ثقافة حلب تتناول الراحل «حافظ الجمالي»

14 تشرين الثاني 2011

استضافت مديرية الثقافة بحلب محاضرة حملت عنوان «المفكر والمربي الراحل الدكتور حافظ الجمالي» شارك فيها عدد من الأدباء والمفكرين هم السادة الأساتذة فواز حجو، محمد جمعة حمادة، محمد خالد النائف مساء يوم السبت 12 تشرين الثاني 2011. وقد تطرقت الندوة إلى جوانب متعددة من حياة الفقيد الراحل وأعماله ومؤلفاته.

البداية كانت مع الأستاذ محمد خالد النائف والذي تحدث عن حياة الفقيد الذي شيعته مدينة حمص في العام 2003 عن عمر يناهز السابعة والثمانين حيث قال بأن للمفكر العديد من المؤلفات الفكرية الجريئة منها «بين تخلف الحضارات»، وكتاب «عربي مفكر» إضافةً إلى عدد من المؤلفات الأخرى في المنطق وعلم النفس. كما أن للفقيد عشرات الترجمات في الأدب والتاريخ منها «أصالة الثقافات» للمؤلف ريمون آرون، و «5 مليارات إنسان مركب» للكاتب ألبير جاكوار وغيرها. ويضيف بأن الفقيد استمر في الترجمة والعمل حتى مراحل متأخرة من عمره حيث صدر له قرابة العشر مؤلفات في السنوات الخمس الأخيرة لوحدها مختتماً قوله بأنه كان من طليعة المتحدثين عن المؤامرات ضد العرب وعن الفردية في أنظمة الحكم العربية وغيرها من الأمور.
أما الأديب والباحث محمد جمعة حمادة فقد تحدث عن مفهوم «الثقافة والعولمة» حيث قال بأن الباحث الجمالي تحدث عن هذين المفهومين بشيء من التفصيل كونهما وجهان أساسيان لمسألة النهوض العربي منذ بداية النهضة العربية منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هنا حيث كان السؤال الشاغل للدكتور الجمالي هو: (لم تطور الغرب وتخلفنا نحن؟).

وتابع بأن الراحل تطرق إلى دراسة التجربة الاشتراكية بعد انهيارها بشكل كبير إضافةً إلى مشاكل التنمية في بلادنا إن كانت مرتبطة بالزراعة والصناعة أم بالتفكير. وأضاف بأن الراحل الجمالي قال بأنه من أجل تطور التنمية في دول العالم الثالث فإنه يعني النضال ضد كل ما يعوق التنمية. وقد أكد الجمالي على ذلك في كتابه «بين التخلف والحضارة» حيث قال بأن أسباب التخلف تعود إلى نفسية العربي وفرديته الطاغية مضيفا بأن التخلف الاقتصادي ليس عاملا مهما بحد ذاته إنما هناك عوامل أخرى مثل العامل الجغرافي والخارجي والنفسي. ويرى أن العامل النفسي تمثل في فردية المواطن العربي وحرصه على ذاته وإعلائها على كل شيء آخر مضيفا بأن هذا الأمر أدى إلى عبادة الحاضر والذهول عن المكان والزمان مختتما قوله بأنه من أجل القضاء على كل العوامل السابقة، يجب العمل على تنمية حرية الفكر والتعبير.

بدوره قال الأديب فواز حجو بأن علاقته بالراحل الجمالي كانت مع قراءته لسلسلة مقالات كتبها الأخير في نشرة «الأسبوع الأدبي» التي كانت تصدر عن اتحاد الكتاب العرب مضيفا بان تلك السلسلة عالجت مرحلة من أخطر المراحل التي مرت بها البشرية وهي مرحلة سقوطا الاتحاد السوفييتي. ويقول بأن الراحل قدم وقتها ما يزيد عن 30 مقال له مضيفاً بأنه شعر أنه ولأول مرة يقرأ في سورية مفكرا يراجع مرحلة خطيرة ويقدم صولات وجولات في الفكر الاشتراكي اليساري الماركسي ويكون في منتهى الجرأة مع نقده بشكل عقلاني ومفكر.

ويتابع بأنه أعجب به قوتها وتمنى لو تجتمع هذه المقالات المهمة في كتاب واحد وتنضم إلى باقي كتبه المهمة التي تتحدث عن العرب والتي تعتبر علامة بارزة في الفكر العربي الحديث.

ويضيف بأنه من أهم الكتب التي قدمها الفقيد الراحل كتاب «عرب يفكر» والذي يمثل الثالث في سلسلة كتبه المهمة بعد كتابي «بين التخلف والحضارة» و«حول المستقبل العربي» مضيفا بأن هذه الكتب جعلته قادر على وصف الجمالي بأنه باحث في الحضارة مشبها إياه «بمالك ابن نبي» الذي بحث عن مشكلات الحضارة في سلسلة كتبه في الجزائر حيث كان كلا الباحثين يبحثان في الماضي والحاضر والمستقبل. ويتابع بالقول بأن اهتمام الراحل بالمستقبل جعله واحدة من الباحثين القلائل الذين تطرقوا إلى هذا المجال مضيفا بأن من يقرأ كتبه يجده يستقرأ التاريخ بطريقة ذكية وبمنتهى الدقة ويلتقط التقاطات في منتهى الذكاء والنباهة.

ويتابع بالقول بأن الراحل كان مثقفاً من الطراز الرفيع قدم كتباً أزالت عن العرب تهمة عدم القراءة حيث قدم العربي بمستوى رفيع جداً.

يذكر بأن الراحل الدكتور حافظ الجمالي هو من مواليد مدينة حمص درس في دمشق في الأربعينات، ومن ثم سافر إلى فرنسا لدارسة الفلسفة، وعاد بعدها مدرساً ومعيداً في جامعة دمشق. من بعدها ارتحل إلى فرنسا للدراسات العليا ليعود حاملا شهادة الدكتوراه وليعمل مدرسا في كلية التربية جامعة دمشق. عُيّن سفيرا لسورية في كل من السودان وإيطاليا، ومن ثم عاد إلى سورية ليصبح وزيرا للتربية ومن ثم رئيسا للاتحاد الكتاب العرب.


أحمد بيطار- حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق