ماهر مجدي

14 كانون الثاني 2015

قامة فنية سورية حافظت على الأصالة

امتلك الفنان ماهر مجدي موهبة أصيلة تستطيع انتقاء الأغنية العريقة والقادرة على البقاء اضافة الى موهبة التلحين التي ظهرت عبر عدد من اغانيه ومساهمته باستمرار الاغنية السورية من دون المساس بمقوماتها كما كان له دور بحضور الاغنية الوطنية عبر الازمة أدركته المنية يوم الجمعة الماضي فرحل ليترك ارثا عريقا للتاريخ الفني.

رحيله احزن اصدقاءه ومحبيه واعتبروه خسارة للاغنية العربية والسورية بشكل خاص فقد اعتبر الملحن صديق دمشقي في تصريح لـ سانا الثقافية ان مجدي كان فنانا مبدعا فقد اسماه اصدقاوءه في الوسط الفني عبد الحليم سورية نظرا للاغاني العاطفية التي كان يغنيها وهو خريج المدرسة الحلبية لكنه أخذ لنفسه لونا مميزا حيث خرج عن اسلوب القدود والموشحات واهتم باللون العاطفي.

وتحدث دمشقي عن التعاون الذي حصل بينه وبين مجدي حيث قام بتلحين أغنية «ولو ما في صباح الخير» واغنية ثانية بعنوان «محتاجك معي» والثالثة «زعلان منك يا قمر».

كما أكد دمشقي ان مجدي تمكن من تكوين شخصية فنية ميزته فاصبحت له هويته فبمجرد ان نسمع صوته تدرك ان هذا الاداء يخص هذا الفنان معتبرا ان هذا امر مهم جدا بالنسبة للفنان الذي يمتلك موهبة ويتمتع بالصدق والاحساس.

واشار إلى انه من الملحنين الذي تمكنوا من التلاؤم مع الحالة الفنية المميزة عند مجدي مؤكدا انه كان يعمل معه قبل رحيله على تقديم اغنية مهمة من مدرسة عبد الحليم حافظ تمتلك المقومات والكلمات والالحان الراقية ولكن شاء القدر ان يرحل مجدي قبل ان نحقق هذا السعي ونصل الى هدفنا المنشود.

وختم دمشقي بالقول ان مجدي هو مشروع نجم مهم وكاد ان يصل إلى اعلى الدرجات المتقدمة لولا انه ترك البلاد لفترة طويلة ابعدته عن الساحة الفنية فغابت اغانيه وكلماته ما افقده كثيرا من ما كان يمكن ان يحققه إلى ان عاد في الاونة الاخيرة وتابع مسيرة فنه.

بينما قال الشاعر وكاتب الاغنيات عيسى الضاهر ان الفنان مجدي قامة وطنية وفنان بامتياز ولقد سكنت حلب خوالجه وجوانحه حتى انه اول من غنى لحلب اغنية وطنية في هذه الازمة وهي من كلماتي بعنوان «يا قلعة البطولة يا قلعة حلب».

واعتبر الضاهر ان فقدان مجدي هو فقدان لفنان كبير وبوفاته نعزي فناني سورية فقد كان دمث الاخلاق جميل التعامل مع اصدقائه وكان يهتم بالاصالة والاغنية التي تحمل روح الاصالة في كلماتها وختم مشواره الفني بان قال كلمته الفصل بان حلب هي قلب سورية النابض وسنقاتل وندافع ضد المشروع المهيمن على المنطقة كالمشروع الداعشي بالكلمة والسلاح ان استدعى الامر.

بينما راى الفنان سمير نوري ان زميله مجدي كان من رعيل محافظ على الذائقة الفنية الحقيقية التي تهتم باسس الاغنية ومقوماتها وقربها من الناس وظل محافظا على عراقة حلب وشفافية الاغنية العربية لذلك ترك ارثا فنيا ليس قليلا وسيكتب له البقاء لانه يلائم كل البيئات وكل الشرائح وكفيل بوصوله عبر الازمنة.

واعتبرت الفنانة ريم عبد العزيز عضو نقابة الفنانين ورئيسة مكتب الثقافة والاعلام ان رحيل الفنان مجدي خسارة فنية للوسط الفني ولسورية لانه من الفنانين الذين حافظوا على عراقتهم واصالتهم ما يدل على انه واثق من نفسه وكان يمتلك الصوت القوي والمادة السليمة وينتقي الكلمات الجادة والموزونة والقادرة على الوصول الى صفحة المتلقي.

واوضح الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق ان الفنان مجدي كان حريصا على انتقاء الكلمات الفنية التي ترقى الى مستوى الشعر دون ان يهمل أي جانب من جوانب الفن وغالبا ما تاتي كلماته وهي ترفل بالموسيقا والعذوبة ما جعله واحدا من الفنانين الذين حافظوا على حضورهم وعلى الدفاع عن الاغنية التراثية والاصيلة.


محمد الخضر-ميس العاني

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق