أوضة سورية

27 01

مسرحية تتحدث عن هموم الشباب

للمخرج بحثه الدائم عن نص يطل من خلاله على الجمهور، وحتى تكون هذه الإطلالة قوية يجب أن يتمتع بذكاء كافٍ لاختيار النص المناسب الذي يمس حياتنا وأحلامنا وهمومنا، وعندما يقترب العمل الفني من هموم المواطن ويدخل في ثنايا حياته اليومية، ويشاركه حلمه وأسباب وجعه، فإنه يكون قد حقق النجاح المبدئي، ليكمل الممثل النجاح الكبير في إتقانه للدور بكل شفافية وبعيداً عن الادعاء.
في مسرحية «أوضة سورية» للمخرجة الشابة علا الخطيب تحققت مواصفات هذا العمل الذي تحدثنا عنه، حيث تعتبر المسرحية التجربة الإخراجية الأولى لها، وبمشاركة من الفنان سعد الغفري في إعداد النص المقتبس من مسرحية «أبتسم أنت لبناني» للكاتب يحيى جابر. استطاعت المخرجة توظيف النص ليكون نصاً سورياً بامتياز، ومنسجماً مع مشاكل الشباب السوري.
الحب هو العنوان الأول لهذا العرض، عناق ثم ذكريات وصولاً إلى الصدام، لتتكشف حقيقة الواقع بما يحمله من انكسار وضغوط خارجية، ولتكون هذه الضغوط هي المتحكمة بقصة حبيبين عاشقين، الصحفي الذي يصطدم مع واقع ثقافي رديء، وفتاة ضحت بانتمائها الديني لتعيش مع من تحب.

في لقاء لـ«اكتشف سورية» مع فريق العمل تقول المخرجة علا الخطيب: «الأوضة (الغرفة) السورية تخفي في زواياها قصصاً وأسراراً كثيرة من القهر والحب والأماني، هذه هي حياتنا، نحن نلعب ونمرح ونحزن داخل هذه الغرفة، فهي عالم كبير بحد ذاته ومُختزل بين أربع جدران. ما أريده حقاً هو أن يشعر المتلقي بأنني أتكلم عن مشاكله، لا أريد أن أقدم مشاكل الإنسان في موسكو، هذا لا يعنيني ما يهمني هو المتلقي السوري، ما هي مشاكله الحقيقية؟! هل استطعتُ أن ألامس همومه وتطلعاته على خشبة المسرح، هذا ما أصبو إليه».
وحول مدى رضاها عن أول تجربة إخراجية لها تقول: «سعادتي لا توصف بتحقيق هذا الحلم، هذا المشروع عمره سنتين منذ مطلع 2007 وتحقق الحلم الآن، الإخراج مسؤولية كبيرة، يجب أن ترى كل شيء، وحتى التفاصيل الصغيرة يجب عدم إهمالها، فالعملية الإخراجية هي اختزال لكل الحواس والدراسة في عمل واحد، إنها عملية تراكمات معرفية، إضافة للثقة الكبيرة بسعد و كوزيت، فقد كنا فريق عمل متكامل، ومن هنا أتى نجاح هذا العمل، رغم مشكلة عدم وجود مكان نتدرب فيه بشكل دائم، إلى أن قدّم لنا الدكتور دانيال بولس بيتاً عربياً في حي باب توما لإجراء البروفات فيه لهذا نتوجه له بالشكر».
وعن خصوصية هذه التجربة تقول: «يمكن أن يندرج هذا العرض تحت عنوان مسرح الحياة اليومية، وهو مسرح متواجد بصورة أكبر في أوروبا، والآن يوجد مخرجون شباب يقدمون أفكارهم بطرق مختلفة وبمنظور مختلف عن الجيل الذي سبق، فليس المطلوب تقديم صورة طبق الأصل عن أعمال الجيل الأقدم مع التقدير الكبير لذلك الجيل، ولكن يجب أن تكون هنالك دماء جديدة على كافة الأصعدة لكي تتطور الحياة».
وعن مشاريع فنية أخرى تقول المخرجة علا الخطيب: «قمنا أنا وسعد الغفري بإخراج فيلم وثائقي (قصة حجاب) وهو إنتاجنا الخاص، وتم عرضه للأصدقاء فقط لصعوبة تسويقه في المحطات الفضائية، يتحدث الفيلم عن ثلاثة نماذج حقيقية وكيفية تعاطيها مع الحجاب، بالإضافة لرأي الباحث السوري حسان عباس، وهنالك احتمال بعرض الفيلم في مهرجان Dox Box، وهو مهرجان للأفلام الوثائقية سيقام في سينما الكندي في دمشق، كما جاءتنا دعوة لعرضه في ليتوانيا، ولكن لم نتحمس لهذه الفكرة لأننا نفضل أن يعرض في سورية بالدرجة الأولى».
من جهته أوضح الفنان سعد الغفري: «ليس الهدف أن نقيم عملاً مسرحياً وينتهي الأمر، لم يكن الحال كذلك أبداً، فنحن كنا محظوظين لنعمل في عرض ممتع لنا كممثلين، لقد كان هنالك سعادة في كل تفاصيل العمل الطويل، والحظ في تواجد فريق عمل متكامل في رؤيته النهائية لهذا العمل»؛ وتابع: «لقد كان هناك جهد طويل للوصول إلى نهاية هذا المشروع، إذ حصلنا على الموافقة للعرض في 3/ 9 / 2007، أي بقينا لمدة سنة وثلاثة أشهر ونحن نعمل بشكل شبه يومي على العرض للوصول لشيء يرضينا، والنتيجة كانت تتويجاً لهذا التفاهم والتفاني في أدق التفاصيل».
وأضاف: «أحيانا يضطر الفنان الشاب للعمل بعد التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية في أي عمل، وليس من المهم أن يكون على سوية ترضي الفنان، وذلك لأسباب تتعلق بالناحية المادية أو حب الظهور، في هذه التجربة الأمر مختلف، هنالك حس بالمسؤولية المضاعفة لأنه مشروع فريق عمل بأكمله».
من جهتها قالت الفنانة كوزيت حداد: «أنا سعيدة جداً بهذه التجربة مع علا، وأعتبر هذا العمل أول عمل جدي من حيث الأهمية بعد تخرجي من المعهد العالي للفنون المسرحية، لقد أعطتني الثقة الكاملة ولم تقيدني أبداً، وكان هنالك اتفاق بيننا على تقديم شيء واقعي وقريب من حياتنا اليومية، وبطريقة غير منمقة، فهنالك شعرة بين تضخيم الحالة بطريقة فجة وبين ما هو حقيقي. وتأتي أهمية النص من حيث أنه يوضح المشكلة بين الزوجين في العرض، فهي ليست مشكلة دين بقدر ما هي مشاكل الحياة اليومية التي يعيشها الشباب السوري، بدءاً من المشقة في إيجاد بيت للإيجار أو حتى غرفة صغيرة إلى مبدأ التقسيط في شراء أساسيات وحاجيات الأسرة، لقد قدمني هذا العمل كممثلة بطريقة صحيحة».
يذكر أن المخرجة علا الخطيب خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الدراسات المسرحية، وحاصلة على إجازة في علم النفس من جامعة دمشق.

مسرحية «أوضة سورية»:
إخراج: علا الخطيب
عن نص: «ابتسم أنت لبناني» للكاتب يحيى جابر.
إعــداد: سعد الغفري وعلا الخطيب.
تمـثيل: كوزيت حداد وسعد الغفري.
يستمر عرض المسرحية على خشبة مسرح القباني بدمشق لغاية 5-2-2009.


مازن عباس

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

    صور الخبر

    بقية الصور..

    اسمك

    الدولة

    التعليق

    اسيل:

    شئ كثير جميل ماعارف شو بدي اقول

    :

    بحبك بببببببببببببببببببببببببببببببببببببب
    ياروحييييييييييييييييييييييييييي