حسان النوري: أصبحت رقما صعباً.. واختلف مع الأسد اقتصاديا وأوافقه سياسيا

26 أيار 2014

.

أكد مرشح الرئاسة السورية حسان النوري أنه يرغب بأن يحل مكان الرئيس بشار الأسد استنادا لأسس دستورية وديموقراطية تحددها صناديق الاقتراع، لا وفق رغبة مبنية على أسس القرار الأميركي أو القرار الغربي «ولن تكون يوما هكذا».

كلام النوري لـ «أنباء موسكو» جاء في معرض تفسيره لتصريحات بهذا الشأن أطلقها على إحدى الفضائيات وقال فيها: «إن لم يخسر الرئيس بشار الأسد في الانتخابات فكيف يمكن أن أكون رئيسا!».

ووصف النوري أجواء الانتخابات في سورية بأنها نزيهة وديموقراطية .

وكشف النوري أنه كان يفكر بالترشح لرئاسة الجمهورية العربية السورية منذ بداية العام 2012 ولكنه لم يفصح لأنه كان يشكك بإمكانية إجرائها بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.

وأعرب النوري عن تفاؤله بالفوز، وهو «يبذل جهدا لهذا الهدف»، مؤكدا أنه أصبح «رقما صعبا» في السياسة السورية، ولا مجال لديه للانكفاء عن العمل السياسي وتقديم ما يلزم للوطن، فالوطن برأيه «يحتاج إلى قادة كثر ينتجون قادة ناجحين ليقدموا له ما يلزمه».

وأوضح النوري أنه سيكون ناجحا «بغض النظر عن النتيجة في الانتخابات»، مشيرا إلى أنه بات يملك رصيدا شعبيا «ستجدونه في صناديق الاقتراع خلال الفترة القادمة» ويرى أنه «ليس من الضروري أن يكون الشخص رئيسا ليقدم للوطن ويشارك في بنائه».

وأكد رجل الاقتصاد السوري أنه لا يؤمن بمقولة أن البلاد بسبب الأزمة والحرب قد تكون قاربت على استنفاذ اقتصادها، معتبرا المرحلة الحالية طارئة.

وأعلن النوري أن رؤيته تعتمد على خطة طوارئ تبدأ من اليوم الثاني للانتخابات، وتتضمن وقف نزيف الدم، ونشر المصالحات الوطنية في عموم سوريا، والتعامل ومع السوريين الذين يعتبرهم «مغرراً بهم» من «باب التسامح»، وإصدار عفو عام عنهم و«لكن من ارتكب جرما واضحا بحق الشعب يجب التعامل معه واحتوائه بشكل مختلف قليلا»، كما يرفض النوري أقصاء أي من السوريين عن المشاركة في بناء الوطن.

ويعتبر أنه لا بد من الوقوف خلف الجيش العربي السوري في معركته الكونية والاعتماد على قوى التحالف الدولية التي وقفت مع سورية في أزمتها ومحنتها، ومنها «دولة روسيا الاتحادية وإيران والصين ودول أخرى».

كذلك يشمل البرنامج الانتخابي للنوري حسب قوله وضع تصور اقتصادي لإعادة الإعمار، وإعطاء السوريين امتيازات كاملة ومساعدتهم في إعادة الإعمار، معتمدا مبدأ ما أطلق عليه « الاقتصاد الحر الذكي».

ورغم التدمير الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والأبنية السكنية يعتبر النوري أن هناك ركائز أساسية ومهمة للاقتصاد ما زالت موجودة في سورية، مؤكدا أنه سيعمل على بناء الاقتصاد الصحي الذي يعطي كل المواطنين حقهم ويحفظ كرامتهم، لافتا إلى أن الاقتصاد السوري اعتمد في الفترة الماضية على مبدأ مئة عائلة ملكت الاقتصاد السوري، وهو ما أفقر وأنهك اقتصاد البلاد، حسب ما صرح.

ويرى النوري أن انحسار الأزمة في سورية قد بدأ وفقا لمؤشرات دولية ومتغيرات، وستشهد الفترة القادمة تحسنا في كافة قطاعات العمل الاقتصادي السوري، مشيرا إلى أن سيعمل على دعم مفهوم المجتمع المدني الذي انتقد تعامل القيادة السورية معه، مطالبا الجميع بتوجيه انتقادات ايجابية له في حال وجدوا شيئا غير دقيق في ما قاله وقدمه من رؤية، منوها إلى ضرورة التعاون.

الدكتور حسان النوري كمرشح للرئاسة أطلق مواقف مناهضة لبعض الحكومات، منها التركية والسعودية، لكنه بالمقابل يتفق مع دول أخرى ويتطلع لتعزيز العلاقات معها، وقد خصًّ روسيا الاتحادية في كلامه حيث يراها الصديق الأهم والشريك والحليف الاستراتيجي، منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد وإلى الآن. وقال: «وجدنا الإخلاص، وجدنا التوافق الاستراتيجي باعتبار هناك تناسبية ومصالح مشتركة بين الدولتين، وكل طرف من هذا التحالف يحافظ على العلاقات خالية من الشوائب، وهي علاقات محبة»، كما شجع على استمرار إعطاء الامتيازات الاقتصادية لروسيا الاتحادية كدولة حليفة مع الأخذ بعين الاعتبار «المصلحة الوطنية»، معربا عن أمله أن يزور روسيا قريبا للاستفادة من تجربتها.

كما يرفض النوري الحوار مع ما أسماه بـ «الخائن» في إشارة صريحة منه إلى «الائتلاف السوري المعارض» بسبب ما يراه من ارتباطات بأجهزة استخبارات دولية، واصفا الائتلاف بأنه «الابن الضال الذي خرج عن الخط الوطني الخط القومي في سورية».

وعن تحديات المرحلة القادمة أكد النوري أن مواجهاتها تعتمد على القيادة السياسية، وأنه لا بد من البناء وفي المرتبة الأولى بناء الإنسان قبل البناء الفيزيائي، معتبرا أن الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية بالنسبة له من أساسيات العمل في المرحلتين الحالية والقادمة، مشددا على أن «كل المكونات السورية من شركس وأكراد وتركمان سوريون بامتياز».

وأكد النوري أنه رجل مقاوم مع المحور الممتد من إيران الى سورية إلى حزب الله في لبنان، وشدد على أنه «يتفق مع القيادة السياسة الحالية في الملف السياسي وإدارتها له»، معتبرا ذلك من الثوابت الوطنية ولا يمكن لأحد التخلي عن الثوابت. وقال: «أنا أؤيد الأسد في كثير من المواقف وأنتقده في كثير من المواقف أيضا» وأضاف: «لو كنت مكان الأسد لفعلت ما فعل في الملف السياسي، لكني أختلف مع القيادة السورية الحالية في الملف الاقتصادي»، رافضا أن يعتبر أي شخص كلامه هذا عن الرئيس الأسد تسويقا له، وإنما هو تعبير عن حقيقة بالنسبة له، وهو بالنتيجة اليوم منافس للأسد في هذه الانتخابات.


اكتشف سورية

أنباء موسكو

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق