طعمة: سورية مهد الديانات السماوية وأصل الحضارة تتميز بتلون شعبها وتماسكه
07 نيسان 2014
.
قال الباحث الدكتور نبيل طعمة إن السوريين أسهموا عبر كل الحقب الزمانية في صناعة التاريخ بقوة وجميعهم كانوا سادة تملؤهم النخوة والمروءة وقيم العدالة والتسامح وأدركوا بعلومهم أن الوسطية لغة جمع ونبع حياة وصيغة حب وعلموا وتعلموا أن من يخذل السادة هم العبيد.
وأضاف في محاضرته «بين التفكير والتكفير» التي ألقاها في رابطة المحاربين القدماء إن هناك أنواعا من البشر والبشرية تنوعت وتلونت «لكن صورتها الكلية واحدة» موضحاً أن الفرق فيما بينها تنوع فكرها وأفكارها ومنه كانت الخلافات والاختلافات التي أنجبت التطور المادي المتنوع كتنوع فكر البشر.
وبين طعمة أنه على الجميع أن ينادي بإنسانية الإنسان حيث يكمن بها بناء الإنسانية التي لا تعترف بالفردية وتؤمن بالعمل الجماعي والتنوع الجمالي الذي لا يمكن له أن يظهر إلا من خلال التعاون لذلك نجد أن كلمتي التكفير والوهابية متلازمتان فقد ارتبطتا معاً فغدتا قاعدة خلق العداوة الرديئة الحاملة لغاية واحدة وهي اصطياد إيمان الإنسان بالحياة أي اصطياد الإنسان لأخيه الإنسان وإنشاء فرقة وتشرذم في تكوينه المادي والروحي.. وإن هاتين الكلمتين حملتا رايات إعادة الأمتين العربية والإسلامية إلى الوراء وتبنتا عداوة التقدم والتطور حيث حرمتا كل أنواع الجمال الإنساني وأسكنتا فكر معتنقيها العداوة والبغضاء للحياة.
وأوضح طعمة أن الغرب الإنكليزي اجتهد منذ بدايات القرن السابع عشر على شخصية تدعى محمد بن عبد الوهاب المتحول فيما بعد إلى مؤسس لهذا المذهب والإرادة المبتغاة منه تدمير الفكر الإسلامي الوسطي السمح ومحو الآخر بإرهابه عبر تعاليم متشددة وخطرة جدا ليس فقط على الفكر الإسلامي وإنما على العالم أجمع والتي تتمثل بتكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم وهدم القباب والأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين إضافة إلى نشر الفوضى والإرهاب وغيرها مبينا أن هذا المذهب أنجب صراعا خطيرا أيضا بينه وبين الإسلامويين القدامى والذين استباحوا العالمين العربي والإسلامي تحت شعار العثمانيين.
وأشار طعمة إلى تكالب القوى التكفيرية والاستعمارية على وطننا الغالي سورية وعلى فسيفسائه ولوحته الجميلة المتنوعة والمتعددة والمتألقة صاحبة منشأ ومبدأ العروبة وحاضنتها وقلبها النابض من خلال فكي الكماشة بتياريها التكفيري الشيطاني والوهابية بفلسفة هدمها للقيم والمبادئ النبيلة.
وبين أن ما شهدناه تحت مسمى الربيع العربي والذي بدأ مع ولوجنا الألفية الثالثة من بغداد وانهيارها والسودان وتقسيمه وتونس ومصر وليبيا واليمن والتمركز النهائي كان في دمشق سورية بكونها المركز الدقيق والحقيقي لحضور الأمة العربية برمتها وأيضا مركزا حقيقيا للديانة المحمدية السمحة لنرى أن التقاطع هو دمشق التي لم يقدروا حتى اللحظة على زحزحة قيمها وقاماتها شعباً وأرضاً وإيماناً عميقاً بجوهر إنسانية الإنسان وعملاً استثنائياً راقياً فيه حضور الكل المؤمن ورفض التكفير والتكفيريين والوهابية والوهابيين والصهيونية والمتصهينين.
ورأى طعمة أن سورية هي قلب العروبة النابض وأصل الحضارة ومهد الديانات السماوية فهي تتميز بتلون شعبها وتماسكه لذلك هي عصية على كل من يحاول النيل منها.
يذكر أن الدكتور نبيل طعمة رئيس تحرير مجلتي الأزمنة والباحثون صدر له العديد من المؤلفات الفكرية والفلسفية والسياسية والشعرية أهمها «فلسفة التكوين الفكري» الذي يقع في عشرة أجزاء.
اكتشف سورية
سانا