نص وقراءات نقدية وحوار ضمن كتاب رحلة في عالم جان جينيه

10 أيار 2011

يدخلنا كتاب «رحلة في عالم جان جينيه.. أسمح لنفسي بالثورة» في عوالم هذا الكاتب الفرنسي الذي وقف إلى جانب الحق الفلسطيني وناصر قضايا الزنوج واقترب من عالمهم وخرج على التقاليد الأوروبية والمفاهيم الجامدة.

ويأخذنا هذا الكتاب الصادر حديثاً عن دار كنعان للدراسات والنشر ترجمة علي شاكر العبادي في رحلة عبر نص مسرحي لجينيه بعنوان تحت المراقبة وقراءة في بعض نصوصه المسرحية قام بها الناقد فيرنر كليس إضافة إلى حوار مع جينيه أجراه هوبرت فخته فضلاً عن شهادة للكاتب المغربي محمد شكري صاحب الخبز الحافي.

وقال المترجم في مقدمته إن الكتاب ليس دفاعاً عن جان جينيه وإن كان دفاعاً فليس بالشيء المشين أن يدافع المرء عن كاتب إشكالي موهوب بحجم جينيه ولكنه استعراض بسيط لما جاء به جينيه وقراءة سريعة لأفكاره وفيما كتب بعض النقاد عنه وما طرح هو من أفكار في رؤيته للمسرح وأيضاً كيفية جدله في رفض الأفكار وتقبَلها كما في محاوراته مع هوبرت فخته.

وأضاف: إن جان جينيه صرة مشدودة لبعضها البعض إما أن تقبلها أو ترفضها بالكامل فلا يمكن أن نجزئها أجزاءً نأخذ منها ما نريد ونترك ما لا نريد لا فالمسألة لا تحتمل الاختيار وما يتعلق بنا نحن العرب فإن جينيه فهمنا وأحبنا وقف معنا في أحلك الظروف إذ كتب أربع ساعات في شاتيلا وهي عبارة عن معايشته مخيمات صبرا وشاتيلا بعد المجزرة التي حدثت هناك أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في ثمانينيات القرن الماضي وكتب رواية الأسير العاشق وهي مذكرات عن تجربته في أحداث أيلول في المخيمات الفلسطينية في الأردن في عام 1970.

ويبين الكتاب مجموعة المخاضات المتتالية التي صاغ جراءها جينيه وعيه مستفيداً من التراكم والخبرة الحياتية غير العادية التي عاشها والجدل في زمن كانت تتوالد فيه الأفكار والفلسفات مدراراً ويأتي على لسان المترجم.. لعل أكثر ما خدم جان جينيه وصفاه وصقله هي مرآته في رفضه الدائم الذي نما وترعرع في داخله حتى إننا نستطيع القول بأن جينيه هو عبارة عن رد فعل رافض لكل من ساهم في تنمية تلك اللا الكبيرة في داخله.

ويقدم الناقد الألماني فيرنر كليس قراءة في بعض أعمال جينيه المسرحية هي النص والزمن تحت المراقبة الخادمات الشرفة الزنوج جدران في كل مكان مبيناً فيها كيفية تعامل جينيه مع الحقائق الملموسة وذلك باستخدام شواهده الشخصية كما في كتاب يوميات لص.

أما حوار هربرت فخته مع هذا المبدع الفرنسي والذي جاء تحت عنوان أسمح لنفسي بالثورة فيدور في عدة محاور أهمها حياة جينيه مواقفه في كثير من الأمور لاسيما رأيه بالفن والسياسة.

وفي شهادة المغربي محمد شكري نتجول في الغرفة التي كان يقطنها جينيه المؤلفة من فراش لشخص واحد فقط وعلى الأرض تناثرت رفوف من الكتب وفيها هاتف على زاوية الغرفة ومنضدة صغيرة كما يوضح شكري علاقات جمعت جينيه بمجموعة من العائلات المغربية.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق