ندوة تكريمية في ذكرى رحيل خالد الأسعد في المتحف الوطني بدمشق

28 تشرين الأول 2015

.

أقامت المديرية العامة للآثار والمتاحف صباح اليوم ندوة بعنوان “تدمر التاريخ والآثار” وذلك بالقاعة الشامية في المتحف الوطني بدمشق بمشاركة مجموعة من الباحثين في الآثار.


وتحدث المشاركون عن أهمية مدينة تدمر ومكانتها التاريخية والأثرية على مستوى العالم وما تتعرض له من حرب إرهابية تهدف إلى تدميرها وسرقة أثارها إضافة إلى ما تقوم به المديرية العامة للآثار من جهود وتنسيق مع الجهات المعنية والمنظمات الدولية في مجال حفظ الأثار وحمايتها.

وبين الدكتور مأمون عبد الكريم مدير عام الأثار والمتاحف في تصريح ل سانا الثقافية أن الهدف من الندوة تسليط الضوء على مكانة تدمر وأثارها ومكانتها العالمية والقيمة الاستثنائية لها والخسائر التي لحقت بها جراء اعتداءات الإرهابيين مشيرا إلى “ضرورة الوقوف مع هذه المدينة العظيمة التي تحولت إلى رهينة في أيدي الإرهابيين لأننا إذا خسرنا تدمر سنخسر العاصمة الثقافية للحضارة السورية”.

وشدد عبد الكريم على ضرورة إقامة الندوات والمعارض والمؤتمرات بهدف اطلاع الجميع وتوعيتهم بأهمية الحفاظ على آثارنا وتراثنا وخاصة في ظل الحرب الإرهابية الشرسة التي تتعرض لها سورية منذ نحو خمس سنوات لافتا إلى أنه على الشعب السوري من مثقفين ومتعلمين ومهتمين بالتراث السوري الوقوف صفا واحدا في جبهة واحدة ومقاومة شعبية ثقافية واحدة من أجل حماية تاريخنا وثقافتنا من الاندثار والسرقة من قبل الإرهابيين والمجرمين الذين يحاولون تدمير الحضارة والهوية والتراث السوري.

وتطرق مدير عام الأثار إلى الخطر الكبير الذي يتعرض له العاملون في الأثار خلال عملهم حيث وصل عدد الشهداء حتى اليوم إلى 15 شهيدا وآخرهم حارس الأثار في ريف دير الزور الشهيد اسماعيل العلي.

أما الباحث الدكتور علي القيم فأكد خلال مداخلته في الندوة القيمة الأثرية والحضارية لتدمر وأهمية مكتشفاتها التي تحظى باهتمام خاص عند عشاق الفن والحضارة في العالم باعتبارها جزءا من تاريخ الإنسانية مشيرا إلى أنه رغم مرور نحو مئة عام على بدء المكتشفات الأثرية فيها لم يكتشف إلا 20 بالمئة فقط من كنوزها الأثرية.

وأضاف القيم.. “يحاول الإرهاب التكفيري تدمير مدينة زنوبيا لأنها رمز الهوية السورية كما أن سرقة الأثار أصبحت المورد الثاني للتنظيمات الإرهابية بعد النفط وهناك شبكة دولية لتهريب الأثار من سورية والعراق حيث يتعرض اليوم أكثر من 900 موقع أثري في سورية للسرقة والتنقيب السري والتدمير”.

وبين القيم أن الشهيد عالم الآثار خالد الأسعد قدم لمدينته ولبلده أعظم رسالة ونذر نفسه على مدى أكثر من ستين عاما من أجل إيصال معارفه وعلمه وخبرته إلى العالم أجمع وكان يدرك جيدا رسالة المؤرخ والبحث الأثري موضحا أن كتاباته ومؤلفاته كانت مراجع أساسية في تاريخ وأثار وفنون مدينة تدمر ومحيطها الواسع.

وتحدث مدير آثار ريف دمشق الدكتور محمود حمود عن الأبنية والصروح الأثرية التي تعرضت للتدمير في تدمر وعرض صورا تبين هذه الأثار قبل تدميرها من قبل الإرهابيين مثل معبدي بل وبعل شمين اللذين تعرضا للتدمير الكامل وتمثال أسد اللات وتدمير جزء من قوس النصر إضافة إلى المدافن البرجية مؤكدا أنه بفضل انتصارات وجهود الجيش العربي السوري وأبناء سورية ستعود تدمر نبراسا لحضارتنا.

وركز الدكتور علي أبو عساف مدير عام الأثار الأسبق على ارتباط الشهيد خالد الأسعد بتدمر وحبه لها وأصبح خالدا كآثارها بفضل جهوده وخدمته للأثار السورية مشيرا إلى مكانة تدمر كواحة في قلب الصحراء وأن ما تتعرض له من تخريب ممنهج على يد الإرهاب لن يقضي على دورها وحضارتها في تاريخ المنطقة.

وقال أبو عساف.. إن “الشهيد الأسعد شهيد تدمر المبدع نذكره بألم وحسرة واعتزاز لما قدمه وتركه من إرث ثقافي يخص هذه المدينة العظيمة والتعريف بها كإحدى عواصم القبائل العربية في بلاد الشام إبان القرون الأولى للميلاد”.

والقى مدير آثار متحف تدمر وليد الأسعد الضوء على ما تتعرض له مدينة تدمر على أيدي تنظيم داعش الإرهابي والأثار السلبية التي خلفتها تلك الأعمال الإجرامية على السكان والموظفين في تلك المنطقة وما يتعرضون له من خطر يهدد حياتهم.. وأيضا الشهداء الذين قدموا أنفسهم حفاظا على تراثنا وهويتنا وحضارتنا.

وبين الأسعد أنه لا يمكن وصف ما يقوم به إرهابيو داعش من أعمال تدميرية وتخريبية بحق أعظم مدينة في التاريخ حيث نرى تداعياتها من خلال تدميرهم المعابد والمدافن التي قل نظيرها على مستوى العالم وأبنيتها المتفردة في شكلها المعماري مشيرا إلى أن الهدف من ذلك تدمير الهوية والقضاء على ماض عريق بهدف تدمير مستقبل مزهر.

ورأى الدكتور جمال تمومي استاذ في قسم الأثار بجامعة دمشق أن ما تعرضت له الأثار السورية خسارة كبيرة على مستوى العالم والجميع معني بالتصدي للإرهاب الذي يحاول تدمير تراثنا وهويتنا وأصالتنا معربا عن تفاؤله بالنصر القادم لسورية وحضارتها وتراثها.

وتخلل الندوة معرض صور ضوئية ضم نحو 40 صورة من الفن التدمري والعمارة التدمرية وجمالية أثارها إضافة إلى اللقى والمعابد والمدافن وأبنيتها الفريدة وصور من نشاطات الشهيد الأسعد ومساهماته في اكتشاف وصون آثار تدمر طيلة حياته.

وتم خلال الندوة توزيع كتاب خالد الأسعد عاشق تدمر الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب الذي يتضمن مجموعة من أعماله والسيرة الذاتية له إضافة إلى شهادات مختلفة من مثقفين وكتاب حول خالد الأسعد .

حضر الندوة حشد كبير من العاملين في مجال الأثار وأساتذة كلية الأثار والعمارة بجامعة دمشق.


اكتشف سورية

سانا - مديرية الآثار

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق