الفنانة شذى حايك: الأغنية السورية ينقصها الدعم والتسويق لتكون الأولى عربيا

07 أيار 2014

.

تؤمن الفنانة السورية شذى حايك بالعمل الجماعي وقدرته على صوغ قدرات ومواهب مهمة لتقديمها للجمهور على شكل عمل فني راق بعيدا عن حسابات الشللية وما يتبعها من ضيق الخيارات أمام المغني.

وقالت حايك في حديث لـ سانا إن موهبة أي مغن سوري لا تكفي لوصوله إلى الجماهيرية التي يستحقها بسبب عدم وجود فرق موسيقية تظهر مواهب المغنين بشكل جذاب حيث تقتصر مشاركتهم في الفرق الموسيقية الأكاديمية أو الكلاسيكية في الكورال بينما يتم تكرار أسماء محددة لأداء الصولو في هذه الفرق ما يؤخر الكثير من المواهب الغنائية في الظهور للجمهور.

وأضافت إن هناك الكثير من المواهب الغنائية الجيدة التي تنتظر فرصتها للظهور على خشبة المسرح وتقديم موهبتها للناس داعية لإتاحة الفرص بالتساوي لهذه المواهب في الفرق التابعة لوزارة الثقافة وإيلاء اهتمام أكبر من قبل الإعلام بهذه الأصوات ليتم تسويقها وطنيا للجمهور السوري.

وتعمل حايك حاليا على إيجاد تمويل لتسجيل وتصوير أغنية وطنية قدمتها مؤخرا في دار الأوبرا وقالت إن أغنية «سورية بلا رحيل» تخاطب الوطن بكل شفافية وبأسلوب مختلف عن النمط التقليدي للأغنية الوطنية مبينة أن الأغنية من كلمات عبدالله القصير ومن ألحان خالد رزق.

وأكدت الفنانة حايك أن تطوير فكرة العمل لدى القطاعات الثقافية والإعلامية أمر ضروري للنهوض بواقع الثقافة عامة والغناء بشكل خاص ومن ثم تأتي الشراكة الحقيقية لإيصال العمل الجاد للناس وتسويقه بما يستحقه بشكل لائق يحقق الجذب الجماهيري للمنتج الثقافي السوري الذي لا يقل عن أداء أهم المواهب العالمية على مستوى القيمة والموهبة.

وأوضحت خريجة المعهد العالي للموسيقا أن عدم وجود شركات إنتاج وتسويق فني في سورية يعد العامل الأهم في ضياع الكثير من المواهب وحرمان الناس من الاستماع إليها رغم أنها تضم أهم المواهب عربيا وهذا يبدو جليا من خلال وصول المواهب السورية للنهائيات في برامج المواهب الغنائية.

وعن عدم رغبتها في المشاركة في أحد هذه البرامج قالت حايك.. رغم ما تقدمه هذه البرامج للمواهب من انتشار جماهيري إلا أنها ترتبط دائما بعملية تسويق تجارية ما يحصر الفنان بإطار قد يصعب عليه الخروج منه لاحقا مبينة أن أغلب المواهب يتم إهمالها بعد انتهاء البرنامج الأمر الذي يشكل مغامرة غير محسوبة النتائج لصاحب الموهبة الحقيقية والأكاديمية.

وبشأن دور الفنانين السوريين في الأزمة الحالية أكدت حايك أن كل مغن سوري من واجبه تقديم الأغنية التي تزرع الفرح والتفاؤل في نفوس الناس وكل حسب قدراته مبينة أنها تستعد حاليا لإقامة حفل جماهيري كبير يعود ريعه للأسر المتضررة من الحرب الإرهابية على سورية.

وأشارت الفنانة حايك إلى أن النشاطات التي يمكن أن تساعد الناس حاليا كثيرة حتى لو كانت بسيطة المهم إيصال الفرح للسوريين مبينة أنها بدأت مؤخرا بتدريب كورال السلام للنساء الهادف لإتاحة الفرصة أمام كل امرأة سورية ترغب بالغناء والتعبير عن نفسها بهذه الطريقة الراقية والجماعية حتى لو لم تكن تتمتع بصوت جميل في دعوة لكل نساء سورية للغناء من أجل السلام.

وأكدت حايك أهمية الإعداد الأكاديمي للموهبة الغنائية ما يجعلها تحسب خطواتها بحذر ومسؤولية كبيرة وهذا يحد من خياراتها في الكثير من فرص الظهور للجمهور ولكنها عندما تقف أمامه في المكان المناسب وبالشكل المناسب تصل للمكانة التي تستحقها لدى الناس وتستمر بالتواصل معهم بشكل لائق يحترم الموهبة وذوق وفكر المتلقين.

وقالت إن الموسيقا في سورية بشكل عام والغناء بشكل خاص تحتاج لدعم من أعلى المستويات للوصول إلى نتائج متطورة في هذا المضمار مبينة أن الدراما السورية استطاعت فرض نفسها بالمرتبة الأولى عربيا عندما توافر لها الدعم المطلوب وهذا ما ينقص الغناء.

وأضافت حايك إن الموسيقيين والمغنين استفادوا إلى حد ما من الدعم المقدم للدراما فقدموا عبرها أعمالا مهمة وبمستوى عال سواء في التأليف الموسيقي أو الغناء مبينة أنها شاركت مؤخرا بدور تمثيلي لشخصية مغنية في مسلسل أبواب الريح للمخرج المثنى صبح.

وعن الأغنية السورية أوضحت حايك أنها مظلومة على كل الصعد ولكن التفاؤل موجود بمستقبل أفضل لها بفضل وجود مواهب غنائية مميزة وكوادر موسيقية جيدة ومحترفة مبينة أهمية تبني هذا المجال المهم من الثقافة بالدعم والتطوير والتسويق ما يعود بالفائدة على المجتمع السوري كله ويعزز الثقافة الوطنية.


سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق