السمرمر معالجة التاريخ بأسلوب الكاريكاتير
27 09
فرجة تعتمد المتعة في تحريك الشخوص والمَشاهد
يواصل المسرح القومي تقديم عرض «السمرمر» على مسرح الحمراء في دمشق، وهو عرضٌ معاد ٌمن بين عروض انتقيت لتقديمها بمناسبة احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008.
وفي هذا العرض يقدم المخرج الدكتور ثامر العربيد مقومات العرض والفرجة بأشكاله الفنية ويعطي عرضه شكلاً يتراوح بين البساطة في تقديم مشاهد مدروسة، إضافةً إلى لوحات الغناء متمماً فيها عمل الراوي، وهو هنا أحمد البديري الحلاق كاتب الكتاب الشعبي المعروف «حوادث دمشق اليومية».
وتخلصاً من الإطالة في السرد فإن اللوحات الغنائية لا تُقدّم المتعة فحسب، بل تؤدي دوراً مهماً في تسليط الضوء على الإسقاط التاريخي للعمل المسرحي بشكل يذهب إلى حد الكاريكاتيرية.
فتاح يا فتاح فتاح ..
تبنا لألله وصرنا ملاح..
ربي إقضي عالجراد..
وحدة وحدة عالمرتاح..
عرض السمرمر الذي اقتبسه ناصر الشبلي من كتاب الحلاق يُقدّم صرخة إدانة في وجه الظلم وهو مقتبس من حوادث حقيقية وشخصيات في الحقبة العثمانية ويقدم فرجة تعتمد المتعة في تحريك الشخوص والمَشاهد كي يحافظ العرض المسرحي علي جانبي المتعة والفائدة.
الممثلون في العرض هم الفنان القدير زيناتي قدسية في شخصية أسعد باشا العظم والي دمشق، وحسن دكاك بخفة ظله وتعليقاته البريختية أعطى لشخصية البديري الحلاق طرافة كسرت من رتابة الراوي، وكذلك ناصر الشبلي في دور الأجير سالم، بينما قدّم الفنان كميل أبو صعب شخصيتي السلطانين محمود وعثمان بشكل كاريكاتيري جميل وبإجادة في رسم أبعاد الشخصية المنسجمة مع طبيعة العرض، وكذلك الفنان يوسف المقبل بدور قاضي دمشق، ومحمود خليلي بدور ياسر، ووليد الدبس بدور عابد، وممثلون آخرون أدوا الأدوار بشكل دقيق وخاصة لينا دياب في دور سلمون.
الديكور كان معبراً وجميلاً وكذلك الإضاءة والموسيقى التي خدمت روح العرض دون إفاضة وإنما لمقتضيات العمل فحسب.
داود أبو شقرة
سانا