مفيدة ديوب: الفن التشكيلي استعادة للحظات المتعة الجمالية

11 تشرين الثاني 2013

.

بدأت حياتها الفنية بالنحت فقدمت كثيراً من المنحوتات التي تحمل أسلوباً خاصاً مستخدمة ادوات مختلفة ثم اتجهت إلى الرسم الذي يعتبر واحداً من أهم الأسس التي يقوم عليها النحت فاستخدمت الألوان الزيتية، ثم رسمت بالسكين كما شاركت في العديد من المعارض الهامة.

قالت الفنانة مفيدة ديوب هناك رابط بين النحت والرسم فالفن بكل اشكاله والذي يعتمد على الألوان، هو لغة ووسيلة للاتصال التي تعتمد على عمليات الارسال والاستقبال بين الناس وعلى حالتي السمع والبصر.

وبينت ديوب أنها عندما تقوم بصياغة شكل ما تأخذ مفرداته من البيئة التي تحيط بها بحسب رؤيتها، مضيفة إن النحت مجال يدخل فيه الفنان الكثير من التقنيات التي تلامس المشاعر والأنامل وتحاكي الداخل لأن الفنان التشكيلي النحات يضع بصماته وأنفاسه في منحوتته الخاصة ليقدم من كل ذلك أسلوباً معيناً خاصاً أما تجريدياً أو تعبيرياً أو واقعياً أو تكعيبياً أو سريالياً.

الفن التشكيلي بكل اشكاله حسب ديوب هو استعادة للحظات المتعة الجمالية التي تعيشها وتحولها إلى مفاهيم ورموز خلال عملية الفن سواء كان ذلك في النحت أو الرسم، علماً أن هناك اختلافاً جلياً في طريقة التعاطي مع الرسم والنحت، فالنحت هو علم الأشكال الذي يتضمن قيما فنية واجتماعية وتاريخية ويعتبر من أقدم العلوم الإنسانية التي تتجسد من خلال الكتلة الجامدة التي يحولها النحات إلى بناء تشكيلي يؤدي حالة تعبر عن زمن ما.

أما الرسم فهو لوحة تضم ألواناً وعناصر ومواد على سطح ما كل هذه الأشياء يجعلها الفنان تخدم تكويناً مدهشاً ومفاجئاً، يقدم كثيراً من المعطيات تدل عليها الألوان التي تحمل أفكاراً ومواضيع وليس بالضرورة أن يكون الرسام متقناً لعملية النحت لأن الحياة التي يعيشها في لحظة تشكيل اللوحة لا تتطلب ذات الأدوات، فالرسم يحتاج إلى سطح قد يكون ورقياً أو مكوناً من مادة أخرى فيمارس عليه ما يخطر ببال الفنان وخياله أما النحت فتختلف الأدوات معه تماما فلا بد من وجود كتلة صلبة تحتاج إلى أدوات أخرى وفي النتيجة فإن كلا من الرسم والنحت هو خلاصة رؤى جاءت بفعل التخييل ومهارة الموهبة تصل بنا إلى نتيجة اجتماعية ونفسية واحدة.

وتابعت الفنانة التشكيلية ديوب أنها تأثرت بالحركة الفنية المعاصرة نظراً لضرورة التوافق مع التجارب الفنية والمحتوى الموضوعي والاسلوبية الشكلية والتقنية مع قناعتها بضرورة الابتكار الذي يأتي من النزعة الفطرية الموجودة داخل الفنان.

وبذلك تكون قد تمردت قليلاً على المذهبية في الفن لاقتناعها بوجود أبعاد تاريخية وحضارية تجتمع مع الثقافة البصرية المعاصرة لتصل بالنهاية الى حالة تعبيرية ذات اتجاهات حديثة تعبر في خطوطها والوانها ومكوناتها عما يخدم المجتمع والانسان.

ورأت ديوب أن التمرد على الواقع ظهر من خلال الفنين التجريدي والتعبيرى وكلاهما أشكال مجردة ولهما عناصر تحرك الروح وتنقل المشاعر والأحاسيس إلى حالة متبدلة فالفن التعبيري متعمق باللون ويفرض الأحساس به وبدرجاته واضداده فيكشف عن واقع يعبر عنه في شكل فني يصنعه الفنان ويكون محجوباً وراء المعاني الموجودة في أعماقنا.

أما التجريدي فهو عمل يمكن أن تقرأه من بعد ومن قرب وفيه توافق وتوازن لوني بين المكونات التي تتشكل منه اللوحة فهو يهتم بجوهر العلاقات الاجتماعية وأحكامها إلا أنه يحاول التخلص من أثار الواقع والارتباط به فيشير إلى الحالات الاجتماعية بمدلولات أخرى.

وعن الساحة الفنية التشكيلية قالت ديوب إن هناك عدداً ليس بقليل من الفنانين التشكيليين في سورية اغلبهم يمتلك المواهب الحقيقية والذائقة العالية في أداء ما يريد حيث شارك الفنان السوري في معارض هامة على مستوى القطر وخارجه لذلك يتطلب الفن التشكيلي كثيراً من العطاء والدعم الذي يتوفر نسبياً لأن هناك كثيراً من الحالات الانسانية والاجتماعية سوف يحملها في معانيه إلى التاريخ ويتحرك فيها عبر الزمن.


اكتشف سورية

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنانة التشكيلية مفيدة ديوب

الفنانة التشكيلية مفيدة ديوب

الفنانة التشكيلية مفيدة ديوب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق