بين اللاذقية ومعلولا ترسم مار تقلا أهم المواقع الأثرية والتاريخية

24 أيلول 2011

تعد مغارة القديسة تقلا واحدة من المدافن الرومانية المحفورة في الصخر والمنتشرة بكثرة في منطقة حي مارتقلا في مدينة اللاذقية.

ويعد مدفن وكنيسة مار تقلا من أهم المعالم الأثرية الدينية والتاريخية في المدينة الساحلية ونظرا لهذه الأهمية قامت الجهات المعنية مؤخراً بإعادة تأهيل هذا الموقع واحيائه ووضعه في الاستثمار السياحي الأثري والثقافي.

وتعود أهمية هذه المغارة الى كونها المكان الذي التجأت إليه القديسة تقلا أثناء عبورها في اللاذقية باتجاه دمشق -معلولا هرباً من وجه اضطهاد والديها في مدينة إيقونية تركيا بسبب إيمانها المسيحي ومكثت القديسة تقلا في هذه المغارة فترة من الزمن بشرت خلالها بعضاً من أهالي اللاذقية.

وذكر جمال حيدر مدير آثار اللاذقية انه عثر بعض المزارعين أثناء قيامهم بالحفر في إحدى البساتين التابعة لمنطقة مار تقلا في مدينة اللاذقية عام 1849 على مغارة جدرانها الأربعة مرسومة بصور نافرة بعضها لرؤوس حيوانات وبعضها الآخر لرؤوس بشر وبقي هذا المكان مهجوراً ومهملاً حتى اندثرت معالمه مع مرور الوقت.

ويضم هذا الحي في باطنه المقبرة الكلاسيكية التي أشار إليها العالم الأثري الفرنسي جان سوفاجييه في دراسته حول مدينة اللاذقية التي نشرها في مجلة سيريا عام 1936 وكانت هذه المقابر تستخدم في فترة قريبة كخزانات للمؤن ولتربية المواشي والدواجن وغيرها.

ومن خلال التنقيبات الطارئة التي نفذتها مديرية الآثار في هذا الموقع الذي تبين أنه يشكل حقلا دفينا واسعا يضم مئات المدافن العائلية التي تعود إلى الفترة الكلاسيكية.

واوضح حيدر ان مدفن وكنيسة مار تقلا يعتبر من أهم المعالم الأثرية الدينية والتاريخية في سورية ومن المدافن الرومانية المحفورة في الصخر والمنتشرة بكثرة في منطقة مار تقلا من اللاذقية وهو عبارة عن غرفة واسعة محفورة في كتلة الصخر الرملي الذي يشكل الأساس الجيولوجي لمدينة اللاذقية.

يتم الدخول إلى المدفن بواسطة درج حجري ينحدر نحو المدفن بزاوية ميل شديدة 120درجة تقريبا بقي من هذا الدرج أربع عشرة درجة أبعاد الواحدة طولا 115 سم وعرضا 30سم والباقي خربته أعمال إنشاء لاحقة داخل المدفن ومن الباب المخرب نطل على بهو واسع مربع الشكل أبعاده 410 ضرب 410 سم تحيط به عتبة ارتفاعها 50 سم وعرضها 40 سم تؤدي إلى معازب الدفن البالغ عددها 13 معزبا موزعة في جدران المدفن الأربعة على الشكل التالي ..الجدار الجنوبي يتوسطه باب المدفن ومعزبي دفن إلى يمينه وشماله و الجدار الشرقي يحتوي على أربعة معازب دفنية و الجدار الشمالي يحتوي على ثلاثة معازب دفنية اما الجدار الغربي يحتوي على أربعة معازب دفنية ولا تزال موجودة معالم لخمس طاقات محفورة في جدران المدفن فوق المعازب كانت تستخدم لوضع الأسرجة والتقدمات الجنائزية والنذرية رغم كل التخريب الذي لحق به.

وبين مدير اثار اللاذقية ان اللافت للانتباه أنه للمرة الأولى نجد أن مدفنا عائليا يعود إلى الفترة الرومانية يضم معالم كنيسة غير مكتملة حفرت وسط بهو المدفن وهي صغيرة الحجم أبعادها.. عمق 260 سم طول 240 سم عرض 150 سم يؤدي إليها درج محفور بالصخر موءلف من تسع درجات وفي جدارها الشمالي هيكل وعند أسفل جدارها الشرقي توجد معالم لبركة دائرية الشكل معمرة بمدماك من الحجارة الصغيرة ربما هي جرن المعمودية وسطحها مغطى بخمسة ألواح حجرية مستطيلة الشكل غير مشذبة طول الواحدة متر تقريباً وعرضها نصف متر.

ونتيجة الاكتشافات الأخيرة في المغارة يبدو أن مسيحيي اللاذقية في القرن الأول الميلادي قد أقاموا صلوات واجتماعات ليتورجية وربما معموديات في هذه المغاور.

وكرم هذا المقام الشريف جيل بعد جيل بالزيارات والنذور والصلوات والتبرك بالماء المقدس الذي كان يقطر من الصخر من قبل المسيحيين والمسلمين على حد سواء ولا يزالون يتوافدون إلى المغارة والكنيسة التي تم بناوءها في عام 2007 م ويقال أن الماء أُعطي للقديسة نتيجة صلاتها لله والعجيب في هذا الماء أنه يتساقط صيفا وشتاء من سقف المغارة المنحوت في الصخر المساوي للأرض ونظرا لهذه الأهمية قامت دائرة آثار اللاذقية بالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية مؤخراً بإعادة تأهيل هذا الموقع وإحيائه ووضعه في الاستثمار السياحي الأثري والثقافي.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق