الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية في دمشق

02 آب 2012

.

على مدار ثلاثة أيام، أقيمت في مجمع صحارى السياحي في محافظة ريف دمشق فعاليات «الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية – مجتمعي ... مسؤوليتي»، وضم أكثر من 230 شخصاً من المبادرين والعاملين المجتمعيين من كافة المحافظات السورية منهم 130 مبادراً ومبادِرة من دمشق في حين كان الباقون من مختلف الأنحاء السورية.

وهَدُفَ النشاط إلى جمع أفضل المبادرات والمبادرين من كل أنحاء القطر السوري من أجل تسهيل عمليات التواصل والتشبيك بين هذه المبادرات، كما أقيمت عدة ورشات ودورات تدريبية متخصصة بإدارة أو تحسين المبادرات، إضافة إلى تقديم المبادرين لمبادراتهم وعرضها أمام المنتدين ومناقشتها بحثاً عن تحفيز المجتمع المدني وتفعيله.

وقد رافق اليوم الأول افتتاح حديقة المبادرات التي حوت ابتكارات مختلفة ناتجة عن مبادرات عديدة تم تنفيذها، وتلا ذلك الافتتاح الرسمي للملتقى والذي شاركت به جهات عامة ورسمية وأهلية وتضمن مشاركة الفرقة النحاسية التابعة لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة إضافة إلى جوقة الفرح التي أسسها الأب الياس زحلاوي والتي قدمت عدداً من الأغاني الوطنية والإنسانية ومن ثم جرى تقديم كلمات تتحدث عن هذه المبادرة وأهميتها ومن ثم تعريف المشاركين بالفريق المشرف على الملتقى (والمؤلف من 53 متطوعاً ومتطوعة من كل المحافظات السورية). بعدها بدأت فعاليات الملتقى مع الدورات التدريبية إضافة إلى عرض المتواجدين لمشاركاتهم.


من نشاطات الملتقى الأول
للمبادرات المجتمعية في مجمع صحارى بدمشق

عن الملتقى تقول الشابة كرم نسلي المشرفة العامة على الملتقى بأن فكرة الملتقى ظهرت عبر مجموعة من الأشخاص النشطين في مجال العمل الأهلي حيث لا يتبع الملتقى لأي جهة حكومية كانت أم أهلية أم رسمية بل هو مبادرة شبابية بحد ذاته مشيرة إلى أنه جرى التشبيك والتعاون في المقابل مع كل الجمعيات الأهلية العاملة في سورية ذات المبادرات المجتمعية المثمرة وتضيف: «إن هذا الملتقى هو الأول من نوعه على المستوى الوطني وهو من تنظيم مجموعة من الشباب المبادر. كانت الفكرة في أن نقوم بملتقى سنوي أو نصف سنوي، ينظمه عدد من المتطوعين ويرعاه المجتمع السوري بدعم عدة جهات ممولة رسمية أو خاصة أو مجتمعية وذلك لمدة ثلاثة أيام متتالية وذلك في كل المدن السورية. وكان موضوع الملتقى هو المبادرات المجتمعية التي تم تنفيذها وتلك التي ما تزال قيد التخطيط أو التنفيذ حيث حاولنا تجنب المبادرات السياسية وتلك الدينية. أما عن شعار الملتقى فكان "مجتمعي .. مسؤوليتي" حيث يشرح الشعار نفسه بنفسه».

وقد كان قد سبق الملتقى دورة تدريبية في إدارة وتخطيط وتنفيذ المبادرات تلاها مسابقة لأفضل خطة عمل، وتم خلال اليوم الأخير من الملتقى توزيع الجائزة الخاصة بالخطة لمجموعة من الشباب المتحمسين، تقول نسلي: «تخلل الملتقى جلسات نقاش وورشات عمل (Plenary Sessions & Workshops) ضمن عدة محاور هي: بناء الفريق (تعاونوا لإنجاز مبادراتكم)، مشاركة الشباب (ليكن الشباب جزءاً من مبادرتك)، التعامل مع الاختلاف (مختلفون لنصنع فرقاً)، إدارة النزاعات (الطريق لحل النزاعات)، التخطيط للمبادرة، إدارة وتوليد المبادرة، البرمجة اللغوية العصبية، إدارة النزاعات (الطريق لحل النزاعات)، توظيف الذكاء العاطفي في إنجاح المبادرة، وأخيرا مهارات التواصل لمبادرة فعّالة. كل تلك الدورات التدريبية اعتبرناها أموراً ضرورية من أجل تقديم مبادرة ناجحة. كما قمنا أيضاً بافتتاح ما دعوناه حديقة المبادرات إضافة إلى قيامنا بطرح مبادرات رائدة تنموية واقتصادية واجتماعية عبر جلسات عمل رافقت الملتقى واستضافة ضيوف قدموا خلاصة خبراتهم وتجاربهم مع إقامة فعاليات وأنشطة جماعية والتعريف بقانون الجمعيات الجديد مع فعاليات حفل التكريم وتوزيع الجوائز والختام».

المجتمع الفاعل:
وعن رؤية الملتقى تشير الشابة نارينا الخليل من الفريق المنظم للمبادرة إلى أن الهدف كان تأسيس مجتمع فاعل متجدد بجميع مكوناته (أفراداً ومجموعات، منظمات وجهات، جمعيات ومؤسسات رسمية وغير حكومية) لكي ينهض بنفسه نحو تنمية أفضل ويقوم بتطوير وخدمة نفسه تلقائياً من خلال توليد المبادرات المجتمعية: «قررنا أن تكون رسالة الملتقى على أنه لكل فرد دور ومسؤولية تجاه نفسه، مجتمعه وبلده، والمبادرات هي من أكثر الوسائل والطرق الفعّالة لممارسة هذا الدور. لأجل ذلك قمنا بمحاولة العمل على نشر مفهوم وثقافة المبادرة على المستوى الوطني وتشجيع الشباب على تقديم مبادرات مميزة بأقل تكاليف ممكنة. كما عملنا عبر الملتقى على تقديم منصة للقاء أكبر عدد من المبادرين لعرض مبادراتهم بهدف التشبيك والتشاركية وتبادل المعرفة، علاوة على الاستفادة من التجارب والخبرات الموجودة من خلال ورشات العمل والدورات التدريبية المنعقدة على هامش الملتقى. كما قمنا أيضا بمحاولة تفعيل دور المجتمع المدني وتحفيزه بخلق حالة من الحراك الإيجابي مكوناته أفراد مبادرون لخدمة مجتمعهم. وتسليط الضوء على أفضل المبادرات ونمذجتها من خلال تقديم الجوائز والتقدير والدعم».

من أجواء الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية في مجمع صحارى بريف دمشق

من حارتي إلى مدينتي:
وقد شمل الملتقى العمل على توليد مبادرة جماعية تشمل الشباب السوريين المشاركين في المبادرة حيث جرى العمل على محاولة تطبيق شعار «مجتمعي مسؤوليتي» على خمس مجالات هي «حارتي – مدرستي – جامعتي – عملي – مدينتي» حيث يقول السيد بشار شعبان من الفريق التنظيمي عن هذا الموضوع: «قمنا بشكل عشوائي بتوزيع المشاركين على محاور خمسة عبر توزيع بطاقات ملونة لهم (خمس ألوان على ألوان المحاور) والطلب منهم الذهاب إلى القاعة التي تحوي ذاك اللون. ضمن القاعات، جرى ترتيب هذه البطاقات الملونة (والمرقّمة بشكل مخفي) لتشكل لوحة كبيرة تحمل عبارة "مدرستي" أو "حارتي" أو باقي المحاور الخمسة. بعد تركيب اللوحة ومعرفة المحور، جرت جلسة مناقشة حول المبادرات الأفضل والتي يمكن العمل عليها وذلك بحسب المحور مدار النقاش. وقد استطعنا الخروج بعدد من الأفكار المميزة والتي سيجري العمل عليها، حيث سنعمل على التنسيق فيما بين هؤلاء الشباب لتطوير هذه الأفكار والبدء بها ضمن أكثر من مدينة سورية».

أم عن فريق المشاركين فتقول السيدة نهاد طهماز من الفريق التنظيمي بأنه يشمل عدداً كبيراً من الشبان والشابات المتطوعين في أكثر من جمعية وجهة أهلية ضمن كل المدن السورية وتضيف: «شجرة فريقنا لا تختلف كثيراً عن شجرة شعار ملتقانا فنحن مجموعة من مختلف الثقافات والاختصاصات والمهن والاهتمامات والمعتقدات والأعمار والألوان والأنماط والفئات. إلا أن ما يميزنا هو أننا أتينا لشعورنا بمسؤوليتنا كأفراد فاعلين تجاه النهوض بمجتمعنا نحو الأفضل. بالتالي تركنا أعمالنا ومدننا لنتواجد في هذا الملتقى. البعض منا بدأ العمل في التحضير للملتقى من شهرين تقريباً واصلاً الليل بالنهار ومتحدياً معوقات كثيرة، في حين أتى البعض الآخر قبل الملتقى ببضعة أيام ليساهم في رسم اللوحة الجميلة للملتقى، وقد استطعنا تشكيل فريق عمل متكامل ومكمّل لبعضه البعض مؤمن بدوره وبضرورة تفعيل دور المجتمع المدني في بلده».

يذكر بأن ملتقى المبادرات المجتمعية الأول يمثل أول مبادرة سورية في مجال جمع المبادرات السورية كلها حيث قامت فكرة الملتقى كمبادرة بحد ذاتها بهدف جمع وتبادل خبرات كل الجمعيات الأهلية وأصحاب المبادرات من أجل الوصول إلى مجتمع أفضل ومتقدم أكثر.


أحمد بيطار - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية في دمشق

من أجواء الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية في دمشق

من أجواء الملتقى الأول للمبادرات المجتمعية في دمشق

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق