120 مؤلفا هي إرث الباحث والمؤلف الموسوعي حسان الكاتب

20 تموز 2013

حسان بدر الدين الكاتب المؤلف والباحث والمؤرخ الموسوعي الذي غيبه الموت الأسبوع الماضي عن عمر يناهز ثمانية وسبعين عاما ترك إرثاً ثقافياً غنياً في حقول مختلفة من العلوم والمعرفة وزادت مؤلفاته عن المئة والعشرين كتاباَ مودعة بمركز الوثائق ومكتبة الأسد بدمشق.

الباحثة سمر الوعر تحدثت لوكالة سانا عن مسيرة حياة الباحث الراحل مشيرة إلى أن علاقته مع المطالعة بدأت من مكتبة والده الغنية بالكتب والمؤلفات حيث كانت تجذبه الكتب المصورة ثم انتقل للبحث عن الصور ثم الأبحاث المختلفة والمطالعات ومنها تطورت أفكاره وأصبح كلما قرأ شيئا جديداَ يجد نفسه مقصراَ ويبحث عن أمور جديدة.

وأضافت إن الكاتب تأثر بطه حسين والمازني والعقاد وصادق الرافعي وغيرهم من أعلام الشعر والأدب وفي الستينيات نشرت له أول مقالة كانت بعنوان السوق العربية المشتركة بمجلة جيش الشعب وكان له بعدها العديد من الكتابات التي نشرها في الصحف المجلات كمجلة الفيصل و المجلة العربية والمعرفة ومجلة الضاد وبناة الأجيال و الأديب ونهج الإسلام وصحف تشرين والبعث والثورة إضافة لمجلة الثقافة التي كان يصدرها المرحوم مدحة عكاش كما كتب في الموسوعة العربية الكبرى التي صدرت بدمشق وفي موسوعة أعلام المسلمين التي أصدرتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم و بمعجم البابطين.

وبينت أن الراحل عمل في حقل التربية في سورية والسعودية وندب مستشاراَ إعلامياَ لرئاسة الوزراء عام 1982 ومن ثم وبعد إحالة نفسه للتقاعد ساعد في تأسيس المجمع العلمي العالي للعلوم الإسلامية والعربية 1990 وكان الوكيل العام بهذا المجمع كما ساهم في تأسيس كلية العلوم الإسلامية والعربية 1993 وكان وكيلا لهذه الكلية إضافة لمساعدته في تأسيس جامعة العلوم الإسلامية والعربية وكان نائباً لرئيس الجامعة عام 1994.

أهم إصداراته الموسوعة الموجزة وهي موسوعة في المعارف الإنسانية مبوبة في ثمانية وعشرين جزءاً أرخ فيها لفكر العالم منذ وجد الإنسان إضافة للعديد من المؤلفات الإسلامية منها الله جل جلاله «الإسلام دين الحضارة».

وللكاتب وفق الوعر مجموعة من المؤلفات التاريخية والجغرافية منها معالم الوطن العربي في ثلاثة مجلدات «عالم القرن العشرين-النشاط الدولي» دراسات موضوعية فلسطينية-نظرات في التاريخ العربي-والعديد من الكتب الفلسفية منها دراسات في الفلسفة-دراسات في التربية وعلم النفس-مصابيح الفلسفة في العالم-نقد جمهورية أفلاطون-نظرات في التاريخ العربي فلسفة التاريخ كما كتب سبعين حوارية إذاعية تحت عنوان قرأت لك عن أهم كتب التراث وتم تسجيلها على كاسيتات وتوزيعها في الوطن العربي.

وتطرقت الوعر إلى مقتطفات من لقاء توثيقي أجرته مع الكاتب لخص فيه عصارة جهده خلال مسيرة دامت أكثر من ستين عاماَ بالقول.... الحياة زائلة ولا يبقى منها إلا الآثار التي يقدمها الإنسان في أي مجال كانت هذه الآثار هي تجعل ذكره مستمراَ وخاصة إذا كان في الأدب والفكر الإنسانيين وبطبيعة الحال إن ما يعطيه الإنسان خلال حياته هو عبارة عن دليل لمن سيأتي بعده وهو مدرسة للآخرين يقدم فيها تجربته في الحياة والفكر والثقافة ومختلف الحالات التي يعايشها الأديب أو الباحث أو الشاعر لذلك فإن النفس الإنسانية تواقة دائما إلى التجديد والعطاء وهي تنتعش بالتقدير والمكافأة وتموت بالإهمال وعدم الإعتراف بالجميل ولذلك نجد أن المبدعين بمختلف العصور تأثروا بمقولة سائدة وهي وراء كل رجل عظيم إمرأة مؤكدا أن حبه للمعرفة وإجلاله لها هو الذي دفعه لإعداد الموسوعة الموجزة وخاصة أن المعارف الإنسانية متشعبة وكثيرة ويحتاجها المثقفون من خلال دراساتهم.

وعن التكريم وأهميته بحياة المرء أكد الكاتب أن التكريم هو عبارة عن تقدير وهذا التقدير يبين للإنسان مدى عطائه ويزيد من عطائه ونشاطه وعملية التكريم للمبدعين هي إحياء لأحاسيسهم ومشاعرهم ودفعة قوية لتوسيع عطاءاتهم وإبداعاتهم فقد تم تكريمه في سورية 1997 وكرمه مركز المعلومات القومي عام 2002 وإتحاد الكتاب العرب 2012".

أما الدكتور عبد اللطيف ياسين فقال «إن حسان بدر الدين الكاتب إضافة إلى ما يمتلكه من مواهب تؤكد أنه كاتب موسوعي يملك كثيراً من القدرات التي أضاف من خلالها ثقافة موسوعية إلى المكتبة العربية فهو ناقد مميز يلم بطرائق النقد ويمتلك أدواته أياً كان نوع الجنس الأدبي الذي يتناوله فهو قادر على نقد الشعر والقصة كما هو قادر على الغوص بالبحوث والدراسات والعمل على نقدها وتفكيكها».

ولفت ياسين إلى أن النقد نوع أدبي يحتاج إلى قراءات كثيرة وثقافة واسعة وبالتالي إلى تفرغ فمن الملفت للنظر أن يبدع به هذا الكاتب كما أبدع في كل المجالات الأدبية إضافة إلى الموضوعية التامة والعدالة والشفافية التي يستخدمها ويتعامل خلالها مع النصوص التي يتناولها أو الدراسات وغير ذلك.

بدوره قال الشاعر الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي إن الأديب الموسوعي الدكتور حسان بدر الدين الكاتب الذي كرمه مركز المعلومات القومي عام 2002 م وكتبت عنه موسوعة الشرف العالمية التي تصدر في كارولينا في الولايات المتحدة بذل جهدا كبيراً في موسوعته التي تضمنت كثيراً من المعارف الإنسانية في جميع العصور حيث استغرقت سنينا طويلة واكب من خلالها تطور المعارف وجمع فيها كثيراً من الجهود التي أضيفت إلى جهده فاحتوت تكريماً لكثير من الكتاب والمؤلفين وهم على قيد الحياة.

وأشار بني المرجة إلى أن الكاتب كان يلم بكثير من الأجناس الأدبية التي تعكس الحالات الاجتماعية بكاملها وتطوراتها كما كان يدعو دائماً إلى تعامل الأدباء والمثقفين بمحبة إضافة إلى ضرورة تعاملهم مع الكتابة بشكل نظيف وشريف ومع البحوث بشكل منهجي ودقيق لأن الكاتب والمثقف هو وجه الأمة وعنوانها.

يذكر أن الموسوعي الراحل حسان بدر الدين الكاتب كان عضواَ في إتحاد الكتاب العرب والصحفيين شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية والتربوية والثقافية، وكان أيضاً عضوا في جمعية أصدقاء دمشق والجمعية الجغرافية ونادي جدة الأدبي وقدم لكتب تخص كبار المؤلفين وجميع ما كتب عنه مع رسائله الأدبية موجودة في مكتبة الأسد ومركز الوثائق التاريخية بدمشق تزوج من السيدة أمل الجابي وله أربعة أولاد سوسن وسامر وسماح ووسيم.


سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

غلاف كتاب: كتب الله عز وجل لحسان الكاتب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق