بحضور الدكتورة نجاح العطار تأبين الراحل الأديب عبد الكريم الأشتر

14 كانون الأول 2011

في مجمع اللغة العربية بدمشق

أقام مجمع اللغة العربية بدمشق مساء اليوم حفلاً تأبينياً للراحل الأديب الدكتور عبد الكريم الأشتر وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار -نائب رئيس الجمهورية- في قاعة المحاضرات بالمجمع.

وتحدث الدكتور مروان المحاسني -رئيس مجمع اللغة العربية- عن الخصال الحميدة التي كان يتمتع بها الراحل خلال مسيرته الفكرية والأدبية الغنية حيث وهب حياته للعلم وجعل من خدمة اللغة العربية وآدابها منارة يهتدى بها وتتحكم بكل نشاطاته إرضاء لإيمانه العميق بلغة أتاحت له فهم العالم من خلال ألفاظها وتراكيبها واستقرت في نفسه مرتكزاً لهويته.


الأديب الراحل
الدكتور عبد الكريم الأشتر

وقال المحاسني إن جميع دراسات الراحل الأشتر كانت تهدف إلى استخراج الدروس من تراثنا في مواجهة التنميط الثقافي الغالب الذي يرى أن التجديد في وسائل التعبير يأتي دائماً بعد قيام المفارقات الصارخة بين مضمون العصر الجديد ووسائل تعبيره الشعرية حتى تقبله النفوس وتتآلف معه لإحساسها بالحاجة إليه.

واستعرض رئيس مجمع اللغة العربية دراسات الراحل في الشأن اللغوي التي كان لها بعد نضالي على الرغم من أنه نأى بنفسه عن أي موقف انفعالي أو حماسي مكتفياً بإبراز منزلة اللغة العربية تاريخياً مع الإصرار على إبداعاتها البلاغية.

وقال المحاسني: إن اللغة الفصحى ستبقى حية متطورة ما دام هناك أناس يبذلون طاقاتهم لتعود لغة عالمية تحمل هموم الإنسان وتشارك في ارتقائه الحضاري.

من جانبه قال الدكتور محمد عامر مارديني -رئيس جامعة دمشق- إن الجامعة والساحة الثقافية فقدتا برحيل الأشتر أحد أبرز أعلامها في مجالات الدراسات الأدبية واللغوية والنقد الأدبي الذين قدموا للمجتمع أجل الخدمات في العلم والمعرفة والأدب موضحاً أن الراحل كان قامة علمية أسهمت بالتعليم الجامعي وفي تطوير البحث الأدبي من خلال كتبه ومؤلفاته التي تتعلق بمجموعة من قضايا الأدب العربي وفنونه المختلفة.

بدوره بين الدكتور عيسى العاكوب من جامعة حلب أن تكريم الراحل نمط يعبر عن إحساس بحق أملاه عطاء علمي وتربوي يثمر مواطنين صالحين محبين لوطنهم متمكنين من أدوات تطويره والارتقاء به إلى حيث القوة والمنعة والفعل الخلاق المبدع.

وقال الدكتور محمود السيد -رئيس لجنة التمكين للغة العربية- إن الراحل كان يتسم بحسه النقدي وحصافة الرأي وكان مدرساً مجلياً وباحثاً أصيلاً ومؤلفاً متميزاً وكاتباً قديراً وإعلامياً مهماً ومؤثراً في العقول والقلوب والضمائر موضحاً أن بحوثه وكتبه ومقالاته كانت كنوزاً في حياتنا الثقافية ينهل منها طلبة العلم والباحثون المهتمون بأصالة الفكر وبناء الأمة.

وأضاف السيد إن المشهد الثقافي فقد علماً كبيراً وعموداً من أعمدة الثقافة العربية وشعلة أنارت البصائر على مدى ستين عاماً لم يقتصر شعاعها عند حدود وطنه الصغير بل امتد بعيداً حتى أكثر بقاع الوطن العربي مستعرضاً آراءه التربوية التي اتسمت بالحكمة ومواكبة الاتجاهات التربوية الحديثة.

وبين رئيس لجنة التمكين للغة العربية أن الحداثة في نظر الراحل هي المعاصرة وقبول العصر والتفاعل معه والقدرة على اختيار طريقنا منه والدخول بأنفسنا وتسجيل هويتنا الحضارية فيه وأن موقفه من العولمة كان يتمثل في قوله: علينا ألا نقصر في دراسة منجزات العصر في كل الميادين وألا نقصر في تعلم اللغات التي تدنينا منها والانفتاح على حقائق المعرفة الإنسانية في العلوم كافة.

وأوضح الدكتور مازن المبارك في كلمة أصدقاء الفقيد أنه كان يرى في شخص الراحل الرجل الذي يستخلص من أحداث الحياة دروسها وكثيراً ما كان يعبر عما انتهى اليه من حكم في حياته.

وقالت الدكتورة ماجدة حمود -عضو الهيئة التدريسية- في جامعة دمشق في كلمة طلاب الفقيد إن الراحل تميز بتناول الهموم العامة وكأنها همه الخاص فجاءت كلماته المكتوبة والمسموعة حارة مؤثرة حيث استطاع أن يجسد لنا أثناء تدريسه صوت الأبوة الحانية والمعلم المعطاء.

وأضافت أنه كان من أبرز المنافحين عن اللغة الفصحى والتي تشكل رابطة بين العرب في أي زمان ومكان فضلاً عن أنه كان داعياً للحفاظ على أصولها وسلامتها منتقداً من يستخدمون العامية.

كما ألقى الدكتور محمد الأشتر ابن الفقيد الراحل كلمة شكر فيها كل من واساهم بفقيدهم ووقف معهم في مصابهم مستذكراً خصال والده الحميدة حيث كان الأب الرؤوف والصديق الأمين والمعلم الناصح والعربي الغيور.

وتم خلال الحفل عرض فيلم مصور عن حياة الفقيد الراحل منذ ولادته في مدينة حلب عام 1929 ومراحل دراسته وحياته العملية والعلمية حتى وفاته.

يذكر أن الدكتور الاشتر كان عضو شرف في المجمع وهو من مواليد حلب عام 1929 نال إجازة الآداب ودبلوم التربية والتعليم من جامعة دمشق عام 1952 وأوفد إلى القاهرة فنال دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات العربية وشهادة الماجستير في الأدب العربي الحديث وحصل على الدكتوراه في الأدب العربي القديم من جامعة عين شمس عام 1962.
صدر له نحو ثلاثين كتابا منها فنون النثر في المهجر.. التعريف بالنثر العربي الحديث وفنونه.. معالم في النقد العربي الحديث.. نصوص مختارة من النثر العربي الحديث.. دعبل بن على الخزاعي شاعر آل البيت وغيرها الكثير كما أصدر مجموعة من الكتب المدرسية وأشرف على عشرات الرسائل الجامعية أو اشترك في مناقشتها في عدد من الجامعات العربية واختير حكما في جوائز عربية كبيرة.

حضر الحفل وزير التعليم العالي الدكتور عبد الرزاق شيخ عيسى وحشد من المهتمين.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق