الكوميديا السورية .. ما أضيق العيش لولا فسحة «الضحك»
07 حزيران 2016
.
لم تخيب الدراما السورية جمهورها العريض في أنحاء الوطن العربي ونجحت بالتفوق على نفسها وعلى الظروف المحيطة بها، فتجاوزت محنتها واستطاعت إنتاج 32 مسلسلاً ستنافس بها نظيراتها العربية خلال شهر رمضان.
وعلى ما يبدو أن صناع الدراما أدركوا هذا العام أن الجمهور بات متطلباً بشكل أكبر إلى الضحك والابتسامة ليبتعد قليلاً عن أجواء الشحن، فما أضيق العيش لولا فسحة «الضحك».
ولأن الحياة لم تنجح في ثني الناس عن الضحك في ظل الواقع العربي المتأزم، فإن السوريين المحبين للحياة لم يتبق لهم سوى الارتماء في أحضان الكوميدياً بحثاً عن الابتسامة.
هذا العام أنتجت الدراما السورية تسعة مسلسلات كوميدية هي «الطواريد»، و«بث تجريبي»، و«بقعة ضوء 12»، و«توب فايف»، و«توتر عائلي»، و«تنذكر ما تنعاد»، و«جيران القمر»، و«شو القصة»، و«نحن لها»، إضافة إلى عمل عاشر هو «فارس وخمس عوانس» الذي أنتج العام الماضي، وحتى الآن لم يجد مكاناً له عبر الشاشات، علماً أن مسلسل «كرستال» توقف عن التصوير من دون ذكر الأسباب.
والملاحظ أن معظم هذه الأعمال لم تستقطب نجوم الصف الأول، واكتفت بالوجوه الشابة، ربما ضغطاً للمصاريف.
وتحاول الكوميديا السورية إعادة ترتيب أوراقها ورسم صورة جديدة ناصعة بيضاء بعد سقوطها لموسمين متتالين مع بعض الاستثناءات.
تنقسم هذه الأعمال إلى مستويين، الأول ذو عيار ثقيل ويضم أعمال قليلة، أما المستوى الثاني فيحمل في طياته مخرجين وممثلين وكتاباً حديثي العهد.
كوميدي بدوي
خاض مازن السعدي تجربته الإخراجية الأولى في «الطواريد» عن نص كتبه مازن طه وفكرة شادي دويعر، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى الأعمال البدوية في عالمنا العربي، الذي يقدم في إطار كوميدي.
تدور أحداث العمل حول قبيلة «الطواريد» التي يتزعمها الشيخ «طرود»، الذي عثر قبل ثلاثين عاماً على طفلين هما «خلف ومهاوش» وأمر نساء القبيلة بإرضاعهما، لتتحول عملية الإرضاع تلك إلى عائق أمام زواجهما بعد 30 سنة من الواقعة.
ولأن «خلف ومهاوش» لا يشبعان، فقد رضعا من كل نساء القبيلة باستثناء زوجة الشيخ «طرود»، وحين كبرا أيقنا بأنهما أصبحا أخوين لكل بنات القبيلة ولا يجوز لهما الزواج من أي واحدة منهن، باستثناء «وضحة» ابنة الشيخ «طرود»، فيتنافسان ويتخاصمان في قالب كوميدي، وضمن هذه التوليفة ينسج العمل حكاياته اليومية بحيث تنفرد كل حلقة بقصة مختلفة بعيداً عن أي إسفاف أو تهريج أو حتى إساءة لقيم مجتمع البداوة.
يؤدي أدوار البطولة: نسرين طافش، ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد، وجيني إسبر، وأيمن رضا، ومرح جبر، وعبد الهادي الصباغ، وروعة ياسين، ومحمد خير الجراح، ومديحة كنيفاتي، وجمال العلي، وفادي صبيح، ويزن السيد، وقاسم ملحو، ومعن عبد الحق، وتيسير إدريس، وآندريه سكاف.
أما فكرة التنافس على «وضحة» والرضاعة، ليست إلا تفصيلاً وحاملاً كوميدياً لأفكار أعمق تعالجها الحلقات المنفصلة المتّصلة، مثل الغزو الثقافي، وتأثير العادات والتقاليد واستبدادها أحياناً.
محطة فضائية
البداية، من مسلسل «بث تجريبي» الذي أخرجه غزوان قهوجي، عن نص أنجزه بمشاركة سعيد حناوي، وربا طعمة وريمون أبو عيطة.
العمل عبارة عن «سيت كوم» كوميدي متصل منفصل يمتد على ثلاثين حلقة، أبطاله مجموعة من الشباب لديهم عدة مشاريع سابقة ولكن يفشلون دائماً في تحقيق مشاريعهم، ويتناول ثلاث شخصيات رئيسية تؤسس لنفسها محطة فضائية وتسميها «sm» وتحاول تقديم مواضيع مهمة عبر برامجها اليومية، إلا أنها تخفق في ذلك دائماً.
ويلعب أدوار البطولة كل من: ميريانا المعلولي، وروبين عيسى، وليث المفتي، وراكان تحسين بيك، ومحمد حسن، إضافة إلى بعض الضيوف منهم جمال العلي، وجرجس جبارة، وغادة بشور، وسوسن ميخائيل، وأحمد رافع، وتولاي هارون، وريم معروف، وطلال مارديني وآخرون.
يتألف كادر المحطة المذكورة من «مالك الحزين» وهو صاحب المحطة، و«جاد» وهو مذيع المحطة، و«درويش» وهو آذن المحطة، و«نانسي» وهي مذيعة المحطة، و«زكية» وهي المعدة والمخرجة لبرامج المحطة، و«جواد» وهو مونتير المحطة.
يجمعهم «مالك» صاحب المحطة ويخبرهم بالمشروع الجديد (المحطة الفضائية) وأنه حجز مساحة بث مباشر مدة ربع ساعة يومياً، ويحاول الفريق جاهداً اختيار مواضيع مهمة لتقديمها عبر البرامج اليومية للمحطة إلا أنه يخفق دائماً وتظهر مواضيعه بشكل طريف على الشاشة.
ويطرح العمل مجموعة مواضيع ويعالجها بشكل كوميدي، مثل الحديث عن الرياضة وكرة القدم وعن منتخبنا السوري فترة الثمانينيات باستضافة الكابتن وليد أبو السل، وأيضاً تتحدث حلقة «فتافيت» عن الطعام وعن علاقتنا ومحبتنا نحن كأشخاص للطعام بجميع أنواعه.
وفي جميع الحلقات فقرة ثابتة وهي «ريبورتاج خارجي»، حيث تخرج مذيعة المحطة إلى الشارع لتقابل أناساً حقيقين وتطرح عليهم بعض الأسئلة بحسب موضوع الحلقة، وأيضاً هناك فقرة ثابتة ثانية اسمها «فوتومونتاج» يقارن فيها بين المحلي والأجنبي بحسب موضوع الحلقة.
الجزء 12
«بقعة ضوء» من المسلسلات التي اعتادها الجمهور كل رمضان، ويعود هذا العام بجزء ثاني عشر من تأليف مجموعة من الكتّاب وإخراج سيف الشيخ ليكمل سلسلة ناجحة ومتألقة وبحلة جديدة.
والمسلسل من بطولة: أمل عرفة، وأيمن رضا، وباسم ياخور، وأحمد الأحمد، وميسون أبو أسعد، وفايز قزق، وصفاء سلطان، وأدهم مرشد، ومرح جبر، وتيسير إدريس، وجرجس جبارة، ورنا شميس، وغادة بشور، ووفاء موصللي، ومرام علي، وخالد القيش، وفادي صبيح، وعبد المنعم عمايري، ونزار أبو حجر، وبشار إسماعيل، ولينا كرم، ويزن السيد، وكرم الشعراني، وحسين عباس، واسماعيل مداح، ومهند قطيش، ويمان إبراهيم، وهيا مرعشلي، وعلا باشا، ودانا جبر، وعهد ديب، ومازن عباس، وطلال مارديني، وعلي كريم، وجمال العلي، وآندريه سكاف.
شركة إنتاج
«توب فايف» هو عمل كوميدي يتحدث عن شركة إنتاج تلفزيوني وما يدور بداخلها من مشاكل وأحداث وتحديات وتطورات بقالب كوميدي تشويقي بعيداً عن التهريج.
المسلسل من تأليف محمد حميرة، ومعالجة درامية أحمد سلامة وإخراج ريم عبد العزيز.
ويشارك في بطولته كل من ليث مفتي، وراكان تحسين بيك، وأحمد عيد، وسمر عبد العزيز، ورهام عزيز، وريم مقدسي.
عائلة واحدة
مسلسل «توتر عائلي» دراما اجتماعية كوميدية، تأليف شادي كيوان، وإخراج سالم عليكو، وبطولة: كنان العشعوش، وبسام دكاك، ورولا أبيض، وماجد عيسى، ومرح زيتون، وفراس فلاح، ودلال عمران، ومحمد الهيب، وجمال دبور، ورشا حاضري.
ويروي المسلسل قصة عائلة تتكون من مجموعة من الأفراد لكل منهم مشكلاته الخاصة ومواقفه، حيث يرصد حياة تلك العائلة وما تمر به من أزمات ويوميات.
سباعيات متعددة
«تنذكر ما تنعاد» للكاتب سامر سلمان، والمخرج علي شاهين عمل تلفزيوني يتألف من عدة سباعيات على شكل لوحات كوميدية، يتم الحديث فيها عن الفكر الإرهابي التكفيري والتركيز على الفساد والفاسدين الذين أفرزتهم الأزمة الحالية في سورية، كما تنتقد تجار الأزمة المنتفعين من هذه الظروف.
يؤدي أدوار البطولة زهير عبد الكريم، ووائل رمضان، ومحمد خير الجراح، وسعد مينه، وقاسم ملحو، وزهير رمضان، وجرجس جبارة، وفاتن شاهين، وريم عبد العزيز، وأريج خضور، وعهد ديب، وجمال العلي، ومريم علي، ومحمد قنوع، وحسين عباس، ومها الصالح، وجيانا عيد، وإبراهيم عيسى، ووليد حصوة.
سطح للإيجار
مسلسل «جيران القمر» مسلسل يحمل طابعاً اجتماعياً ويعتمد على الكوميديا السوداء وكوميديا الموقف، صورت مشاهده في موقع واحد ضمن بيت عربي كبير بمدينة دمشق.
يظهر الحدث الدرامي بقالب كوميدي ضمن إسقاط اجتماعي يحاكي الظروف الراهنة بخفة ورشاقة بعيداً عن المباشرة في طرح الفكرة، حيث يسلط العمل الضوء على الهموم الحياتية لشخوص المسلسل، من خلال عرض قصص سكان بيت «أبو سعدو» الذي خصص سطح بيته للآجار ضمن ثلاثة غرف مع فسحة سماوية، يقطنها طلاب جامعات من محافظات مختلفة وعدد من المهجرين من مناطق عدة، ويحاول كل منهم الهروب من ظروفه السيئة وحل مشاكله فيصطدم غالباً بطريق مسدود، ومع حضور الضيوف المستمر تزداد حدة المشاكل والنزاعات في البيت.
العمل من تأليف محمود سعد الدين وإخراج محمود خزعل، وبطولة: تولاي هارون، وزهير رمضان، وجرجس جبارة، ونزار أبو حجر، ومظهر الحكيم، وفاتن شاهين، وجانيار حسن، وإيفلين حسن، ومروان أبو شاهين.
صراعات أسرية
أما «شو القصة» فهو مسلسل اجتماعي ضمن قالب كوميدي عفوي يسلط الضوء على بعض الصراعات الأسرية التي تدور بين الحماية والكنات حول الأمور المنزلية خصوصاً.
العمل من تأليف: فؤاد بالجي وإخراج: علي ديوب، وبطولة أيمن رضا، وقاسم ملحو، وتيسر إدريس، وأمانة والي، وجمال العلي، ورغداء هاشم، وسعيد الآغا، ومي مرهج، وأمية ملص، وزيد الظريف، وكنان العشعوش، ورضوان قنطار، وعهد ديب، وسالي بسمة، وإنجي مراد، ولميس عفيفة، ومحمد حسن، ويارا علي، ووليم فارس، ورهف العبد، وحنان الجابر.
فريق تحقيقات
مسلسل «نحن لها» من تأليف محمد حميرة وقصي لوباني وإخراج سالم سويد، وبطولة: تولاي هارون، وجمال العلي، ومازن عباس، وريم معروف، ورهف الرحبي، وعاصم حواط، مظهر جروج، وآندريه سكاف، وسوسن ميخائيل، ولينا حوارنة، وأكرم الحلبي، وأكرم تلاوي، ومحمد خير الجراح، ومحمد خاوندي، وسمر عبد العزيز، وريم عبد العزيز وغيرهم.
العمل كوميدي بعيد عن الأزمة ويتم تقديمه بفكرة جديدة ومختلفة، ويتناول قصة فريق تحقيقات خاص يقوم بالبحث عن مرتكبي الجرائم بطريقة كوميدية ممتعة، متناولاً مراحل بحثهم في الجريمة التي دائماً ما يكتشفون ألغازها بالمصادفة، عبر مفارقات كوميدية.
ويضم المكتب ست شخصيات رئيسة هي: رئيس مكتب التحقيقات الرائد «همام»، ومصور مسرح الجريمة «ريما»، والطبيب الشرعي، وكاشفة البصمات «صفاء» وكاتبة أقوال الشهود «ضحى»، والمحققان «نادر» و«سامر».
في كل حلقة هنالك جريمة ويكون البحث فيها وعن حقيقتها المحور الرئيس من خلال هذا المكتب الذي يشغله رئيس وخمسة مساعدين له، وهؤلاء لهم حضور دائم في العمل في حين يكون في كل حلقة عدد من الضيوف منهم لحلقة واحدة ومنهم لحلقتين.
وحلقات العمل المكون من ثلاثين حلقة متصلة منفصلة تسعى إلى زرع الابتسامة بأفكاره الجديدة والمتنوعة، والعمل مختلف ويأتي بأفكار جديدة والأهم أنه افتراضي أي بعيد كل البعد عن أوجاع الواقع التي ملّ المشاهد منها.
مرحلة العنوسة
«فارس وخمس عوانس» هو عاشر عمل لهذا العام، وهو من تأليف أحمد سلامة، وإخراج فادي سليم، وتضم قائمة أبطال العمل كلاً من: عبد المنعم عمايري، ومرح جبر، ورنا الأبيض، وجيني إسبر، ولينا دياب، ومديحة كنيفاتي، ويزن السيد، ومحمد خير الجرّاح، وغادة بشّور، وتولين البكري، ورولا الأبيض، وعلا بدر، وفادي صبيح، وعبير شمس الدين، وأدهم مرشد، ومعتصم النهار، وعلي سكّر، وعامر علي، وجرجس جبارة، وخلود عيسى، وحسام تحسين بيك، وجوان خضر.
تدور أحداث العمل ضمن إطار كوميدي، ويحكي قصة ثلاث أخوات (وصلن إلى مرحلة العنوسة)، ومعهن العمة «جميلة»، وإحدى صديقاتهن «ياسمين»، وجميعهن يقمن في بناء واحد، بأحد أحياء دمشق الراقية.
«فارس» هو خال الفتيات الثلاثة «فتون، فرح، وفريحه»، وشقيقهم «حازم»؛ ويعيش معهم سلسلة مغامرات، وقصص، ومواقف طريفة، في رحلة بحثهم المعقدة عن شريك العمر، التي تصطدم بالعقبات التي تضعها أمامهم، والدتهم المتسلطة «تهاني».
ولا يسلم «فارس» أيضاً من تسلط شقيقته، وتحكمها في كل تفاصيل حياته، باعتباره يدير مكتباً عقارياً، تحت إشرافها، إلا أن ذلك لا يحول دون خوضه مجموعة من قصص الحب والعلاقات النسائية المثيرة.
جميع شخصيّات العمل الرئيسية أيضاً لها ماضٍ عاطفي، حيث مروا بعلاقات وقصص عاطفية، قبل بلوغهم «مرحلة العنوسة» بالمعيار الاجتماعي السائد.
ويسلط العمل الضوء بصورة أساسية، على الصعوبات التي يعانيها الشباب باختيار أزواجهم، بسبب تدخل الأهل الدائم في قراراتهم، وحياتهم الخاصة، وكل ذلك يأتي ضمن إطار كوميدي، يحقق التسلية والمتعة للمشاهد، ويخلق الضحكة والابتسامة على شفاهه.
وكانت شركة «إيه بي سي» للإنتاج الفني قد أكدت في بيان صحفي أن محكمة البداية المدنية الثالثة في دمشق حسمت ملكية المسلسل لمصلحتها، بعدما أصدرت قراراً يقضي بفسخ تسجيل ملكيته من اسم الجهة المدعى عليها (رنا الحلاق)، وملكية «إيه بي سي» للمسلسل، وإعادة تسجيله باسم (عدنان محمد حمزة) في القيود الرسمية بـ«كل الحقوق المترتبة على ذلك، وخصوصاً لجنة صناعة السينما، والمراجع الرسمية، ومنها أيضاً لجنة منتجي الصناعة السينمائية والتلفزيونية بدمشق».
وائل العدس
الوطن السورية