مخيمات التشغيل الشبابية

29 تشرين الثاني 2011

فرصة لاستغلال أوقات الشباب وإكسابهم مهارات جديدة وتأمين مورد مالي

تمثل مخيمات التشغيل إحدى تجارب العمل الشبابي المهمة التي تقيمها فروع اتحاد شبيبة الثورة سنويا بالتعاون والتنسيق مع الفعاليات الرسمية في كافة المحافظات السورية.

وفي كل صيف يشارك الآلاف من الشباب والشابات في أعمال هذه المخيمات في إطار خطة مدروسة لاستثمار أوقات فراغ الشباب والطلاب وتقديم فرصة عمل مؤقتة لهم خلال الصيف بعد انتهاء الامتحانات يستطيعون خلالها تأمين جزء من متطلبات العام الدراسي القادم إلى جانب نشر روح العمل الجماعي لدى أوسع شريحة ممكنة وإبراز أهمية الحفاظ على البيئة وتحقيق حالة تواصل مستمرة مع المجتمع.

وينفذ المشاركون في هذه المخيمات أعمالا تنموية عديدة في محافظاتهم منها تعبيد الطرق الزراعية لتوفير سهولة الانتقال وجني المحاصيل الزراعية وربط القرى المتجاورة فيما بينها إلى جانب تنفيذ أنشطة موازية ثقافية وفكرية وفنية ورياضية ومعلوماتية وجولات سياحية.

وحول رسالة المنظمة من إقامة مخيمات التشغيل التقت نشرة سانا الشبابية الهام علي رئيس مكتب العمل التطوعي والبيئة في المنظمة حيث بينت أن هذه المخيمات بدأت عام 2005 في محافظة طرطوس تحت عنوان فتح طرق زراعية وتعبيدها ومن ثم تم تعميمها على باقي المحافظات بغية تحفيز الشباب على المشاركة في خدمة مجتمعاتهم المحلية إضافة إلى تعزيز ثقافة التطوع وروح المبادرة بينهم.

وأضافت.. أن لهذه المخيمات ريوعا مادية تعود على المشاركين حيث يتقاضى كل مشارك ما يقارب 6000 ليرة خلال فترة عمل أقصاها شهر وأن كل مخيم يشارك فيه نحو 200 شاب وشابة بغض النظر عن عمر وشهادة المشارك حيث تستقبل المنظمة في نشاطاتها شباب الوطن لغاية سن 35.

وأوضحت رئيس مكتب العمل التطوعي والبيئة أن مخيمات التشغيل تنفذ بالتعاون مع المجالس البلدية ومجالس المحافظات وفق ما يسمى عقودا بالتراضى نظرا لوجود اتفاقية سابقة مع وزارة الإدارة المحلية بخصوص مخيمات التشغيل تقوم بموجبها بعض الجهات العامة بالتعاقد مع المنظمة لتأمين فرص عمل مؤقتة لعدد من الشباب.

وذكرت علي أن المنظمة نفذت خلال العام الحالي أربعة مخيمات في محافظات دمشق وطرطوس ودرعا والسويداء وشمل عملها في دمشق رعاية الحدائق وتقليم الأشجار وفي درعا فتح قنوات الري وتعزيلها من الأعشاب وتنظيفها أما في السويداء فكان مجال العمل تعزيل السدود ودهن أطاريف الأرصفة وفي طرطوس تعزيل الأعشاب الضارة حول مصفاة بانياس.

من جانبه تحدث ريمون سعود قائد المخيم عضو قيادة فرع دمشق لإتحاد شبيبة الثورة عن مخيم تشغيل الشباب في دمشق مبينا أن هذا المخيم يعتبر نوعا من العمل البيئي الذي يسهم في حماية البيئة وتنمية روح التطوع والتعاون بين الشباب إضافة إلى ذلك يعتبر فرصة لتدريب الشباب في مرحلة عمرية صغيرة على الدخول في سوق العمل من خلال توظيفهم لمدة شهر واحد مقابل مبلغ من المال.

وتابع سعود.. إن مدة العمل في المخيم تصل إلى خمس ساعات يوميا حيث تم تقسم مدينة دمشق إلى 6 قطاعات ولكل قطاع مجموعة من الشباب المزة والعباسين وباب توما وركن الدين وابن عساكر والبرامكة مضيفا.. ان الرسالة المراد إيصالها من إقامة هذه المخيمات أن شباب الوطن جاهز دائما لخدمة سورية وأن المنظمة حريصة على زج شبابها في جميع الأعمال والأنشطة المجتمعية لتجعل من شبابها عناصر فاعلة في بناء الوطن.

وأشار سعود إلى أهمية هذه المخيمات في إشراك الشباب بالأعمال التطوعية كونها تمتد على مساحة أكبر وزمن العمل يمتد خلالها على فترات أطول ويشمل نوعية أعمال مختلفة عن ما سبق موضحا أن الشباب يقومون بالعمل بكل ما هو بيئي وتطوعي مثل تنظيف الحدائق والطرقات وطلي أرصفة الطرقات وطلي ممرات المشاة وجمع الأكياس البلاستيكية ونشر براشورات توعية وزراعة الأشجار.

من جهتها قالت هناء الخليل 17 سنة مشاركة في مخيم دمشق أحببت المشاركة في المخيم بغية التعرف على أصدقاء جدد والحصول على ريع مادي خلال فترة العطلة مضيفة إن منظمة اتحاد شبيبة الثورة بذلت جهودا مهمة في ملء أوقات الشباب بالشكل الذي يفيدهم وقطعت شوطا طويلا بتوجهها إلى هذه الشريحة عبر خطة عمل مدروسة تتناسب مع اهتمامات وهوايات وإبداعات الشباب وهذه المخيمات أكبر دليل على ذلك.

وأشارت تمام الحصني 18 سنة إلى أنها علمت بالمخيم عن طريق الروابط الشبيبية وأحبت المشاركة به رغبة منها في تعبئة أوقات الفراغ وترك بصمة في الوطن الغالي لافتة إلى جهود وخطط المنظمة لاستثمار طاقات الشباب بشكل صحيح ومفيد للجميع وإلى أن مخيمات التشغيل الشبابية تعد فرصة للعمل والحفاظ على البيئة وللتواصل مع المجتمع.

وبينت فاطمة رحال 20 سنة أن المخيمات تلعب دورا كبيرا في تعلم الشباب مهارات جديدة وإكسابهم الثقة والقدرة على العمل والإنتاج مضيفة أن المشكلة لدى أغلب الشباب تكمن في كثرة أوقات الفراغ وعدم القدرة على إدارة الوقت خاصة مع دخول أوقات الإجازات والعطل لافتة إلى ضرورة استغلالها بنشاطات متنوعة ما ينعكس بالفائدة على الشاب والمجتمع.

وعبرت نورا عرايشي 16 سنة عن سعادتها في المشاركة بمخيم التشغيل الذي تعتبره فرصة هامة لاكتساب مهارات جديدة واستغلال أوقات الفراغ، مشيرة إلى أهمية تنوع نشاطات المنظمة حيث يجد من يكتب ويلقي الشعر مراده في أنشطة المنظمة ومن يلعب الشطرنج والريشة والطاولة وأيضا من يهوى الإعلام والعناية بالبيئة والتدرب على الحاسوب والأنشطة الفلكية ومن يتوق إلى الرحلات السياحية والمخيمات الترفيهية والمهرجانات الفنية والتراثية والفلكلورية ومن يرغب بالتعرف على أصدقاء جدد ولإنجاح هذه الأنشطة وفرت المنظمة الكوادر الخبيرة والمتخصصة والمدربة على رعاية الشباب وتنمية مهاراتهم وخبراتهم.

محمد شادي بارة مشرف مجموعة قال إن المخيم نوع من العمل التطوعي خاصة الجانب البيئي الذي تشتهر به المنظمة موضحا أن دوره في المخيم يتمثل في نقل المشاركين من مركز التجمع إلى قطاع العمل وفي كل يوم يتم تغيير القطاع وطريقة العمل لإكساب المشارك مهارات أكثر كما يقوم أيضا بشرح طرق العمل كالتشجير وإزالة الملصقات.

وأضاف بارة.. إن بعض المشاركين بدؤوا بتقديم طرق ومشاريع للتخلص من العادات البيئية السيئة ما يعكس أهمية هذه النشاطات وقدرتها على بث روح المبادرة لدى الشباب.

يذكر أن مجمل نشاطات منظمة اتحاد شبيبة الثورة تأتي من إيمانها بأن شباب الوطن هم ملك لوطنهم ووقت فراغهم لا يجب أن يترك يضيع سدى دون فائدة ما يعد بحد ذاته عملا استثماريا تنعكس أرباحه على حياة الفرد والأسرة والمجتمع.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق