ثلاثة أخوة: نجوم في علوم الكيمياء سطعت في سماء الأولمبياد العلمي السوري

01 كانون الثاني 2012

-

ثلاث زهرات نمت في تربة ارتوت بماء العلم والمعرفة، ثلاث سفن انطلقت في بحر العلوم وانتظرت من يضيء لها طريقها الصحيح فوجدت في الأولمبياد العلمي السوري منارة استدلت بها مسارها نحو إرساء مرساتها على الشاطئ الذي تريده وتطمح إليه فراس وغياث و رغد الأخوة الثلاثة مشوا في طريق واحد ليصلوا إلى هدف واحد في تحقيق حلم كل منهم ترعرعوا ضمن عش متماسك وتحت ظل أجنحة أبوين رسما في عيونهما طريق النجاح والتفوق للأبناء وأمل المستقبل المشرق لهم.

فراس سنة أولى طب أسنان الشعلة الأولى التي أضاءت لتنير من بعدها الطريق الأفضل لإخوته بدأت رحلة تفوقه الدراسي منذ نعومة أظفاره مع تربيته على حب العلم ونهل المعرفة ومتابعة والديه له فقد حقق بكل مرحلة ثمرة النجاح بدءا من المرحلة الابتدائية عبر الإعدادية وصولاً إلى المرحلة الثانوية حيث يقول: «عندما يصل الطالب إلى هذه النقطة يبدأ تفكيره في مستقبله وميوله نحو المواد التي لا بد أن يحقق خلالها الهدف المنشود ولأنني كنت منذ طفولتي مولعا بالمواد العلمية فقد كنت أجد واجتهد غالبا لتحقيق ما أصبو إليه في تلك المواد».

وتابع فراس: «جاءت فكرة الأولمبياد عندما طرحت علينا من خلال اتحاد شبيبة الثورة كمسابقة ما بين الطلاب وفي مواد كنت من محبيها واهتمامي بها يأخذ من وقتي حيزاً واسعا في دراستي و كان اختياري لمادة الكيمياء التي كنت أعتبرها مادة تدخل في أغلب الفروع العلمية على المستوى الجامعي فنجحت في اجتياز مستوياتها الأولى بجدارة بدءا من مستوى المدرسة حتى المحافظة».

ويضيف «لنشرة سانا الشبابية»: «كنا كلما صعدنا إلى مرحلة جديدة أشعر أننا نتعرف على معلومات أوسع ونحصل من خلالها على المهارات التعليمية بشكل أكبر وخاصة عندما وصلنا إلى المستوى الأخير على مستوى سورية لذلك فإن جوهر الأسئلة والاختبارات كانت يأخذ حيزا واسعا من تفكيرنا كونه يشعرك بحماسية الموقف العقلي والعملي لديك بشكل يحقق الاعتماد على الاستقراء والاستنتاج البرهاني والعلمي».

وتابع فراس: «حققت آنذاك المركز الرابع على مستوى القطر مع عدد من رفاقي من المحافظات المختلفة بعدها أوفدنا إلى رأس الخيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2010 وذلك للمشاركة في أولمبياد الكيمياء على مستوى الوطن العربي نلت فيه المركز الثاني بجدارة».

ويقول فراس: «طالما كنت دائما أجد من نفسي الشاب العملي والطموح والفعال في مجتمعي لذلك كان الاولمبياد العلمي السوري كفكرة نقطة انطلاقي ودفعي نحو نجاحي وتقدمي العلمي بسبب إثرائي لمعلوماتي العامة والعلمية إضافة إلى تشجيعي لمتابعة دراساتي المستقبلية العليا لترافق موهبتي في الكيمياء ومهنتي في طب الأسنان كما علمني الأولمبياد عدم التوقف عن نهل كل مفيد من العلم لأنني كلما اجتهدت زادت معارفي وأعطيت خدمة أكبر لمجتمعي وأهلي وبلدي ومحبتي لمادة الكيمياء جعلت مسار إخوتي يتجه نحو مساري نفسه وما زادهم تعلقا بها هو تشجيعي وتشجيع والدي لهم».

أما غياث الثاني الثانوي العلمي: «فبدأت خطواته كما أخيه فراس آخذا منه قوة في اقتناء العلم والثقافة لذلك فقد حاول أن يحقق نجاحا أكبر بعد مشاركته في الاولمبياد العلمي السوري وبنفس المادة ليثبت كفاءته فيها حيث وجد منه شكلا مختلفا عن غيره من الطلاب وهو بالنسبة له إغناء لمعلوماته الدراسية نظريا أو عمليا فأكد أن الاولمبياد كان ومازال تجربة علمية غنية ومفيدة ليست فقط اليوم وغنيمة للمستقبل لذلك فقد قرر اتخاذ تلك المادة ليست كموهبة فقط ولكن إبداع في دراستها أي أنه سيتابع تحصيله العلمي فيها كمادة أساسية لمستقبله الجامعي وخاصة أن المعسكرات الداخلية التي يتبعها الطلاب خلال الأولمبياد في المعهد العالي للبحوث العلمية وهيئة الاستشعار عن بعد والطاقة الذرية جعلته يعيش روح الفريق الواحد والتجديد بأفكارهم وأبحاثهم والتعرف على كل جديد وتعريفهم بخطا التجارب الحديثة والتي يعملون على استكشافها بأيديهم بالتعاون مع كوادر أكاديمية عالية المستوى».

وتابع غياث: «أنه بناء على تجربته في الاولمبياد العلمي سيحاول قدر الإمكان وضع جميع إمكانياته واهتماماته لهذه المادة والحصول على المجهول فيها والحديث المتطور في هذا المجال حتى يحقق مراكز عليا ومتقدمة أكاديمية في الجامعة والدراسات العليا وإكمالها عن طريق البعثات الداخلية أو الخارجية ليعود لبلده سورية ويضع فيها كل خبراته التي استنبطها خلال الطريق الذي سيسلكه».

وعندما سألنا أختهم رغد الطالبة في الأول الثانوي والمشاركة في أولمبياد الكيمياء لهذه السنة عن طموحها أجابت بسرعة أفكر بتخصص قريب ويتضمن الكيمياء بشكل أساسي وهو فرع الصيدلة إن لم تكن مادة الكيمياء بحد ذاتها وخاصة أننا الآن قد وصلنا الى المرحلة الأخيرة تقريباً في الأولمبياد حيث تعمل الهيئة على تهيئة كل المستلزمات النظرية كالمحاضرات الغنية بالمعلومات العامة والجديدة على منهاجنا والعملية التي نجريها ضمن المخابر في كلية العلوم هذا ما دفعها للتحفيز الفعلي الكبير في إجراء التجارب المطلوبة ما يفوق عمر المشاركين ومحاولتهم لاكتشاف الجديد فعليا وذلك بإشراف نخبة من الهيئات التعليمية الجامعية العليا وهذا مازادها تعلقا بمادتها المفضلة حيث انتقلت فيها من المنهاج النظري الصفي التقليدي إلى المجال العلمي العملي الواسع المتنوع.

وعبرت رغد عن طموحها في تحقيق المركز الأول على مستوى القطر لتنطلق بعدها إلى مبارزة أصدقائها في الدول العربية ومنها إلى الدول الأوروبية مع أصدقائها المشاركين في الأولمبيادين الآخرين الرياضيات والفيزياء حتى يثبتوا للعالم أجمع أن شباب سورية دائما سيكون الفريق الطموح والمتفوق في كل المجالات رافعين راية بلدهم عالية بالعلم والفكر.

وتكمل رهف الأصغر سناً بين إخوتها: «سأكون متابعة لطريق إخوتي أيضاً بعد أن اجتاز الشهادة الإعدادية هذه السنة و لربما حققت المراكز الأفضل».

وقد حدثتنا الأم الفاضلة عن تربيتها لهم بالتعاون مع زوجها على الأخلاق الحميدة ومحبة العلم والعمل وتأمين متطلباتهم قدر المستطاع حيث تقول: «كنت أسعى دائماً إلى أن أوفر لهم الجو المناسب للدراسة فأتابعهم في كل خطوة يخطونها حتى لا يحيدو عن طريقهم أبدا في استقاء العلم واليوم أصبح كل واحد منهم يعرف ما يريده في نهاية طريقه دون أن يخرج عن مسار سكتهم».

وأكدت أم فراس أن الشباب السوري يملكون طاقات مملؤة بالمواهب والإبداعات ولا يخلو أي منهم من ذكاء يشع في مادة معينة إن كانت أدبية أو علمية أو فنية أو أن طاقته تنحاز لنوع حركي رياضي داعية المدارس والأهل إلى التعاون معا لمواكبة الطاقات الكبيرة التي يمتلكها طلابنا في سبيل تحقيق النمو والتطور لمجتمعنا وأن نجد لهم حاضنات كالهيئة السورية للاولمبياد العلمي نستطيع من خلالها بناء مستقبل مشرق ومثمر.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق