عِذاب الركابي يكتب في شعر غادة السمان.. «امرأة من كلمات»

26 أيلول 2016

.

بقلم يكسوه الشجن يكتب المبدع القدير عذاب الركابي عن غادة السمان، بلغته الثرية يفتح لنا أقواساً جديدة تكشف عوالم كل منهما المضيئة بتلك الأشعار أستهل معكم: «أنت لاترى فيمن تحب إلا ما تحب أن تراه .. الليلة أنا وحيدة, ولا أري سواى .. غيابك يغتالني, وحضورك يغتالني لأنه عتبة لغيابٍ جديد ...»

مع حوار مبدع يكتب للماء لغة لا يدرك أبجديتها الا الزنابق. تجربة فريدة تشبه في ملمحها تجربة «صباح الخير أيها الحزن» للكاتبة الفرنسية فرنسواز ساجان في حوار غير منتظر وصريح وجاد أيضاً يحللان كل منهما على طريقة السؤال الجواب لما تحتلهم الكتابة في اليقظة وفي الحلم؟!

الشاعرة القديرة غادة السمان: «نحتال على الموت بالإبداع لأن الكتابة هي الموت اليومي الذى يجعلنا أحياء».

وجه امرأة يشرق علينا من بين الصفحات تتمنى لو تترك نوافذ المستقبل الأدبي مفتوحة للدهشة وربما تمد بكلماتها جسراً إلى الذين أحبتهم وتهدي في نهاية الأمر وردة بيضا لكل من أحب سطورها.

أن يأتي شاعر بليغ الفكر ليهدينا تذكرة سفر حقيقية إلى تلك الروح الهائمة في لحظات جنون حقيقية هي أيضاً إلى فضاءات الإبداع والشعر والحكمة والحياة فيأتي دور المحاور هنا بمثابة قنديل يتدفق نوره ووجوده حثيثاً وسط هذا الكم من الكشف يحمل هو الآخر مدينته داخله وغربته وعذاباته الدفينة.

أعتبر أن أهم فقرة من فقرات هذا الطرح غير المسبوق كانت تلك المبارزة الإنسانية؛ سؤال يحمل وجعاً وخلفية ثقافية ومعرفة عميقة بالكتاب العالمين والمبدعين العظام فى الوطن العربي. أيضاً نفتح صفحات مواربة مع ميلان كونديرا نحكي عن جبرا إبراهيم جبرا.

إيزابيلا كاميرا, وجاستون باشلار, والبياتي يسددان أهدافاً متوازية لتعريف الحب الحرية والوطن.

يطل وجهان ما بين سطورها. نزار قباني, وغسان كنفاني. نتجول في مدن عزيزة يتم ذكرها: دمشق بغداد بيروت باريس ونكتشف معهما أن المدن المخيفة هي مدينتنا الشخصية الداخلية.

عندما يتقابل عملاقان مثلهما، شيء طبيعي أن نتحدث عن الشعر الجيد والشعر الردئ، يتحدثان في لحظة فارقة عن الموسيقى؛ شوبان وبيتهوفن.

نطير إلى فضاءات إليوت يصبح الحوار رحلة ممتعة لا نود أن نعود منها معهما تصبح الحياة أكثر رقة.

نتفق معهما أو نختلف مع أندريه مورو لتعريف الموت، ونسبح فكريا - إن صح التعبير - فى الكون والحياة كيف يمكن للمبدع أن يلتقط التيارات السابحة مثل هنري ميللر.

عملاقان يشيران في حديثهما إلى التأكيد على أن كل كاتب له بصمة خاصة لأنه لا أحد يلغي إبداعاً سبقه بل يضيف إليه حتى أدب أميركا اللاتينية لم يستطع ان يهيل التراب على ما أنتجه كلاسيكيو الرواية العالمية: همنجواي, وايلد, كولن ويلسن, تولستوي.

أخيراً نحن أمام عمل إبداعي يحتفي بطريقة الشعر بامرأة تعزف سيمفونية القلب الجريح ويؤرخ لشاعرة وقامة مرموقة تفرح بالحياة وتعيش بنبض الحب وألوان قوس قزح.


منى عارف

middle-east-online

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق