اللغة العربية ومشروع الأمة الحضاري

07 07

حضور جماهيري فقير جداً بسبب سوء الإعلان

اللغة حضارةٌ، وتراث، وفن، وأداة تواصل بين الشعوب فكيف الحال إذا كانت هذه اللغة لغة عربية فصيحة تنحدر أصولها منذ آلاف السنين، لترتفع قيمتها وترقى منزلتها لكونها لغة القرآن الكريم.
هذه اللغة الديناميكية المتأصلة القادرة على استيعاب المستجدات، والمصطلحات العلمية، والمعلوماتية الحديثة. بالتزامن مع دمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، وبرعاية الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة، عُقد المؤتمر الخامس للمجلس العالمي للغة العربية بعنوان «اللغة العربية ومشروع الأمة الحضاري» في يومي 29 و30 حزيران في مكتبة الأسد.
افتتح المؤتمر صباح يوم الأحد 29 حزيران 2008 بالنشيد العربي السوري، وكلمة الهيئة الإدارية للمجلس العالمي للغة العربية ألقاها الدكتور عبد الناصر جبري من لبنان، ومن ثم ألقى الدكتور عبد اللـه العثيمين كلمة المشاركين، بعد ذلك ألقى الشاعر الدكتور أكرم جميل قنبس قصيدةً شعرية بهذه المناسبة، لتختتم الجلسة الصباحية لليوم الأول للمؤتمر بكلمة راعيه الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة.
وقد تناول المؤتمر في اليوم الأول عدّة محاورٍ. المحور الأول بعنوان «اللغة والحضارة–التأثر والتأثير»، تم تناوله بجلستين الأولى برئاسة الدكتور محمود السيد، وبمشاركة الدكتور رضوان الدبسي من سورية ببحثه «لغتنا عربية بحضارة عالمية»، والدكتور هادي نهر من الأردن ببحثه «اللغة العربية بين العولمة وغياب المشروع الحضاري»، والدكتور الطاهر ميله من الجزائر بدراسته «العربية وألفاظ الحضارة الحديثة»، والدكتورة حليمة عمايرة من الأردن بدراسةٌ عنوانها «الظاهرة اللغوية في ضوء المنهج الوصفي الإحصائي». أما الجلسة الثانية فكانت برئاسة الدكتور صابر عبد الدايم يونس، وبمشاركة الدكتور يوسف عبيدان ببحثه «اللغة العربية بين الواقع والمرتجى»، والدكتورة فاديا المليح من سورية ببحثها «اللغة العربية والتعليم العالي في سورية».
كما تمت مناقشة المحور الثاني الذي حمل عنوان «العربية بين ثقافة الأمة وهويتها القومية» في الفترة المسائية من اليوم الأول للمؤتمر، وقد تمّت مناقشته في جلستين من خلال عددٍ من الأبحاث، ليترأس الجلسة الأولى الدكتور رفيق عطوي بمشاركة الدكتور محمد حسن عبد المحسن من سورية ببحثه «اللغة في مواجهة التحديات»، والدكتور فخر الدين قباوة من سورية بدراسةٍ عنوانها «الهوية القومية وعروبة اللسان»، والدكتور مصطفى بشير قط من الجزائر ببحث «واقع اللغة العربية عند أدعياء الحداثة العرب»، والدكتور عوض القوزي من السعودية ببحثٍ عنوانه «الوفاء للغة العربية».
أما الجلسة الثانية التي تمّت فيها مناقشة المحور الثاني فكانت برئاسة الأستاذ أحمد حلواني بمشاركة الدكتورة ليلى السبعان من الكويت في بحث بعنوان «اللغة العربية والتواصل الحضاري»، ومن الجزائر الدكتور عبد المالك ضيف ببحثه «اللغة العربية-هوية الأمة وثقافتها»، والدكتور محمد عبدو فلفل من سورية بدراسته «في وعي المشكلة اللغوية العربية»، ومن المغرب الدكتور محمد بلبول ببحثه «اللغة العربية وقضايا الإعداد اللغوي».
إضافةً لذلك تناول المؤتمر في اليوم الثاني محوراً ثالثاً بعنوان «اللغة العربية بين الواقع والمرتجى» برئاسة الدكتور محمد بلبول، وبمشاركة الأستاذ سعد الدين الجابري من الإمارات ببحثه «اللغة العربية والهوية الوطنية الإمارات نموذجاً»، والدكتور بكري الشيخ أمين من سورية بدراسة «اللغة العربية بين الواقع والمرتجى»، والدكتور محمود مغالسة من الأردن بدراسة عنوانها «صمود اللغة العربية أمام التحديات» الجلسة الثانية كانت برئاسة الأستاذ عبد القادر الرباعي، بمشاركة الدكتور محمد خليفة الأسود من ليبيا، والدكتور محمد السيد من سورية، والدكتور أسعد سكاف من لبنان، والدكتورة مريم حمزة من لبنان.
وقد شارك في مشاركة المحور الرابع عددٌ من الباحثين في جلستين الأولى برئاسة الدكتور علي سلامة من ليبيا، بمشاركة الدكتور صابر عبد الدايم يونس من مصر، والدكتورة ريما الجرف من السعودية، والدكتورة أنسية خزعلي من إيران، والدكتور صلاح الدين الدومة من السودان. أما الجلسة الثانية فكانت برئاسة الدكتورة مها خير بك بمشاركة الدكتور محمد ذنون فتحي من العراق، والدكتور محمد مقدادي من الأردن، والدكتور شعيب مقنونيف من الجزائر.
من الواضح أن هذه الأبحاث بمجملها ومن خلال عناوينها واختصاص باحثيها تحاول دراسة واقع اللغة العربية والتحديات التي تواجهها على الصُعد كافة، بما في ذلك الجوانب العملية، والاصطلاحية، والبلاغية، وتضاف هذه الأبحاث إلى أبحاثٍ سابقة عالجت الموضوع نفسه.
الذي نتمناه من هذه الندوات واللقاءات أن تتحول من جلساتٍ نظرية عاطفية تتناول مشكلات اللغة العربية بشكلٍ خارجي غير فاعل، إلى أبحاثٍ ومقررات تجد طريقها إلى أرض الواقع، للإسهام في إيجاد الحلول الناجعة للغة العربية وواقعها المتردي المُشظى، ما بين المتخصصين الذين يقتصرون على المعرفة التخصصية، والأكاديميين العلميين الذين يجهلون دقائق اللغة وخصائصها.
وعن المؤتمر الخامس للمجلس العالمي للغة العربية، وأهدافه، والغاية منه، ومدى نجاحه، يقول الدكتور محمد خير الغبّاني -عضو في لجنة إدارة المؤتمر-: «احتفاءً بدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008، اختار المجلس العالمي للغة العربية دمشق مكاناً لعقد الدورة الخامسة لمؤتمر اللغة العربية. وبما أن دمشق قلب العروبة وعاصمة الحضارات عبر التاريخ، فمن الطبيعي أن تحتضن مثل هذه المؤتمرات، وبهذه المناسبة أوجه الشكر لوزارة الثقافة التي رعت هذا المؤتمر، وقد كانت كلمة الوزير في الافتتاح قيمة جداً».
ويضيف الدكتور الغبّاني: «يشارك في هذا لمؤتمر عددٌ من الباحثين والمختصين من جميع الدول العربية وغير العربية كإيران. ولكن للأسف الحضور الجماهيري كان فقيراً جداً بسبب سوء الإعلان عن هذه الفعالية، حيث انعدمت الإعلانات الطُرقية، والتلفزيونية، والصحفية؛ فكان لابد من الاهتمام بالترويج لمؤتمر كهذا لكون دمشق عاصمةٌ للثقافة. إضافة إلى زيادة عدد الباحثين المشتركين في هذه الدورة قياساً بالدورات السابقة».
وعن التجاهل الإعلامي والصحفي للفعالية يقول الدكتور محمد خير: «بما أن الراعي لهذا المؤتمر هو وزارة الثقافة، فكان عليها تبليغ وزارة الإعلام التي ستتكفل موضوع إخبار المؤسسات الصحفية والإعلامية، ففي المؤتمرات السابقة كان هناك على الأقل عشرون وسيلة إعلامية بين مكتوبٍ ومرئي، كما أن هناك لجنةٌ خاصة لمتابعة وسائل الإعلام».
وإذا ما كان ضعف الحضور والاهتمام بالمؤتمر يعود لقلة المولعين والمهتمين باللغة العربية، يؤكد الأستاذ الغبّاني «لو قامت وسيلةٌ إعلامية واحدة بالإعلان عن هذا المؤتمر واستطاعت الوصول لكليات اللغة العربية، لوجدت القاعة تغصُّ بالحاضرين من طلاب جامعيين، وطلاب دراسات عليا، وأساتذة، ودكاترة، وخاصة أن الأبحاث قيمة جداً والباحثين معروفون بمستواهم العلمي الجيد».


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق