المهم هو أن نجعل الأشياء الحية مرئية 15/أيلول/2008
 تستضيف الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 على خشبة المسرح الدائري في المعهد العالي للفنون المسرحية من 17 إلى 20 أيلول العرض المسرحي «فاروم فاروم»، «لماذا لماذا»، للمخرج الانكليزي بيتر بروك في ثاني لقاء لجمهور دمشق مع شيخ مسرحيي العالم بعد عرض «المفتش الكبير» عن رواية الروسي فيودر دوستويفسكي في حزيران الماضي.
بيتر بروك واحدٌ من فناني المسرح الأكثر تأثيراً في العالم منذ منتصف القرن العشرين،وقراءاته لمسرحيات شكسبير غدت أسطورية وغيّرت رؤيتنا للشاعر نفسه بشكل عميق. كتابه «الفضاء الفارغ» المنشور سنة 1968، بيانه من أجل مسرح جديد ومتجدد، كان أساساً لتطور ما زال يؤثر على فناني المسرح في العالم أربعين سنة بعد نشره، و الكثير من إخراجاته غدت كلاسيكيات لا تنسى مثل «الايك» و«المهابهاراتا» و«الرجل الذي». عمله الأحدث «فاروم فاروم» هو تطور يمضي أبعد فأبعد في خط هذه المسرحيات، بروك مع ممثلته ميريام غولدسميت يبحثان في هذا العرض صيرورة الإبداع في المسرح.
المسرحية هي مونتاج لنصوص لمجموعة من أهم مبدعي المسرح الحديث من أنطونان آرتو، وإدوارد غوردون كريغ، وشارل دولان، وفزيفولود إميليفيتش مايرخولد، ولكن أيضا صوت زيامي موتوكيو معلم مسرح النو الياباني وطبعا صوت شكسبير الذي يعيد بروك الإرجاع إليه أيضاً وأيضاً.
إنّ نصّ المسرحية المُنجز بالتعاون مع ماري هيلين ايستين هو كولاج لنصوص هؤلاء المبدعين يسعى بروك من خلاله أن يظهر كيف أن صيرورة الإبداع الفني هي طريقة لمتابعة أسئلة وشكوك حيوية في العلاقة المتبادلة ما بين الممثل و الجمهور في «لماذا ؟ لماذا؟».
لا يريد بروك تقديم عَرضٍ شارح ولا نظريات، هدفه أن ينادي و يوقظ «المهم هو أن نجعل الأشياء الحية مرئية»، ميريام غولد شميت تؤدي وتروي في فضاء مقتصد صممه بروك بنفسه. كل الأغراض لها فيه وظيفتها المحددة وخفتها المميزة. مثلت ميريام غولد شميت في العديد من عروض بروك، وآخر تعاون بينهما كان في مسرحية بيكيت «الأيام السعيدة» سنة 2003. يرافق ميريام غولد شميت الموسيقي فرنشيسكو آنجيلو على آلة الهانغ، آلة موسيقية سويسرية غامضة من مقاطعة برن. فاروم فاروم هو عرض بيتر بروك الثاني باللغة الألمانية.
بيتر بروك:
ولد بيتر بروك في لندن سنة 1925، أخرج مسرحيته الأولى سنة 1943، وبعدها أخرج ما يزيد عن سبعين مسرحية في باريس ولندن ونيويورك. عمله مع الفرقة الملكية الشكسبيرية يتضمن «خاب مسعى العشاق» 1946، و«العين بالعين» 1950، و«تيتوس أندرونيكوس» 1955، و«الملك لير» 1962، و«مارا ساد» 1964، و«يو ايس» 1966، و«حلم ليلة منتصف صيف» 1970، و«أنطوني وكليوباترا» 1978.
سنة 1971، أسس المركز الدولي لأبحاث المسرح في باريس، وسنة 1974 افتتح قاعدته الدائمة في مسرح البوف دي نور، وفي هذا المسرح أخرج« تيمون الأثيني»، و«الإيك»، و«أوبو في البوف»، و«منطق الطير»، و«لوس»، و«بستان الكرز»، و«المهابهاراتا»، و«فوزا ألبرت!»، و«العاصفة»، و«الرجل الذي»، و«من هناك؟»، و«الأيام السعيدة»، و«أنا ظاهرة»، و«البدلة»، و«تراجيديا هاملت»، و«بعيداً»، و«موت كريشنا»، و«يدك في يدي»، و«تيرنو بوكار»، و«سيزوي بانزي مات»، و«شظايا». معظم هذه العروض قدمت باللغتين الفرنسية والإنكليزية.
في مجال الأوبرا، أخرج «البوهيمية»، و«بوريس غودونوف»، و«الأولمبيون»، و«سالومي»، و«زواج فيغارو» في الكوتنت غاردن، «فاوست» و«يوجين أونيغين» في الميتروبوليتان في نيويورك، و«تراجيديا كارمن» و«انطباعات عن بيلياس» في مسرح البوف دي نور في باريس، و«دون جيوفاني» في مهرجان اكس آن بروفانس للأوبرا.
نشر بروك سيرته الذاتية «انسوا الزمن» سنة 1988، بعد كتب متعددة هي «المساحة الفارغة» سنة 1968، و«النقطة المتحولة» سنة 1987، و«انسوا شكسبير» سنة 2002، و«ليست هناك أسرار» سنة 1993.
أفلامه تتضمن «إله الذباب»، و«مارا ساد»، و«الملك لير»، و«موديراتو كانتابيلي»، و«المهابهاراتا»، و«لقاء مع رجال متميزين».
|