النحات هشام الغدو: النحت السوري يمتلك مقومات الإبداع ويحتاج للدعم

17 تشرين الأول 2014

.

يتعامل النحات هشام الغدو مع الخامات المتنوعة بما يخدم عمله النحتي دون تفضيل لخامة على أخرى فهو يرى أن لكل مادة جماليتها وخصوصيتها وطريقة للتعامل معها بما يتوافق مع الأسلوبية الفنية المقدمة.

أنجز النحات الغدو مؤخرا في ملتقى النحت على الخشب في مدينة طرطوس عملا نحتيا من الحجم الكبير من خشب الكينا وهو عبارة عن حورية البحر بأسلوب واقعي واعتبرها هدية للشعب السوري ولهذه المدينة السورية الساحلية الجميلة التي احتضنت الملتقى والنحاتين المشاركين من كل سورية بالحب والدفء.

وعن واقع النحت السوري يقول النحات الغدو في حديث لمراسلنا إن سورية شهدت في فترة ما قبل الأزمة عددا لا بأس به من الملتقيات النحتية فشكلت فرصة مفيدة جدا للتلاقي بين نحاتين سوريين وأجانب من عدة دول للتعارف وتبادل الخبرات فيما بينهم.

ويتابع.. جاءت هذه الملتقيات فرصة لتعرف الجمهور السوري على آلية عمل النحات وطريقة تحويله للخامات المتنوعة إلى أعمال نحتية جميلة من خلال زيارتهم لمكان الملتقى ومشاهدة العمل بشكل مباشر ويومي حتى إنجاز الأعمال النحتية.

ويوضح الغدو أن الأعمال النحتية النصبية التي تم إنجازها خلال تلك الملتقيات تم وضعها في عدد كبير من شوارع وساحات مدن سورية وتزيينها بها مبينا أن قسما كبيرا من هذه الأعمال تضرر بفعل الإرهاب كغيرها من المعالم والأبنية والآثار في عدد من المدن السورية.

ويؤكد النحات الغدو أن النحت تأثر بشكل كبير سلبا جراء الأزمة كما تأثر كل شيء في سورية مبينا أن هناك واجبا على اتحاد التشكيليين في دعم هذا الفن بالتنسيق مع الجهات الرسمية المتنوعة.

ويقول إن من الأفكار التي يمكن أن تساعد النحاتين على استمرار العمل وتطويره إلى جانب الاستفادة من جماليات الأعمال النحتية في إعادة إعمار سورية هي وضع خطة ليكون في كل بناء وشارع وساحة ستتم إشادتها أعمال نحتية من عمل النحاتين السوريين.

ويتابع.. إن حالة الركود في السوق الفنية إلى جانب الظروف الحياتية العامة الصعبة أوقفت عددا كبيرا من النحاتين عن العمل وذلك لارتفاع كلفة إنجاز الأعمال النحتية وحاجتها لظروف عمل خاصة من مكان وأدوات وخامات ومن ثم بيع هذه الأعمال وكلها ظروف غير محققة حاليا.

ويرى الغدو أن تواجد عدد من النحاتين السوريين في الخارج ساعد على تواجد النحت السوري في عدد من الساحات الفنية العالمية فعندما يتوفر الدعم المناسب والظرف الملائم للإبداع فإن النحات السوري يقدم فنا عالميا بسوية عالية معتبرا أن تواجد النحت السوري عالميا لايزال دون الطموح وبما يليق به.

ويقول: إن النحت السوري هو جزء من النحت العالمي ومن نظرة سريعة نرى أن الأعمال النحتية السورية حاضرة بشكل ما عن طريق بعض أسماء النحاتين المميزين مبينا أن وصول أغلب هذه الأسماء إلى المحافل الفنية العالمية جاء نتيجة اجتهادهم ومبادراتهم الشخصية ما يتطلب دعم النحاتين المبدعين لإظهار إبداعهم عالميا.

ويشير الغدو إلى أن هناك عددا من النحاتين السوريين استطاعوا من خلال موهبتهم وابداعهم ابتكار أساليب فنية خاصة بهم تعبر عن الهوية السورية المرتبطة بحضارات هذه المنطقة بعيدا عن تجاذبات السوق الفنية ما قد يؤثر على مبيعاتهم أحيانا لافتا إلى وجود عدد من النحاتين يقلدون فنانين سوريين أو عالميين سعيا وراء البيع وشروط السوق الفنية.

وعن حال أسعار الأعمال النحتية في سورية وخارجها يقول الغدو.. إن أسعار الاقتناء التي تحددها وزارة الثقافة تعتبر مقبولة لحد ما وتأتي أسعار الصالات الخاصة والسوق الفنية سواء داخل سورية أو خارجها متفاوتة بين اعمال نحات وآخر وهذا يخضع لعدة اعتبارات يدخل فيها التسويق لأعمال الفنان ومزاجية المقتنين وأسلوبية النحات ومستوى عمله النحتي وقدرته على تحقيق شروط العمل الفني القابل للبيع.

وحول دور اتحاد التشكيليين والجهات الرسمية في دعم النحاتين يوضح الغدو أن هناك بعض الأمور التي تساعد النحات على الاستمرار بالعمل وتخطي الظروف الاقتصادية الصعبة فأغلب النحاتين يفتقرون لمقومات العمل المثالية لارتفاع نفقات النحت ويمكن من خلال تأمين قروض ميسرة مساعدتهم بتأمين تجهيزات حديثة وأدوات عمل متطورة وخامات جيدة تساعدهم على إنجاز أعمال ذات سويات فنية عالية.3

ويقول: إن النحاتين السوريين بحاجة اليوم للمشاركة في معارض وملتقيات خارجية بشكل دوري ومستمر إلى جانب أهمية العمل داخل البلد وأن تكون المشاركات متاحة للجميع دون تمييز أو انتقاء لأسماء محددة مما يعود بالفائدة على النحت السوري عموما ويطوره ويوصله لمراتب متقدمة في العالم.

ويختم النحات الغدو حديثه بتقديم النصح للنحاتين الشباب بضرورة الاستمرار بالعمل والتغلب على الظروف الصعبة إلى جانب أهمية الاطلاع على النحت في العالم والاجتهاد لإيجاد شخصية تخص كل واحد منهم وعدم التقليد أو الانسياق وراء تجاذبات السوق الفنية والتفاؤل بالمستقبل لأنه سيكون أجمل.

يشار إلى أن النحات هشام الغدو من مواليد اللاذقية 1965 تخرج من قسم النحت في كلية الفنون الجميلة سنة 1991 يعمل أستاذا لمادة النحت في مركز أدهم اسماعيل له مشاركات عدة في ملتقيات محلية ودولية وأعماله مقتناة ضمن مجموعات شخصية في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وعدة دول عربية.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق