البرامج الاجتماعية الاستثمارية تساعد رواد الأعمال الشباب وترفع مستوى مشاريعهم المتناهية الصغر

11 تشرين الأول 2011

تتنامى كل يوم في مؤسسات مجتمعنا السوري بشقيه العام والخاص فائدة الاستثمار وأهميته الجلية في البرامج الاجتماعية الهادفة لدعم وريادة أعمال الشباب حيث يقوم العديد منها بتكوين الآلية المناسبة التي تساعد أصحاب المشاريع من روادّ الأعمال الشباب على تسهيل الاستثمار إليهم عن طريق منحهم القروض الصغيرة ومتناهية الصغر وتدريبهم على استثمار أموالهم بتركيز أعلى وبدقة أكبر عبر دراسة الجدوى الاقتصادية منها حتى تكلل بالنجاح وتأتي بأكلها الخير عليهم.

وضمن هذا السياق التقت النشرة الشبابية سانا عددا من رواد الأعمال الشباب المستفيدين من تلك الاستثمارات ومنهم الأخوان وسيم وباسل بشر التقي تولد منطقة القنوات بدمشق عام (1983م و1975م ) على التوالي أصحاب ورشة "المميزون" لتفصيل المطابخ الشرقية والغربية وعن بداية نشوء مشروعهما ومراحل تطوره يقول الأخوان التقي إن المشروع كان قائما منذ عام 1994م بدعم من الوالد الذي شجعهم على افتتاح ورشة صغيرة لتصنيع المطابخ الشرقية والغربية من مادة الخشب في منطقة شارع بغداد ثم استلزم الأمر مع مرور الوقت ومواكبة التطورات الحديثة الطارئة على المهنة تطوير المشروع والتوسع به ليواكب الحداثة بيد أن العائق المادي حال دون ذلك الأمر الذي دفعهما إلى التفكير في الاستثمار فلجاا إلى مؤسسة بداية لدعم أعمال الرواد الشباب.

ويضيف الأخوان التقي ان لمؤسسة بداية الفضل في دعم مشروعهما ومشاريع العديد من الشباب ونجاحها من خلال تسهيلها لحصولهما على قرض صغير بقيمة 400 ألف ليرة سورية موزعة بالتساوي بينهما على فترة سداد لمدة 3 سنوات الأمر الذي أتاح أمامهما إمكانية التوسع بمشروعهما عبر الانتقال لورشة أكبر في منطقة عربين بريف دمشق وإدخال معدات وتعديلات ومواد جديدة ممثلة بمادة الألمنيوم إلى جانب الخشب في تصنيع المطابخ الشرقية والغربية اضافة إلى الدخول بمجال جديد ممثل بديكور المطابخ والمنازل والمكاتب وأطلقا على مشروعهما الجديد اسم ورشة "المميزون".

وعن مميزات المشروع يشير الأخوان التقي إلى أن مشروعهما يتفرد ويتميز عن الغير باستخدام مادة البوليستر وكيفية معالجتها لافتين إلى أنها عبارة عن مادة لبخ تفصيلات المطابخ من نوافذ وأبواب خزائن وأباجورات وغيرها تتميز بقدرتها العالية على مقاومة ظروف مناخية وحياتية متعددة ممثلة بالرطوبة والحرارة والخدش والمواد الكيميائية.

وأما المواد الداخلة في التصنيع والأكثر رواجا وإقبالا لديهما فيلفت الأخوان التقي إلى أن خشب السنديان الطبيعي وخشب "الإم دي إف" الملبس بمادة "البي في سي" ومادة الفورميكا من أكثر المواد المستعملة والمناسبة لتفصيل وصناعة المطابخ وأن خشب السنديان والميبيل والماغنو من أفخم المواد الداخلة في التصنيع وطلبها حسب الرغبة.

وعن الصعوبات التي تواجههما يبين الأخوان التقي أن حالة الركود الاقتصادية وضعف القدرة الشرائية لدى الكثيرين أمام ارتفاع أسعار المواد الداخلة في التصنيع عالميا والمنافسة السعرية من أكثر العقبات التي تواجه مشروعهما.

ويشير الأخوان التقي إلى مشاريعهما المستقبلية الممثلة بالتقدم بطلب قرض آخر من مؤسسة بداية لتوسيع نطاق مشروعهما وإدخال تحديثات جديدة تواكب التطورات المتلاحقة والتفرد بتصنيع المطابخ من الألف إلى الياء ابتداء من المراحل الأولى للتصنيع والممثلة بالنجارة ومرورا بالتفصيل والتصنيع في مجال المطابخ والديكورات المنزلية والمكتبية حتى مرحلة البيع النهائية.

ومن جانب آخر تحدثنا السيدة كريستينا جان يشوع تولد حلب عام 1977م متزوجة ومقيمة في دمشق حاصلة على الثانوية النسوية الفنية وأم لطفلين عن فكرة مشروعها الفريدة والمميزة في صنع الهدايا والتحف الفنية الشرقية من الجلد الطبيعي ومراحل تطوره عبر إدخال وتطعيم الديكورات المنزلية والمكتبية بذات المادة قائلة ان الإبداع والأفكار الخلاقة تلمع فجأة بذهن مبدعها دون سابق إنذار كفكرة مشروعها التي ميزتها في سوق العمل الحرفي عن سواها.

وتشير يشوع إلى أن فكرة مشروعها كانت قائمة منذ عام 2002 على نطاق محدود في غرفة ضمن منزلها بيد أن الأمر تطلب مع مرور الوقت واحتدام السوق والمنافسة التوسع في نطاق مشروعها أكثر وتطويره من خلال الحصول على الدعم المالي المناسب فاتجهت إلى مؤسسة بداية لريادة أعمال الشباب وتقدمت إليها بدراسة جدوى اقتصادية متكاملة عن مشروعها بغية الحصول على قرض فنال المشروع استحسان بداية التي قامت بمنحها الموافقة للحصول على قرض صغير بقيمة 170ألف ليرة سورية لتبدأ به خطوات مشروعها المميز عام 2007م ضمن ورشة خارج المنزل بمساحة 70مترا مربعا في منطقة أسواق الخير بعين ترما بريف دمشق وأطلقت عليه اسم ورشة "نينا" لصنع الهدايا والتحف الفنية من الجلد الطبيعي والتطعيم به.

وعن مشروعها تقول يشوع إنه عمل يدوي بحت و فكرته مستوحاة من رونق السحر الشرقي وإعادة إحيائه من جديد عبر إضفاء اللمسات الشرقية والدمشقية الرشيقة على التحف الفنية التي تنتجها ووسمها فنيا ببصمتها الخاصة التي تميزها كحرفية من خلال إنتاجها وتصنيعها للتحف والهدايا من الجلد الطبيعي الخام والمعالج وإدخال ذات المادة الجلد الطبيعي في الديكورات المنزلية والمكتبية وتطعيم التحف النحاسية والزجاجية والفخارية بها مشيرة إلى أن إدخالها لمادة الجلد الطبيعي في مجال الديكورات واسع ويمتد ليشتمل على المنازل والمطابخ والمكاتب كالجدران والأسقف والأعمدة والبارات إضافة إلى بعض المفروشات المنزلية.

وتبين يشوع أن أعمالها الحرفية والفنية الجديدة لاقت استحسان الكثيرين ما أدى إلى رواجها وازدياد درجة الإقبال عليها وانعكس ذلك إيجابا على مردودها المادي وزيادة فرص العمل لديها لافتة إلى المواد الأساسية الداخلة في تصنيع الجلود الخام الطبيعية المعالجة وخاصة جلد الغنم الحور الطبيعي المعالج لتعدد سماكاتها وطراوته وسهولة تطويعه في عمليات الفرد والثني والتجعيد وتلوينه إضافة إلى مواد أخرى كالمواد اللاصقة والخيوط الحريرية والإكسسوارات المتنوعة من المعادن والكريستال والخشب والخيش وسواها لافتة إلى أن اللون البني هو الأكثرطلبا لارتباطه بلون الجلد الطبيعي المتعارف عليه ثم يليه لون "البرودو" وهو درجة اللون الخمري المائل للسواد.

وعن أبرز الأسباب لنجاح مشروعها تقول الحرفية يشوع ان الاهتمام المشترك مع زوجها في التصنيع والإبداع الحرفي ودفعه المستمر لها يعطيها دائما الأفكار الخلاقة الجديدة والشجاعة لتجريب وابتكار الجديد عدا عن موهبتها وخبرتها في هذا المجال التي كللت مشروعها بالنجاح المتلاحق والدعم المادي الذي حصلت عليه من مؤسسة بداية لرواد الأعمال الشباب لافتة إلى الصعوبات التي تعرقل مسيرة مشروعها وأهمها احتدام المنافسة السعرية وضعف عملية الترويج والتسويق لمنتجاتها في الأسواق المحلية لافتة إلى أنها تسعى مستقبلا للحصول على قرض آخر بغية التوسع بمشروعها ليشتمل على كافة مراحل عملية الإنتاج حتى المراحل النهائية من التصدير والتصريف المباشر إلى الأسواق المحلية والخارجية.

ويشار إلى أن مؤسسة بداية اطلقت أول مرة في عام 2004م كمشروع ريادي بمساعدة منظمات أخرى وهي الصندوق السوري لتنمية الريف فردوس جمعية تطوير وتفعيل دور المرأة في التنمية الاقتصادية "مورد" وجمعية رواد الأعمال الشباب سيا وتم ترخيص "لبداية" كمؤسسة خاصة غير ربحية غير حكومية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية و العمل في عام 2006 كما تم اعتمادها من قبل الجمعية العالمية لأعمال الشباب واي بي آي لتكون جزءا من شبكتها.

وتقدم بداية دعما ماليا متناهي الصغر بسقف مقداره 200 ألف ل.س بفترة سداد مدتها ثلاث سنوات ويستفيد من دعمها كل من توفرت به الشروط التالية وهي أن يكون المتقدم يحمل الجنسية السورية أو من في حكمهم و يتراوح عمره بين 18 و 35 عاما وغير قادر على الحصول على أي مساعدة مالية من جهات أخرى وعاطلا عن العمل أو عاملا بدوام جزئي وذا دخل محدود ومن لديه فكرة عمل قابلة للتنفيذ والطاقة والحماس والموهبة والمعرفة الكافية بفكرة العمل المقترحة وأن يكون الدخل المتوقع من المشروع المقترح هو الدخل الأساسي للمستفيد.

كما تسعى المؤسسة إلى تفعيل وتنشيط الريادة لدى الشباب الذين يملكون أفكارا لأعمالٍ ناجحة و للمتميزين بالخبرة ممن لديهم دليل القدرة على النجاح وذلك من خلال تقديم الدعم المالي والتشبيك في مجال الإرشاد والتوجيه بالإضافة إلى خدمات الدعاية والتسويق ولا بد من الإشارة إلى أن النواة الأساسية لمشروع بداية وجود المرشدين المتطوعين الذين يملكون الخبرات الواسعة في شتى قطاعات الأعمال وفي مختلف المجالات التمويل والقانون والتسويق والتوزيع والإنتاج والتصنيع بالإضافة إلى مجالات أخرى إذ يعملون على مرافقة المستفيد الذي تم اختياره من قبل لجنة تقييم المشاريع في بداية لمساعدته على تحسين خطة عمله ومعرفة احتياجات مشروعه عبر تقديم النصح الدائم له وإبراز نقاط القوة في الخطة خلال المدة المتفق عليها لمدة ثلاث سنوات عادة.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق