غادة السمان: المهنة امرأة متمردة

06 10

تمرّد نسوي على الوضع الجنسي الذي تعيشه المرأة العربية

صدر مؤخراً ضمن سلسلة أعلام الثقافة السورية التي تصدرها احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، مجموعةٌ من الكتب الجديدة أولها: كتاب «غادة السمان: المهنة كاتبة متمرّدة»، أعدته الروائية سمر يزبك.
تذهب سمر يزبك في المساحة النقدية التي أفردتها في كتابها إلى الحديث عن ميزة أساسية تتصف بها نتاجات غادة السمان وفعلها الثقافي، حيث تصف ذلك الفعل بـ«التمرد على مجتمع سكوني مستعبد، وتمرّدٌ نسوي على الوضع الجنسي الذي تعيشه المرأة العربية».
تُعتبر غادة السمان في أسلوبها الأدبي ممثلة لـ«تيار الوعي في الكتابة»، وقد عملت على إضافة نبض شعري مميز خاص بها، بما يشكل كسراً لحدّة ذلك الوعي. عام 1993 أحدثت غادة ضجة كبرى في الأوساط الأدبية والسياسية، عندما نشرت مجموعة رسائل عاطفية كتبها لها غسان كنفاني في الستينات من القرن العشرين، حيث جمعتهما علاقة عاطفية لم تكن سراً آنذاك.
صدرت عن غاد السمان عدة كتب نقدية وبعدة لغات، كما ترجمت بعض أعمالها إلى سبعة عشرة لغة حية، وبعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج، صدرت لها «الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية»، بمثابة سيرة ذاتية عام 1997، و«سهرة تنكرية للموتى» عام2003. تذهب سمر يزبك إلى الاعتقاد بأن «غادة السمان ليست حبيسة صورتها عن نفسها كما يقولون، أعتقد أننا نختبئ من البشاعة داخل مكان خاص لعيشنا، وغادة تختبئ داخل مكانها الخاص بالعيش، وهو مكان متوحش، وبري فعلا يشبه روحها، لا يطاوعها دائما، لكنه يسمح لها بالاعتقاد بفعل الحرية، ربما هي وحيدة ولا تحتاج الآن إلا إلى ملعبها البري: نصها».
تعيش غادة السمان في باريس منذ أواسط الثمانينات، ولا تزال تكتب أسبوعياً في إحدى المجلات العربية الصادرة في لندن، وفي الكتاب مجموعة من النصوص المختارة لصاحبة أشهد عكس الريح 1987، كذلك يتضمن الكتاب مجموعةً من الحوارات المنتقاة، وفي سؤال لغادة السمان عمّا إذا كانت كاتبة إباحية، تجيب: «نعم ،أنا إباحية، أبيح لنفسي الحقوق الأدبية الممنوحة للرجل كلها، وأؤمن بحق ليلى بأن تغني جرح قلبها»، وتضيف «ببساطة لست إباحية، ولست رابعة العدوية، أنا مواطنة متلبّسة بالكتابة والصحو، بالصدق واحتقار الأقنعة».
تُشير يزبك إلى الدستور الخاص بحرية النساء الذي وضعته غادة السمان سنة 1962 وقامت بنشره، وتحدثت فيه عن أوضاع المرأة الصعبة، وطالبت فيه بتغيير حياة النساء ودعتهن إلى عدم استعذاب القيد، وحثتهن على التزام الحرية المسؤولة التي تجعل منهن كائنات ذات مرتبة موازية للرجل.


قيس مصطفى

بلدنا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق