متحف صرح الثورة السورية الكبرى في السويداء يروي مآثر الثوار وبطولاتهم

08 أيلول 2011

يشكل المتحف العام لصرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا شاهداً حياً يروي مآثر الثوار وبطولاتهم في مواجهة الاستعمار الفرنسي حيث يضم معالم وإنجازات الثورة والمقتنيات والأسلحة الحربية التي كان يستخدمها الثوار خلال مواجهة الاستعمار والبيارق والصور والوثائق الخاصة التي واكبت الثورة السورية الكبرى.

وقال المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة الآثار بالسويداء إن المتحف العام الذي يقع في القسم الأرضي من بناء صرح الثورة السورية الكبرى تم تصنيفه ضمن من الفئة الأولى المعدة للزيارة بحيث يطبق عليه رسم الدخول لمواقع الفئة الأولى مضيفا ان وزارة الثقافة أصدرت قراراً هذا العام بإلحاقه بدائرة الآثار والمتاحف بالسويداء لتشرف على إدارته الأمر الذي انعكس إيجاباً على الصرح من النواحي العمرانية والفنية والاجتماعية وبالتالي سيتيح لأهالي بلدة القريا استقبال السياح والزائرين والباحثين التاريخيين الراغبين بزيارة الصرح.

وأوضح الشعراني أن مقتنيات المتحف تشكل رسالة إنسانية تحكي قصص الأجداد المجاهدين والأسلحة التي استخدموها في معاركهم ضد المستعمرين والتي صنعت فجر الاستقلال مبيناً أن تلك المقتنيات تشمل أسلحة من بينها مدفع فرنسي غنمه ثوار الثورة السورية الكبرى في معركة الكفر عام 1925 وعثر عليه في عام 1986 في منطقة دفن القريبة من سد العين بالسويداء وكان موجوداً في المتحف الحربي بدمشق لحوالي عقدين ونيف.

وأشار رئيس دائرة آثار السويداء إلى أن مقتنيات المتحف تضم ثلاثة سيوف عربية و15 سنكة /حربة/ كانت تعلق على البندقية وست بنادق فرنسية قصيرة وطويلة و13 بندقية قديمة من أنواع مختلفة و4 مسدسات وعلبة مخازن وحزام ذخيرة فرنسيا وخمسة خناجر موضوعة جميعها ضمن خزائن جدارية لعرضها وحفظها للأجيال إضافة الى منصة أرضية تحتوي على رشاش وقذيفة مدفع وجزء من طائرة أسقطها الثوار من نوع بستون وثلاث قذائف فرنسية وقاعدة لتوجيه المدفعية وخوذة فرنسية.

ولفت الشعراني إلى أن المتحف العام يحتوي على بيارق لعدد من قرى المحافظة ووثائق ومراسلات كانت تتم بين الثوار وعدد من اللوحات الجدارية التي تجسد أحداث ومعارك الثورة السورية الكبرى بالإضافة إلى جواز سفر وهوية وحكم إعدام صادر عن الفرنسيين بحق المجاهد حسين مرشد مشيراً إلى أنه يتبع للمتحف قاعة محاضرات ومدرج يتسع لحوالي 300 شخص مع تجهيزات صوتية ومرافق خدمية متنوعة وقاعة لكبار الزوار واستراحة ومركز استعلامات سياحي وتراس خارجي مجهز بمقاعد حجرية.

وأضاف الشعراني انه يقع إلى جانب المتحف في وسط الصرح قاعة مركزية تضم رفاة القائد العام للثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش إضافة إلى بانوراما من الفسيفساء تجسد معارك الثورة ولوحات توثق أسماء المعارك والشهداء الذين استشهدوا فيها إلى جانب غرفة للإدارة ومكتبة ومتحف خاص بالقائد العام للثورة يحتوي على اللباس العربي الكامل الخاص به من عباءة وثوب وصدرية وجاكيت وقنباز وأسلحة وعتاد حربي يشمل بندقية حربية ورشاشا كان يستخدمه وبندقية صيد وأربعة رشاشات وبندقية فرنسية وحزاماً جلدياً لحفظ الطلقات وعصا خشبية على شكل دبوس وبعض الطلقات إضافة إلى وسام الأرز الوطني الذي حاز عليه وكذلك سيفان فرنسيان أحدهما يعود لقائد حملة الكفر الجنرال /نورمان/ وغمد سيف ثالث وهاتفان ميدانيان ومسدس إشارة وثلاث طلقات ومفجر صاعق ومغلاق بندقية وقذيفة رشاش وعدادات طائرة.

وبين الشعراني أن ترميم المقتنيات والأسلحة والقطع المخصصة للعرض في متحف صرح الثورة السورية الكبرى تم من خلال المعمل الفني التابع لدائرة آثار المحافظة عبر مشروع ترميم فريد من نوعه اقتضى التعامل مع أسلحة كانت عبارة عن مقتنيات شخصية لعدة عقود تقترن بذكريات وتاريخ المنطقة حيث استلزم التعامل مع هذه الأسلحة المزيد من الدقة والتعمق بما كان سائداً في تلك المراحل التاريخية موضحاً أن عدد القطع المرممة بلغ /134/ قطعة تنوعت بين قطع معدنية وجلدية وبنادق ومسدسات وسيوف وخناجر وقذائف مدافع وقنابل يدوية وأجزاء لهياكل طائرات وبيارق تم تنظيف الصدأ والأكسدة عن تلك القطع باستخدام مواد خاصة لهذه الغاية مع تنفيذ إجراء احتياطي لحماية هذه القطع للسنوات القادمة من خلال طلائها بمواد مضادة للصدأ والأكسدة كي لا تتأثر بالرطوبة أو غيرها من المؤثرات باعتبارها تمثل ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها والعناية بها وصيانتها.

بدوره أشار فيصل نفاع عضو لجنة جمع تراث الثورة السورية الكبرى إلى أن المتحف العام لصرح الثورة السورية الكبرى له دور مهم في نشر ثقافة تاريخية هامة بتاريخ المنطقة وكفاحها ضد المستعمرين ويجسد في بنائه ومعناه ملاحم بطولية حيث يشعر كل من يزوره بالأهمية الكبرى للفعل البطولي الذي قدمه الثوار على امتداد الوطن لافتاً إلى أن لجنة جمع تراث الثورة السورية الكبرى في المحافظة عملت على مدى أكثر من ثلاث سنوات على توثيق معارك الثورة بدءاً من معارك جبل الساحل إلى جبل الزاوية وحماة والغوطة ودير الوزر وصولاً إلى معارك المزرعة والكفر والمسيفرة.

من جهته رأى المهندس هيثم حسون رئيس بلدية القريا أن عرض الأسلحة القديمة لاقى ترحيباً من قبل الزوار ومن الهيئات الرسمية والشبابية من أبناء المحافظة وخارجها مشيراً إلى أن تحضير ركن خاص للأسلحة داخل المتحف أكمل لوحة الصرح كون هذه المقتنيات والأسلحة تقدم معرفة جديدة للزائر وتظهر أسلحة الثوار وبساطتها وكيف استطاعوا بتلك الأسلحة البسيطة تغيير المعادلة وتحقيق النصر على الاستعمار.

يذكر أن مساحة صرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا تصل إلى 6200 مترا مربعا وتشمل بناء الصرح وملحقاته على مساحة 2800 متر مربع حيث يضم بناء الصرح في قسمه الأرضي المتحف العام بينما يشمل الجزء العلوي من البناء مساحات مخصصة لمشاهدة البانوراما الخارجية التي تم تصميمها ورسمها على الجدران المحيطة أسفل قبة الصرح.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق