ندوة عن الأديب والشاعر الراحل عبدالله يوركي حلاق

04 شباط 2012

راحلون باقون في الذاكرة

ضمن فعالياتِ البرنامجِ الثقافي للجمعية العربية المتحدة وبالتعاون مع مديريةِ الثقافةِ بحلب، أقامت الجمعية ندوة «راحلون باقون في الذاكرة» للحديث عن الأديب الشاعر الراحل عبدالله يوركي حلاق، هذا الأديب الذي يُعتَبر من أهمِّ القاماتِ الفكريةِ والأدبيةِ في حلب، فكراً وأدباً ومنهجاً، وقد قدمَ للوطنِ والعروبة وللفكرِ والثقافةِ وبقي نهراً دافقاً، وتأتي هذه الندوة لمناسبةِ مرورِ مئةِ عامٍ على ولادتِه، وخمسةَ عشرَ عاماً على رحيلِه.

وقد شارك في هذه الندوة كل من الأساتذة عبد القادر بدور رئيس الجمعية والأديب الشاعر رياض عبد الله حلاق والأديب ديمتري حاتم والأستاذ جورج مراياتي الذي ألقى بعضاً من قصائد الشاعر الراحل والتي كتبها في مواضيع متعددة ومتنوعة وفي مناسبات مختلفة.

في البداية تم عرض فيلم صور عن حياة الراحل أعده وقدمه الأستاذ بدور، ألقت الضوء على أهم محطات حياته الأدبية والاجتماعية.

كما شارك الأديب حاتم بدراسة نقدية عن الأعمال الشعرية للأديب الراحل حلاق، تناولت الحالة الشعرية والناحية الفنية والفكرية في كتاباته وأشعاره كما تناولت مطالع القصائد وصياغاتها.

وتحدث الأديب رياض حلاق عن أبيه أباً ومربياً وشاعراً ورجلاً اجتماعياً وعصامياً، وعن ظروف تأسيس مجلة الضاد والصعوبات التي واجهته في ذلك، والطموح الكبير الذي كان يحدوه لمتابعة مسيرتها المكللة بالعطاء والحب للأدب والشعر والوطن.

ثم شارك في المداخلات كل من نيافة المطران يوحنا جنبرت رئيس طائفة الروم الكاثوليك بحلب، والأساتذة محمد ماهر موقع عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي، وغالب البرهودي مدير الثقافة، والقس إبراهيم نصير رئيس الطائفة الإنجيلية بحلب، والدكتور محمد حسام الدين خلاصي، ومجموعة من الأدباء والمثقفين في مدينة حلب أشاروا فيها إلى تأكيد الحراك الثقافي في إقامة مثل هذه الندوات التي تسلط الضوء على أدباء المدينة واستحضار سيرهم الحافلة بالعطاء والحب والأدب والثقافة.


الأديب والشاعر الراحل عبدالله يوركي حلاق

- يذكر أن الأديبُ الشاعرُ عبد الله يوركي حلاق من مواليد حلب 1911.

- تلقّى دراستَه في ثانويةِ القديس نيقولاوس الكبرى للرومِ الكاثوليك وشغِفَ بحبِّ اللغةِ العربيةِ وتراثِها.

- بدأ منذُ صِغرِه ينظمُ الشِعرَ ويكتَبُ المسرحياتِ والرواياتِ والقصصَ القصيرةَ ونشَرَ ذلك في جريدة التقدّم.

- عام 1930 أصبحَ رئيسَ تحريرِ مجلّة الكلمةِ التابعةِ لجمعيةِ مشاريعِ الكلمةِ الخيرية فواكبها بأمانةٍ مدّةَ خمسٍ وستينَ عاماً.

- عام 1931 أسّسَ مجلّةَ «الضاد» فصدرَ العـددُ الأول من «الضاد» في كانون الثاني 1931 رابطاً بين أدبِنا المقيمِ وأدبنِا في المغترَب.

- عام 1934 أسّسَ فرقةً تمثيليةً باسم «فرقة حلب للتمثيل» ضمّت نخبةً من شبابِ حلب، ومثّلت عدّةَ تمثيلياتٍ، منها: «ميتٌ يتكلّم»، «المنذرُ ملكُ الحيرة»، «الواجب»، وغيرَها.

- عام 1936 تزوّجَ فكان له جورج ورياض وغسان وزهير وملك.

- درّسَ اللغةَ العربيةَ والأدبَ والتاريخَ بحلب في معهدِ حلب العلمي ومعهدِ اللاييك ومعهدِ الفرنسيسكان وثانويةِ القديسِ نيقولاوس من عام 1930 حتّى عام 1962 إضافةً إلى أعمالِه الأُخرى في الصحافةِ والأدب.

- شاركَ منذُ يفاعتِه في النضالِ من أجلِ إنهاء الانتدابِ الفرنسي، انتسبَ إلى الحزبِ الوطني وانتُخب عضواً قيادياً فيه.

- عام 1950 نالَ دبلوماً في الصحافةِ من كليةِ الصحافةِ بالقاهرة.

- عام 1959 انتُخبَ في عهدِ الوحدةِ مع مصرَ عضواً في الاتحادِ القومي، وفي عام 1960 عضواً في مجلسِ الأمّة الاتحادي بالقاهرة، ثم عضواً في لجنةِ الدستور (1961)، وعضواً في لجنةِ الشعرِ التابعةِ للمجلسِ الأعلى لرعايةِ الفنونِ والآدابِ والعلومِ الاجتماعيةِ لخمسَ عشرةَ سنةً متوالية.

- عضو في اتحادِ الصحفيين، واتحادِ الكتّابِ العرب، واتحادِ الجمعياتِ الخيريةِ بحلب، وجمعيةِ العاديات.

- أُذيعت له مئاتُ اللقاءاتِ الأدبيةِ والقصائدِ القوميةِ، ولُحّن الكثيرُ من قصائدِه ومُثّلتْ رواياتُه في حلبَ واللاذقية وأميركا الشمالية.

- كتبَ في أكثرَ من مئتي مجلّةٍ وجريدةٍ تصدرُ في الوطنِ والمهجر.

- أقامَ عدداً كبيراً من الأمسياتِ الشعريةِ في حلب وخارجَها والوطنِ العربي والمهاجرِ الأميركية، وألقى فيها عدداً كبيراً من المحاضرات الأدبية والفكرية والتاريخية.

- أسّسَ منتدى أدبياً فكان منبراً ثقافياً وأدبياً يجمعُ أدباءَ حلبَ الشهباء والوافدين إليها.

- شاركَ في عددٍ من المؤتمراتِ الدوليةِ والمهرجاناتِ الشعريةِ والأدبيةِ في سوريةِ والوطنِ العربي وأوروبا وأميركا وفنزويلا نذكرُ منها:
- مهرجان تكريم الأخطل الصغير بشارة الخوري عام 1935.
- مهرجان ذكرى فوزي المعلوف في زحلة عام 1935.
- مهرجان المتنبي في حلب.
- مؤتمر الأدباء العرب بدمشق عام 1971.
- مهرجان الشاعر شفيق المعلوف في زحلة عام 1977.
- مؤتمر فيا آراب الأميركي العربي الرابع في كراكاس - فنزويلا عام 1979.
- رثى عدداً كبيراً من الزعماءِ العربِ والشخصياتِ المرموقةِ أمثال: سعد زغلول – إبراهيم هنانو – سعد الله الجابري - جمال عبد الناصر - فتح الله الصقال - فوزي المعلوف - شفيق المعلوف وغيرِهم.

إنه الشاعرُ العربيُّ الذي قال :
عربيٌ عربيٌ عربيٌ.............وليَ الفخرُ بهذا النسَبِ
مذهبُ الفرقةِ لا أعرفُه..........فاخشعوا إن تسألوا عن مذهبي
أنا صبّ تيمتني لغةٌ..............صانَها القرآنُ أسنى الكتبِ
وجهةُ المحرابِ عندي...........هيكلٌ فيه عيسى والنبيُّ العربي

وفي يومِ تكريمِه بوسامِ الاستحقاقِ السوري قالَ:
لا تسلني متى أزورُ الشآما..........ها هي الشامُ طلعةً وقواما
أقبلتْ تلثِمُ الزهورُ خطاها..........والقوافي تُلقي عليها السلاما
(حافظٌ) زادَها إباءً وعزماً...........لم يطأطئ لغيرِ باريه هاما
هاكَ صدري عليه أحلى وسامٍ......دُمتِ في عُروةِ الفخارِ وساما

- أصدر ستةً وستين مجلّداً من مجلّةِ الضادِ وساعدِه نجلُه رياض الذي تابع الإصدارَ حتّى بلغَ العددُ في هذا العام واحداً وثمانينَ مجلّداً.

- تعرّفَ خلالَ مسيرتِه الأدبيةِ على معظمِ أدباءِ سوريةَ والوطنِ العربي والمهجرِ الأميركي وكانت تربطُه بهم صداقةٌ مُثلى وأخوّةٌ صادقة.

- قابلَ عدداً كبيراً من رؤساءِ الجمهورياتِ والملوكِ والزعماء والأمراء منهم: محمّد علي العابد، وهاشم الأتاسي، وشكري القوّتلي، وجمال عبد الناصر، وعبد السلام عارف، وناظم القدسي، وملك أفغانستان، وأيوب خان، والأسقف مكاريوس، والرئيس سيكوتوري، والرئيس لومومبا، ونائب رئيس جمهورية فنزويلا، كما استقبله بكلّ حفاوة وتقدير الرئيسُ الخالدُ حافظ الأسد (1985)، بعد تكريمِه له.

- أقيمت له حفلاتُ تكريمٍ عديدةٍ في القاهرة وبيروت وبغداد والكويت وحلب وفي العديدِ من المدنِ الأميركيةِ والفنزويليةِ والأوروبية.

- مُنحَ الشاعرُ عبد الله حلاق عدداً من الأوسمة مثل :
- وسامُ الجمهوريةِ العربيةِ المتحدةِ من الرئيسِ جمال عبد الناصر عام 1961.
- وسامُ صليبِ القدسِ من البطريرك مكسيموس الخامس حكيم عام 1980.
- وسامُ مار أفرام السرياني برتبةِ فارس من البطريرك زكا الأول عيواص عام 1985.
- وسامُ الاستحقاقِ السوري من الرئيسِ حافظ الأسد عام 1985.
- من أهمِّ مؤلفاتِه المطبوعةِ ما أغنى بها المكتبة العربية: المنـذر ملك الحيرة – الزفرات - خيوط الغمام - الكتاب المدرسي وضوح الإملاء - قصص الميلاد - حصاد الذكريات - سفراء بدون تكليف رسمي - قطاف الخمسين (مجموعة مقالات) - حلبيات - عصير الحرمان - أسديّات (وهو ديوانٌ شعري مهدى إلى الرئيسِ حافظ الأسد) - وله مؤلفات كثيرة قيد الطبع.
- أقيمَ له احتفالٌ تأبيني كبيرٌ على مدرجِ كليةِ الطبِّ بجامعةِ حلب تحدّثتْ فيه شخصياتٌ رسميةٌ وأدبيةٌ من الوطنِ والمهجر.
- أُطلقَ اسم عبد الله يوركي حلاّق على الشارعِ الممتدِ من نهايةِ شارع قسطاكي الحمصي حتّى بدايةِ شارعِ السليمانيةِ تكريماً له.
- تابعَ نجلُه الأديبُ الشاعرُ رياض إصدارَ مجلّةِ الضادِ وهي مستمرّة ولن تتوقّف - بعون الله – كُرِّمَتْ «الضادُ» مِن قِبَلِ مجلسُ مدينةِ حلب بمنحها شهادةِ تقديرٍ ضمنَ جائزةِ أفضلِ كتابٍ شاملٍ عن مدينةِ حلب لعام 2006 وذلك بمناسبةِ احتفاليةِ حلب عاصمةً للثقافةِ الإسلامية ومرورِ خمسةٍ وسبعينَ عاماً على تأسيسِ المجلّة.


بيانكا ماضيّة - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق