الكاتب مروان قاووق: الدراما السورية تتميز بمواضيع تعني كل المجتمعات العربية

29 حزيران 2014

.

يفاجئ الكاتب الدرامي مروان قاووق الجمهور السوري والعربي هذا العام بمسلسل عن المجتمع اليمني بعنوان طريق المدينة من اخراج كنان اسكندراني حيث يقدم العمل البيئة اليمنية في فترة حكم الإمام يحيى بين عامي 1940 و 1948.

ويقول قاووق عن هذا العمل في حديث لـ سانا «إن كتابتي لمسلسل عن المجتمع اليمني تطلبت مني السفر إلى اليمن للتعرف عن قرب على حياة الناس هناك في المدن والقرى الى جانب قراءتي للكثير من الكتب المختصة بتاريخ وعادات وتقاليد الشعب اليمني سواء المدنية منها أو القبلية مع مساعدة بعض المتخصصين في التاريخ اليمني».

ويضيف الكاتب المعروف بأعمال البيئة الشامية إن المصداقية في تقديم المجتمع اليمني دفعتني للغوص في تفاصيل حياة هذا الشعب حيث التقيت مع الكثير من الأشخاص من مختلف السويات الاجتماعية لأتجنب الاخطاء في الكتابة مبينا انه استخدم أسلوب «السهل الممتنع» في كتابة العمل وبلغة عربية بسيطة قريبة من الفصحى.

ويوضح قاووق أنه اعتمد في تقديم قصة مسلسل طريق المدينة على الربط بين العادات والقيم الاجتماعية مع الفترة الزمنية التي يحكي عنها العمل بخلفية تاريخية موثقة بالأحداث السياسية في تلك الحقبة على كثرتها.

كما يقدم قاووق مسلسلا شاميا بعنوان خان الدراويش من إخراج سالم سويد وبمشاركة عدد كبير من نجوم الدراما السورية حيث يتميز العمل بمواضيع جديدة وأحداث مثيرة وفقا لكاتبه ومن أعماله الجديدة ياتي مسلسل رقص الأفاعي إخراج كنان اسكندراني وهو عمل اجتماعي معاصر ليثبت قدرة الكاتب قاووق على التنوع فيما يكتبه للدراما عبر خمس سداسيات يقدم العمل مجموعة من الأحداث المشوقة والمختلفة.

وحول تناوله الأزمة في عمله رقص الأفاعي يوضح قاووق أنه لم يقدمها بشكلها المباشر العنيف بل من خلال تداعياتها على الناس عبر إسقاطات اجتماعية تبين صعوبات العيش مثل غلاء الأسعار واحتكار المواد من قبل تجار الأزمة وتحكمهم بحياة السوريين وما إلى ذلك من نتائج سلبية على العلاقات الإنسانية ككل.

ويعتبر صاحب فكرة مسلسل باب الحارة أن الكتابة للدراما تحتاج إلى تخصص في لون محدد منها معتبرا أن بوسع أي كاتب محترف كتابة العمل الدرامي مهما كان نوعه وخاصيته إذا توافرت لديه الأدوات الصحيحة للكتابة.

وعن الإنتاج الدرامي السوري خلال الأزمة يقول قاووق «رغم الأزمة التي تمر بها سورية إلا ان الدراما السورية لم توقف انتاجها واثبتت فشل المراهنين على تراجعها وغيابها وأنتجت أعمالا بمستوى عال وبقيت مطلوبة لدى المحطات العربية».

ويضيف كاتب مسلسل بيت جدي ..أن الدراما السورية ما زالت تفاجئ الجميع من خلال المواضيع المتميزة التي تطرحها والتي تحمل كل جديد ولا تشبه في طروحاتها أي دراما اخرى مشيرا إلى أن تأثير الأزمة على صناعة الدراما تجلى في انخفاض عدد الاعمال التي ينتجها القطاع الخاص ولكن بالمقابل تضاعف إنتاج القطاع العام ما يؤكد الدعم الحكومي القوي لهذه الصناعة الوطنية.

ويرى كاتب مسلسل الدبور أن الدراما السورية ومنذ انطلاقتها ورواجها على محطات التلفزة العربية لم تكن مختصة فقط بالمجتمع السوري بل كانت دراما عربية شاملة تخص كل إنسان عربي من حيث طرح المواضيع الاجتماعية التي تمسه لتكون الدراما السورية ساعيا يحمل رسائل لمنفعة المجتمع ولتصحيح مسار الإنسان العربي وهذا ما جعلها دراما عربية عالمية متميزة عن سواها.

ويضيف كاتب مسلسل طاحون الشر أن الاعمال السورية التي تصور حاليا خارج سورية لا يعيبها ذلك فمن حق أي منتج أن يصور عمله في أي مكان من العالم مبينا أن هذه الظاهرة كانت موجودة قبل الأزمة ولكنها زادت في الفترة الماضية الى جانب دخول عدد من الفنانين العرب الى هذه الأعمال السورية فاستفادوا من نجاحها واستفادت من موهبتهم.

ويرى المختص بكتابة دراما البيئة الشامية أن كل ما يقدم من أعمال بيئة شامية حاليا يدور في فلك مسلسل باب الحارة الذي يعتبر «النبع» لهذه الأعمال مبينا أن باب الحارة صار عملا تجاريا مربحا للجهة التي تنتجه بسبب نجاحه العربي والعالمي ويحقق أعلى نسب مشاهدة وسيتابع حتى آخر مشهد منه.

ويبدي قاووق تفاؤله حول مستقبل الدراما السورية ويقول إن ما يلزم الدراما السورية اليوم هو المزيد من الدعم الإنتاجي لها من القطاع الخاص مع ضرورة إيجاد جهة حكومية متخصصة في توزيع الأعمال الدرامية السورية وتسويقها أسوة بما يوجد في بعض الدول الناجحة في إنتاج الدراما وتسويقها لتعزيز نجاحها وضمان استمراره.

ويوضح قاووق أن الدراما السورية ما زالت الأولى عربيا والدليل هو تهافت المحطات العربية عليها والسعي للاستثمار فيها من قبل شركات الإنتاج لجني الأرباح من هذا الانتشار والنجاح مؤكدا أن شركات الإنتاج السورية الخاصة ستزيد من حجم عملها وإنتاجها شيئا فشيئا مع زوال الأزمة وعودة الأمن والاستقرار إلى سورية.

ويشير كاتب مسلسل الخبز الحرام إلى أن الكاتب الدرامي السوري «ما زال مغبون الحق من قبل بعض جهات الإنتاج الخاصة» فهو إلى الآن لم يأخذ ثمرة جهده المادية والمعنوية كما أن بعض شركات الإنتاج الخاصة استغلت الأزمة والظروف الصعبة وراحت تنقص من حق الكاتب وأجره المادي بزعم عدم وجود ربح مادي من إنتاج الدراما في هذا الوقت بسبب صعوبة البيع والتسويق للمحطات العربية.

ويدعو قاووق لإنشاء نقابة او جمعية مهنية لكتاب الدراما لتكون الجهة القانونية المعنية بحماية حقوقهم المادية والمعنوية ولتثبت عقودهم مع الجهات الإنتاجية لافتا إلى أنه طرح مع عدد من زملائه من الكتاب الدراميين فكرة إنشاء فرع لكتاب الدراما في اتحاد الكتاب العرب ولكن هذا الطرح «لم يلق الى الآن آذانا مصغية بسبب الأزمة الحالية».

وحول صاحب الحق بالنجاح للعمل الدرامي يقول كاتب مسلسل لعنة قسم إن المسؤول الأول عن نجاح أي عمل درامي هو الجهة المنتجة له فهي التي تختار الكاتب لتقديم النص المتميز ومن ثم تحدد المخرج الجيد لينجز هذا النص موضحا أن إنجاح العمل الفني اليوم مرتبط بشكل وثيق بحجم الإنفاق المالي عليه لإنتاجه بأعلى المعايير الفنية وأي تهاون أو تقنين في هذا الجانب يعود على العمل بتدني السوية الفنية ككل.

ويشير قاووق إلى انه ليس مع ما يسمى الشراكة الفنية الدائمة بين الكاتب والمخرج إلا في حين تبني المخرج للعمل منذ البداية بتقديم افكار محددة للعمل بسبب ظرف انتاجي معين لصناعة هذا المسلسل برؤية مسبقة معتبرا ان العمل مع مخرج واحد بشكل دائم يؤثر على الرؤية الفنية للكاتب ويتسبب بوجود حاجز أمام تنوع الأفكار والمواضيع ويحد من معالجتها الفنية.

وعن اشتراك أكثر من كاتب في إنجاز عمل درامي يقول قاووق: «إن هناك أعمالا درامية تسمح طبيعتها بوجود اكثر من كاتب لها وهذا يعتبر عامل نجاح لمثل هذه الأعمال خاصة إذا كان هؤلاء الكتاب من محترفي الكتابة الدرامية لأن الكتابة في الأصل فعل فردي وتشارك اكثر من كاتب في مسلسل درامي قد يعود على أحدهما بالغبن أمام الآخر وهذا أمر مرفوض لدي».

أما عن تقييمه للكتاب الدراميين الشباب يشير كاتب مسلسل «تحت المداس» إلى أن هناك كتابا شبابا يحملون أفكارا جديدة ومتميزة ويطرحون مواضيع كثيرة برؤية جريئة تخصهم وتخص جيلهم فهم الأقدر على التعبير عن هذا الجيل وهمومه وطموحاته داعيا لدعم هؤلاء الشباب من خلال اتاحة الفرص لهم لإنجاز كتاباتهم وتحويلها لأعمال تقدم للجمهور.

وعن السينما السورية يقول قاووق: «إن نجاح الدراما السورية وتهافت القطاع الخاص على إنتاجها ساهم إلى حد ما في تأخر السينما فاقتصر الإنتاج فيها على القطاع العام عبر المؤسسة العامة للسينما كما أن محدودية عدد صالات العرض السينمائية الجيدة وعدم وجود دعم لأصحاب دور العرض القديمة لتحديثها أثر على محدودية الإنتاج السينمائي السوري».

ويضيف قاووق..أن العجلة السينمائية السورية يجب أن تعود للدوران لإنتاج افلام تحمل الإبداع السوري بكل حرية وذلك بتقديم الدعم لهذه الصناعة من القطاعين العام والخاص لتعود كما كانت متألقة وغزيرة الإنتاج في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.


محمد سمير طحان

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق