بانوراما الدراما السورية 2013

06 كانون الثاني 2014

ثمانية راحلين وخمس عرائس وثلاث مطلقات ومثلهن أمهات للمرة الأولى

حفلت الدراما السورية بكثير من التناقضات، وجمعت بين الأفراح والأحزان، وبين الزواج والطلاق.. وبين التألق والرحيل.


فأنهى الموت مسيرة عدة فنانين، في حين ابتسم الحظ لفنانين آخرين عبر موسم استثنائي، وكما ارتدت الدراما السواد حزناً على فقدان فنانين، فإنها اكتست بالأبيض فرحاً بزفاف آخرين أيضاً. ونجحت الصناعة الثقيلة في سورية بإنتاج 31 عملاً رغم الظروف الصعبة، ونجحت بمنافسة الدراما المصرية والخليجية واللبنانية وتفوقت عليها في مطارح عدة.

لم يكن أشد المتفائلين بالدراما السورية يتوقع لها أن تنتج 31 مسلسلاً متنوعاً في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلد، وأثبتت علو كعبها وأنها أكبر من كل المطبات. وإن كان الكم قد حقق الهدف، فإن النوع تباين بين عمل وآخر، مع تقدم واضح للمسلسلات الاجتماعية التي تفوقت على نظيراتها، وللمرة الأولى، تطرح الدراما أربعة أعمال سياسية لامست الأزمة السورية هي «سنعود بعد قليل»، «تحت سقف الوطن»، و«وطن حاف»، و«منبر الموتى»، علماً أن الأخير أثار الجدل نصاً وإخراجاً ولم يحقق النجاح الذي حققاه الجزءين الأول والثاني من «الولادة من الخاصرة»، في الوقت الذي حظي العمل الأول بالمشاهدة الأكبر بإطلالة خاصة للفنان الكبير دريد لحام ونص متين لرافي وهبي وإخراج متميز لليث حجو.

وحزمت سبعة أعمال حقائبها ونقلت مواقعها من دمشق إلى بلدان عربية مجاورة، فصور «حدود شقيقة»، و«سنعود بعد قليل»، و«منبر الموتى»، و«صبايا5»، و«العبور»، في بيروت، في حين دارت كاميرا «حمّام شامي» في أبو ظبي، و«زهر البنفسج» في عمّان.

وحصدت الأعمال الاجتماعية الحصة الأكبر بأربعة عشر عملاً أعمال هي «حائرات»، و«سكر وسط»، و«لعبة الموت»، و«صرخة روح»، و«حدث في دمشق»، و«صبايا5»، و«التالي»، و«روزنامة»، و«في قلب اللهب»، و«انتبهلي»، و«ناطرين»، و«زنود الست2»، و«زهر البنفسج»، و«العبور».

أما الأعمال الشامية التي عادةً ما تحصد الجماهيرية الأوسع فقد اقتصرت على أربعة أعمال فقط، اثنين منها امتداداً لأجزاء سابقة هما «زمن البرغوت2»، و«طاحون الشر2»، إضافة إلى «قمر شام»، و«ياسمين عتيق».

وكانت الكوميديا الحلقة الأضعف في موسم 2013 على عكس المواسم السابقة، فلم تشكّل الاهتمام المتوقع واقتصرت على تسعة أعمال هي «حمّام شامي»، و«حدود شقيقة»، و«سوبر فاميلي»، و«خرزة رزقا»، و«دبل فيس»، و«مرايا 2012» الذي شهد انخفاضاً واضحاً في المستوى، إضافة إلى «بديع وفهيم» و«فتت لعبت» و»شاميات 2»، والأعمال الثلاثة الأخيرة سقطة من سقطات الدراما السورية عبر تاريخها الطويل. الجدير ذكره أن ثلاثة من الأعمال لم تحظ بفرصة عرض حتى الآن وهي «حمّام شامي»، و«زهر البنفسج»، و«العبور».

العملان الأفضل
تربع عملان على عرش الدراما السورية لموسم 2013، الأول «سنعود بعد قليل» الذي رصد الانعكاسات الاجتماعية للأزمة السورية، والثاني «لعبة الموت» الذي جمع ممثلين من سورية ولبنان ومصر، فاجتذب المتابعة الأكبر بحضور استثنائي لسيرين عبد النور وعابد فهد، وطرح «سكر وسط» الواقع الاجتماعي في العشوائيات مع إخراج لافت للمثنى الصبح. وعلى الجانب الآخر، يسجل على «فتت لعبت» أنه وقع في فخ التهريج في حوار ساذج وفقير، في حين تميز «روزنامة» بإخراج متميز رغم النص المتواضع فكرياً، أما «شاميات2» فلم يكن أحسن حالاً، ويشابه الأعمال السابقة التي قدمها فادي غازي من خلال الاعتماد على النكات المنتشرة في صفحات التواصل الاجتماعي وتحويلها إلى مسلسل «تهريجي».

نجما 2013
حصد النجمان سلاف فواخرجي وعابد فهد المراتب الأولى في كافة الاستفتاءات والتصويتات التي طرحتها مختلف المواقع السورية والعربية المتخصصة بشؤون الدراما، وقد أجمع النقاد على تألقهما وتصدرهما المشهد الدرامي عن جدارة واستحقاق من خلال موسم استثنائي، يذكر أن عابد فهد 49 عاماً، ظهر في رمضان الماضي من خلال بطولة ثلاثة أعمال هي «لعبة الموت»، و»سنعود بعد قليل»، و»منبر الموتى»، في حين أطلت سلاف فواخرجي في «ياسمين عتيق»، و»حدث في دمشق».

ثمانية راحلين
تعددت الأسباب والموت واحد، هكذا فقدت الدراما السورية الكثير من روادها عام 2013 وخطفت ثمانية أسماء فنية، فالبداية من المنتج أديب الخير صاحب ومدير شركة «سامة» التي أنتجت عدة أعمال مهمة مثل «روبي»، و«أهل الغرام» و»ضيعة ضايعة»، قبل أن تستلم زوجته المهمة وتنتج مسلسل «لعبة الموت» مع سيرين عبد النور، وعابد فهد. المنتج السوري الشاب ترجل باكراً عن عمر لم يتجاوز الـ48 عاماً بعدما أصيب بأزمة قلبية حادة ومفاجئة في زيارة قصيرة قام بها إلى بيروت، قبل أن يوارى الثرى في إحدى مقابر دمشق. وبذات العمر، رفع نضال سيجري الراية البيضاء بعد صراع مع سرطان الحنجرة لعامين، ففارق الحياة باكراً هو الآخر، ودفن تحت تراب اللاذقية بعدما سُجي جثمانه على خشبة المسرح القومي تنفيذاً لوصيته. وعن عمر ناهز الـ63 توفي صباح عبيد بعدما رقد شهراً كاملاً في المشفى، وهو الفنان الذي ترأس نقابة الفنانين ما بين 2006 و2008 وأصدر حينها قراراً بمنع إليسا وهيفاء وهبي وروبي من الغناء بسورية، قبل أن يفوز بمقعد في مجلس النواب من 2008 وحتى 2012.

ورحل عدنان حبال بصمت بعمر الـ76 عاماً متأثراً بمرضه، وهو الفنان القدير الذي يعد من مؤسسي الدراما والمسرح في سورية. وشكلت الطريقة التي قُتل فيها ياسين بقوش صدمة كبيرة في الأوساط الشعبية، حيث أصيب بقذيفة «آر بي جي» في أحد أحياء دمشق الساخنة، وقد اشتهر بأعماله مع دريد لحام ونهاد قلعي بدور «ياسين» البسيط والساذج في عدة أعمال، أهمها «صح النوم» و«ملح وسكر». وأيضاً ووري رياض كبرا الثرى في دمشق متأثراً بمرضه، علماً أنه أحد أقدم المنتسبين إلى نقابة الفنانين.

وخلال الشهر الأخير من السنة، ودعت الدراما السورية فناناً مخضرماً وأخرى شابة، فرحل سليم كلاس الملقب بـ«الأنيق» عن عمر ناهز الـ77 عاش أكثر من نصفها في الوسط الفني، وهو الفنان السوري الوحيد الذي مات بشكل طبيعي دون مرض أو حادث، وبعد أيام قليلة لحقت به الشابة غدير الشعشاع التي ماتت مختنقة في حمّام منزلها قبل أن تبلغ 25 من العمر.

ولم يكتف الموت بتغييب ثمانية فنانين، بل امتد ليشمل ذوي أربعة فنانين، والبداية من كاريس بشار الذي صدمت بوفاة والدها بعد أشهر قليلة من عودتها إلى دمشق إثر عام من الاغتراب في الولايات المتحدة الأميركية. أما أيمن زيدان فعاد إلى دمشق خصيصاً للاطمئنان على والده الذي رقد في العناية المركزة عشرة أيام قبل أن يفارق الحياة متأثراً بمرضه. وجاء حزن جمال سليمان مضاعفاً بعد وفاة والديه خلال أسبوع واحد من جهة، ولأنه لم يودعهما في دمشق على اعتباره مقيماً في القاهرة. أما فرح بسيسو فتركت القاهرة وسافرت إلى عمّان لتشييع والدها الذي توفي متأثراً بمرضه قبل أيام قليلة من انتهاء السنة.

عرائس الدراما
ارتدت خمس فنانات سوريات الفستان الأبيض عام 2013 ، كندا حنا، ورشا شربتجي، وريم زينو، ورغد المخلوف، وجومانة مراد)، مقابل زواج مازن عباس، وخطوبة معتصم النهار.
المخرجة رشا شربتجي كانت أول العرائس عندما تزوجت من شقيق سوزان نجم الدين، تمّام نجم الدين، بعد أقل من عام على انفصالها عن زوجها السابق. أما كندا حنا فقد فاجأت الأوساط الفنية بخطبتها بالمخرج ناجي طعمي وزفافها بعد أيام قليلة. وبصمت، احتفلت ريم زينو بزواجها من المخرج مهند قطيش، الزوج السابق لقمر خلف، ورغد المخلوف، خطيبة معتصم النهار السابقة، بشاب من خارج الساحة الفنية، وتزوج مازن عباس بفتاة من خارج الفن أيضاً.

وأعلنت جومانة مراد عقد قرانها وزواجها من محام أردني «ربيع بسيسو» في حفل صغير اقتصر في مصر، علماً أنها تزوجت قبل ذلك مرتين، في حين دخل معتصم النهار القفص الفضي برفقة فتاة بعد انفصاله عن رغد المخلوف.

أمهات أول مرة
دخلت ثلاث فنانات سوريات نادي الأمومة بعدما أنجبت في 2013 للمرة الأولى، فاحتفلت واحدة منهن بولادتها خارج سورية، في حين أنجبت الاثنتان المتبقيتان في مستشفيات دمشق، لكن المصادفة التي جمعتهن أنهن جميعاً مرتبطات بأزواج من داخل الوسط الدرامي.

أولى الأمهات كانت جيني إسبر التي أنجبت «سيندي» في الولايات المتحدة في شهر نيسان ومن وقتها أصبحت طفلتها ترافقها في صورها ولقاءاتها وحتى مشاريعها الفنية بعدما أقحمتها في أحد مشاهد «صبايا5»، علماً أن جيني متزوجة من المنتج عماد ضحية منذ ما يقارب الخمس سنوات.

وفي شهر تشرين الأول انضمت نجلاء خمري إلى الفنانات الأمهات بعدما أنجبت «أمير» لتتوج علاقتها بالممثل شادي مقرش بهذا الطفل بعد سنة ونصف السنة من الزواج.
وفي ذات الشهر، ولكن بعدها بخمسة أيام، أعلنت كندا حنا عن إنجاب «فارس» بعد تسعة أشهر من زواجها بالمخرج ناجي طعمي.

ثلاث مطلقات
اكتوت ثلاث فنانات بنار الطلاق والانفصال عن الزوج، منهن عادت واحدة بسرعة إلى كنف زوجها في حين انفصلت اثنتان من غير رجعة.

بدايةً، وبعد شائعات لاحقتها منذ السنة الأولى لزواجها، أعلنت نسرين طافش خبر انفصالها عن زوجها الإماراتي بعد خمس سنوات من الارتباط.

أما ديمة الجندي، فلم تخف انفصالها عن زوجها المخرج فراس دهني بعد عشر سنوات من الزواج تكللت بالطفلة «تيا».

وضربت أمل عرفة رقماً قياسياً بعودتها إلى أحضان زوجها عبد المنعم عمايري بعد أسبوع واحد فقط على إعلانها نبأ الانفصال، وقد اعترفت بتسرعها بإطلاقه.

شائعات
لم توفر الشائعات فناناً سورياً على خلفية الأحداث الدامية وبناءً على مواقفهم السياسية، فعجت صفحات التواصل الاجتماعي بسيل من الأخبار الكاذبة التي أحبطت الكثير من الفنانين.
فطالت الشائعات عباس النوري، وسلمى المصري في حادثة واحدة، وتحديداً في الشهر الأول من السنة عندما انفجرت سيارة مفخخة في ساحة السبع بحرات في دمشق، حيث نشرت صفحات الفايسبوك شائعة مقتلهما متأثرين بجراحهما.

وحظيت سلاف فواخرجي بالنسبة الأكبر من الشائعات، فلم يخل شهر واحد من شائعة مصرعها بعدة طرق، لدرجة بات هذا الخبر مألوفاً عند محبيها، إضافة إلى انتشار شائعة خطفها من منزلها في دمشق عندما كانت تقيم في اللاذقية!!.

وعندما كانت منهمكة بتصوير مشاهدها بمسلسل «زنود الست» أصيبت سامية الجزائري بصدمة عندما علمت بشائعة تعرضها لوعكة صحية ألزمتها الفراش وشكلت خطراً على حياتها لدرجة أنها على وشك الموت، في حين وقتها كانت تنعم بصحة جيدة ولا تعاني من أي مرض رغم كبر سنها.
أخيراً، فإن شائعة ضربت زهير عبد الكريم بأنه اغتيل على يد مجموعة مجهولة، لكن الخبر لم يتعدى حدود الشائعة.


الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق