المؤسسة العامة للبريد: خطة متكاملة لتطوير وتحديث الخدمات وتحقيق المعايير الدولية

08 تشرين الأول 2011

تحتفل الإدارات البريدية في العالم غداً بالذكرى السابعة والثلاثين بعد المئة لتأسيس الاتحاد البريدي العالمي وذلك تحت شعار «البريد خدمة عمومية عالمية قيمة للغاية».

وتكمن رسالة الاتحاد البريدي في تحفيز التنمية المستدامة للخدمات البريدية الشمولية ذات النوعية والفعالة وسهلة المنال بغية تسهيل الاتصالات بين سكان العالم.

وتعمل المصالح البريدية في العالم كسائر القطاعات الأخرى على تقديم الخدمات التي تسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمؤسسة العامة للبريد في سورية ليست بعيدة عن هذا الدور حيث ساهمت بطابعها الخدمي والاقتصادي منذ إحداثها عام 1975 - بحسب ما يبين مديرها العام أحمد سعد - في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية عن طريق ما تؤديه من خدمات بريدية ومالية بنوعية جيدة وأسعار مقبولة وخدمات لصالح مؤسسات الدولة تخفف العبء عن المواطنين وتسرع أعمالهم إلى جانب قدرتها على توفير شبكة اتصالات تؤمن جمع ونقل وتوزيع المراسلات والأموال والبضائع عبر سورية وأنحاء العالم من خلال شبكة منافذها المحلية البالغة 408 منافذ والشبكة البريدية العالمية التي تتجاوز 632 ألف مكتب.

وبين سعد إن المؤسسة تسعى لتطوير وتحديث مختلف خدماتها والارتقاء بأدائها وتلبية احتياجات زبائنها وتحقيق المعايير الدولية وتقليص الفجوة بين الأهداف العالمية والأهداف المحلية وذلك من خلال التزامها بمواكبة التطورات العالمية المتسارعة وما وفرته ثورة الاتصالات وتقانة المعلومات في مجال تحسين الخدمة البريدية والاستفادة من تجارب الإدارات البريدية الأخرى الناجحة.

وقال سعد: «إنه نتيجة للتغيرات العالمية السريعة وتطور تقانات الاتصالات بادرت المؤسسة إلى تبني الخطة المتكاملة للإصلاح والتنمية البريدية بعد مؤتمر بوخارست 2004 بالتعاون مع الاتحاد البريدي العالمي وكانت من أول الادارات العربية التي تبنت هذه الخطة كهدف استراتيجي عالمي لمواجهة التحولات المتسارعة في خدمات الاتصالات والبريد».

وحول ما تتضمنه الخطة أوضح أنها تشمل إعادة الهيكلة والإصلاح للقطاع البريدي والعمل على تنمية دور المؤسسة ومواصلة تحقيق دورها الاجتماعي والاقتصادي والتنموي من خلال أتمتة الخدمات البريدية وتطوير بيئة تقديم الخدمات وتحسين صورة المؤسسة تجاه الزبائن وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية ورفع جودة الخدمات البريدية وتحسينها إضافة إلى تطوير البيئة الإدارية والتنظيمية وتحديثها.

ولفت إلى أنه يجري تنفيذ هذه الخطة عبر مشروع تطوير وإصلاح القطاع البريدي بالاتفاق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن طريق هيئة تخطيط الدولة ووزارة الاتصالات والتقانة بحيث ينقسم المشروع إلى شقين أولهما يتعلق بسياسة القطاع البريدي والأنظمة والقوانين وإيجاد هيئة ناظمة للقطاع وتتولى تنفيذه وزارة الاتصالات ضمن مشروع تطوير وتحديث الخدمات الحكومية جي سي آر بينما يتعلق الشق الثاني بتطوير المشغل العام من خلال خمسة مشاريع تتناول المحاور السابقة.

وكشف أن المؤسسة أنهت المرحلة الأولى من المشروع المتمثلة بإعداد الدراسات اللازمة وتقوم حاليا بوضعها موضع التنفيذ حيث شكلت فرق عمل لكل مشروع وتم قطع مراحل جيدة بعمل هذه الفرق ويتم متابعة أعمالها من قبل لجنة توجيهية عليا.

وأشار مدير المؤسسة إلى المراحل التي قطعها مشروع أتمتة الخدمات البريدية المنفذ بالاتفاق مع البريد التونسي المتقدم في مجال التكنولوجيا البريدية والذي قدم بموجبه البرمجيات الجاهزة والتطبيقات الإلكترونية ذات الصلة بأتمتة الخدمات البريدية والمالية لمصلحة البريد السوري ووضعها حيز التشغيل الفعلي وفق أولويات التنفيذ بعد تعديلها بما يتوافق والبيئة التشغيلية محلياً.

وقال إن المؤسسة وضعت شبكة ترابط حديثة بين مراكز المحافظات مع التوجه للتوسع إلى خمسين مركزاً جديداً في 2012 وفقا لأهمية المركز والحركة الاقتصادية فيه بحيث تعطى الأولية للمناطق ثم النواحي فالقرى وصولاً إلى دخول الأتمتة إلى كل المراكز المنتشرة في سورية.

وفيما يخص حجم عمل المؤسسة في السوق البريدية أوضح سعد إنه لا توجد أرقام دقيقة بهذا الخصوص لعدم توفر إحصائيات عن عمل الشركات الخاصة لكن حسب الإحصائيات التقديرية التي أجراها بعض الخبراء فان نسبة استحواذ المؤسسة من حجم الطرود المحلية متدنية ما بين 10 و 15 بالمئة من الطرود الخارجية وبحدود 25 بالمئة من البريد العادي و10 بالمئة من الحوالات مشيراً إلى أن المؤسسة تعتمد على الخدمات الإضافية التي تقدمها للمواطنين.

وبين أن التعرفة البريدية في سورية لا تزال حتى الآن أقل من التكلفة مقارنة مع القطاع الخاص و بقية الدول الأخرى وبالرغم من ذلك فإن المؤسسة لا تتوانى عن تنفيذ أي مهمة تكلف بها لتقديم الخدمات التي تسهم في تخفيف الأعباء على المواطنين مع التزامها بالخدمة الشاملة بحيث يستفيد المواطن أينما وجد من خدماتها وبالسعر المعقول عبر شبكة مكاتبها المنتشرة في المحافظات والتي لا تملكها أي جهة اخرى خاصة والتي تختار المناطق والخدمات الرابحة.

وأكد التزام المؤسسة بمواكبة المستجدات العالمية في مجال الخدمة البريدية لافتاً إلى أن سورية اعتمدت نظام البريد العالمي لتقفي الأثر إي بي إس الذي كان يقتصر على تتبع أثر البريد العاجل بهدف تحسين القدرة التنافسية والتشغيلية وطورته بإدخاله إلى البريد المضمون المسجل والطرود.

وقال إن المؤسسة تطبق نظامي استعلامات دوليين إلكترونيين لخدمة الزبائن بإشراف الاتحاد البريدي العالمي وهما نظام ريكيبي لتتبع أثر بعائث البريد العاجل ونظام ريكيت لتقفي أثر الطرود والبريد المسجل ما يسمح للزبون بتتبع بعيثته ومعرفة مصيرها من منزله.

وأشار إلى أن ازدياد استخدام تكنولوجيا المعلومات والإنترنت أدى إلى تقلص حجم هذه الرسائل التقليدية أمام الرسائل الالكترونية الأمر الذي انعكس في التركيز على خدمات الطرود والخدمات المالية والبريد المضمون وتوظيف هذه التقانات لتحسين نوعية الخدمات والأداء ما يعطيها قيمة مضافة لمصلحة الزبون.

ولفت مدير الخدمات البريدية في المؤسسة ناصر الدادا إلى أن المؤسسة مازالت تواكب التطورات وتعمل على تطوير وإحداث خدمات جديدة رغم وجود منافسة شديدة في السوق تجلت قوتها مع بداية القرن الحالي ما حتم عليها إعادة النظر في احتياجات ورغبات الزبائن واعتماد نوعية الخدمات كاستراتيجية دائمة بحيث تؤدي لضمان ديمومة الزبون وتواصله مع البريد.

وأشار إلى أن المؤسسة تقدم سلة كبيرة من الخدمات للزبائن منها الخدمات البريدية التقليدية والمتمثلة في الرسائل والبطاقات والمطبوعات والطرود والرزم البريدية والحوالات البريدية بأنواعها وخدمات إضافية كخدمة البريد العاجل الدولي إي إم إس وخدمة تصديق الوثائق ووثيقة غير عامل ودفع رواتب المتقاعدين و اليانصيب وتسجيل طلبة التعليم المفتوح وتوزيع المعونة الاجتماعية وغير ذلك من الخدمات التي تؤدي للقطاع العام وتسهم في تخفيف الأعباء لافتاً إلى إنه سيتم إدخال خدمات جديدة ومتنوعة عند الانتهاء من أعمال الأتمتة للمكاتب البريدية التي تعمل عليها المؤسسة حالياً.


الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق