المسرح القومي يحيي يوم الرقص العالمي على خشبة مسرح الحمراء بدمشق

03 أيار 2015

.

مهما كان عمر أو عرق أو جنس أو قدرات الشخص.. الجميع يستطيع الرقص فالرقص داخلنا جميعا كلمة افتتح بها الفنان /معتز ملاطي ليه/ الاحتفال الذي نظمته أمس مديرية المسارح والموسيقا /المسرح القومي على مسرح الحمراء مفتتحة عروض المسرحية الراقصة /حساسية عالية/ لمخرجها الفنان جمال سليم تركماني الذي قدم في هذه التجربة عملاً بصرياً لافتاً من جهة دمجه بين فنون العرض السينمائي والمسرح الجسدي.

متابعاً قراءة كلمة يوم الرقص الذي كتبها لهذا العام الكوريوغراف الكندي لوكا ليزيلغز بوتشيللي قال ملاطيه لي «البعض يختار أن يتشارك الرقص مع آخرين والبعض يحتفظ به لنفسه، فالحياة هي رقصة إن كنا نعرف ذلك أم لا.. فنحن نرقص على الدوام مع كل حركة نقوم بها مع كل نفس نتنفسه مع كل نبضة من قلوبنا هناك إيقاع يخلق».

الكلمة التي كرست تقليدا مسرحيا على الخشبة السورية في التاسع والعشرين من كل عام أهدت احتفالها لروح الفنان السوري الراحل لاوند هاجو والذي كان لفرقته رماد أياد بيضاء في تصدير هذا التقليد في برنامج عروض المسرح القومي حيث بدت الاحتفالية أكثر ميلاً إلى تجاوز التشريفات نحو تقديم عرض /حساسية عالية/ والذي جاء بدوره مفاجئاً من جهة جرأته الفنية وقدرته على خلق انسجام عال بين الشاشة والجسد مقارباً بين أنواع عديدة من الرقص العالمي المعاصر.

ويروي حساسية عالية حكاية الجسد السوري المعاصر المنتفض في وجه الخراب وتعميم ثقافة الحرب والدم على ثقافة الوطن الواحد والعيش المشترك إذ نجح الفنان جمال تركماني في صياغة شراكات فنية عديدة لإنجاز هذه التجربة تجلت في تعاونه مع الفنان أحمد جودة والذي صاغ معه نص كمال بدر في رؤيا فنية مزجت بين المادة الفيلمية لطلال لبابيدي وموسيقا قام بتوليفها كنان حسني جنباً إلى جنب مع إضاءة نصر الله سفر وديكور زهير العربي.

وترجم العرض كلمة يوم الرقص العالمي التي جاء فيها «الرقص هو الصلة بينك وبين الكون فعندما نرقص نطور أنفسنا اعتماداً على الطاقة كون العواطف والصعوبات التي نختبرها يعد الرق فيها هو الشكل الأكمل للتعبير عن الذات وهو المنفذ الذي لطالما ذكرنا أن كل شيء سيكون على ما يرام فالرقص يتحدانا لنتجاوز حدودنا من خلال اكتشافنا للقوة الكامنة في داخلنا».

ونجح حساسية عالية في إبراز قدرات المسرح الراقص في سورية وتفوق الراقص السوري في استيعاب مختلف تيارات ومدارس الرقص الحديث والمعاصر مستفيداً من اتجاهات عديدة اشتغل عليها راقصون عالميون من مثل لأمريكيتين ماراتا غراهام وإيزيدورا دنكن والألمانيتين بينا باوش وساشا فالس وهنريتا هورن والفرنسي جزيف نادج بعيداً عن الرقص التجاري مرسخين بذلك مذهباً مسرحياً جديدا في مقاربة مناحي الحياة العامة وهواجس الإنسان وعزلته في عالم يتغير في كل لحظة.

ولم تتوقف الاحتفالية لهذا العام عند نشاط مديرية المسارح بل تعدته إلى فعالية لا تقل أهمية قام بها طلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية عبر عرض أرقص لتكون تحت إشراف الفنان معتز ملاطي ليه ورئيسة قسم الرقص الفنانة نورا مراد إذ قدم الطلاب بدورهم عرضاً احتفالياً استعرضوا فيه خبراتهم الحركية والجسدية وقدراتهم على تطويع الجسد في مناخات مسرحية عديدة.

يذكر أن عرض حساسية عالية مستمر حتى الأول من شهر أيار على مسرح الحمراء والدعوة عامة وهو من أداء كل من الراقصين.. ريم شحادة.. ماهر يوسف.. مروه عثمان.. محمد كمحة.. مروة العيد.. ملاك العيد.



سامر اسماعيل

sana.sy

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق