محاضرة حول الآلية اللغوية للعقل في التعبير عن الذات

02 شباط 2012

-

بين الدكتور هاني رزق عضو مجمع اللغة العربية في محاضرته التي ألقاها أمس في قاعة المجمع بعنوان «الآلية اللغوية التي يستعملها العقل في التعبير عن الذات» أن العقل في التعريف البيولوجي والطبي والنفسي هو الكل المنظم للسيرورات والمضامين النفسية التي تتيح للفرد أن يستجيب للمنبهات الداخلية والخارجية استجابات متكاملة ودينامية.

وأوضح رزق أن الفرد يربط هذه الاستجابات آنياً بالماضي وبالمستقبل وتتمثل السيرورات الأساسية للعقل بالإدراك والتفكير والتذكر والتصرف على نحو ذكي مبيناً أن مضامين العقل تتفاوت وفقاً لتجارب الفرد.

كما استعرض عضو مجمع اللغة العربية التعريف التكاملي لملكات العقل والبيان مبيناً أنها مجموع سيرورات التعرف والإدراك والتفكير والتذكر والتصرف على نحو ذكي والتصور والاستنتاج والمحاكمة وتمييز ما هو خير من ما هو شر مشيراً إلى أن هذا المجموع يمثل ظاهرة انبثاقية نموذجية ذلك أنه نتاج الخصائص التي تميز الإنسان من سائر الحيوان.

وأوضح رزق أن الأبحاث أكدت أن الإنسان كجسد لا يختلف أبداً عن الثدييات الأخرى من النواحي التشريحية والفيزيولوجية والكيميائية الحيوية ولكنه يختلف عنها بامتلاكه العقل وبقانونه الأخلاقي الذي انبثق عن هذا العقل مبيناً أن العقل وهب إلى الإنسان هبة تخصصه وتميزه من سائر الحيوان وتضعه في ذروة الهرم التطوري الجسدي.

وبين المحاضر أن العقل يحتوي على ملكات استعرافية لغوية تم تصنيفها في أربع مجموعات أساسية هي ملكة الحوسبة المولدة التي تعمل على إنشاء عدد غير محدد من التعابير المختلفة كتركيب الكلمات وتسلسل النغمات الموسيقية وإنشاء سلسلة من الرموز الرياضية.. والحوسبة المولدة التكرارية وهي الاستعمال المتكرر في البنية السطحية للغة بغية إنشاء تعابير جديدة وحركات مختلفة.

أما المجموعة الأساسية الثالثة بحسب رزق فهي الحوسبة المولدة الموالفة التي تتمثل بمزج عناصر منفصلة ومؤلفة بغية توليد أفكار وحركات لاحصر لها وهي شائعة جداً في الطبيعة ومتأصلة فيها وعلى أساسها تقوم الحياة وعلى مبادئها يحدث تطور الكائنات الحية إضافة إلى ملكة الرموز العقلية التي تحول عفوياً وتلقائياً أي تجربة حسية واقعية أو تخيلية إلى رموز نحتفظ بها لأنفسنا أو ننقلها تعبيراً للآخرين من خلال اللغة أو الفن أو الموسيقا أو الرموز الحاسوبية.

وأن العلاقة بين العقل واللغة من جهة وعلم المعرفة من جهة أخرى كما يرى رزق تتمحور بأن العقل يضع بالمحاكمة المنطقية نظريات المعرفة وقوانينها التي يقرأها في كتاب الطبيعة حيث تعمل اللغة كوسيلة نقل لهذا المعرفة إلى الذات والآخرين.

يذكر أن الدكتور رزق حاصل على الماجستير في علم الجنين من جامعة أيوا الأمريكية وعلى درجة الفلسفة من جامعة فرجينيا في تشارلوتزفيل وانتخب عضواً في عدد من الجمعيات الأمريكية مثل فاي كابا فاي للتفوق الأكاديمي وفاي سيكما للتميز في البحث العلمي بالإضافة إلى عمله مدرساً في عدد من الجامعات وإسهامه في الكثير من المؤتمرات العلمية الدولية ونشره لعدد من الكتب في علوم الجنين والمناعة والبيولوجية.

الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا