التشكيلي جورج ماهر في غاليري الخانجي بحلب

15 آذار 2011

لوحات أبرزت الأسطورة بتقنية حديثة

رؤى حالمة وأسطورية وطرق تشكيلية متنوعة ظهرت في معرض التشكيلي جورج ماهر الذي أقيم في غاليري الخانجي للفنون الجميلة، تلك الرؤى والطرق أبرزتها خمسون لوحة تنوعت مضامينها وموضوعاتها، وكان الموضوع الأبرز في تلك اللوحات هو الأحصنة بجموحها وصهيلها الذي يكاد يسمع في اللوحات، وكذلك حركة جسم المرأة أكان في تفاعلها الإنساني العاطفي مع الرجل، أم في رقصاتها الانسيابية الحالمة، مما حدا ببعض النقاد إلى إطلاق لقب «فنان الزوايا الصعبة» عليه.

كما عمل على إبراز صبغة معينة للوجوه، منها الواقعي ومنها الرمزي، مثل لوحة «عازف الكمان» التي جسّد فيها رسماً واقعياً ولكنه منفلت من نمطية التصوير التقليدي أو التسجيلي.
لوحات الفنان ماهر بحالاتها الإنسانية والتراثية والأسطورية، تظهر جماليات الفن التشكيلي الذي أتقن فيه الفنان، فأبدع أجواء تعبيرية، مستخدماً في كل ذلك تقنيات تشكيلية، منها كشط طبقة اللون الزيتي قبل جفافه ليتم التوصل إلى مواصفات جمالية تتسم بالحداثة، ولإظهار ملمس سطح القماش الخام، ولإضفاء العفوية والتلقائية على أشكاله وعناصره الفنية.

يذكر أن جورج ماهر من مواليد مدينة حمص عام 1948، اشتغل لمدة سنتين في التدريس، وهو من الفنانين الطليعيين القادمين منذ السبعينيات من محترفات أكاديمية الفنون الجميلة في برلين، متخرجاً فيها بدرجة امتياز.


من أعمال التشكيلي جورج ماهر في غاليري الخانجي بحلب

عمل لمدة سنتين في وزارة الثقافة، ثم عمل لفترة عشر سنوات في مؤسسة الإسكان العسكرية، وتابع بعدها العمل الفني بشكل حر. أقام قرابة خمسةً وثلاثين معرضاً في سورية وخارجها، إضافة إلى مشاركاته في معارض الدولة الرسمية، وهو يحضر اليوم لإقامة معرض فني في الولايات المتحدة الأمريكية، حضر المعرض السادة غالب البرهودي مدير الثقافة وعبد المحسن خانجي مدير الغاليري وحشد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.

وقد أشار التشكيلي جورج ماهر لـ «اكتشف سورية» إلى أنه أراد من هذا المعرض التأكيد على خلق فن يعتمد على تراثنا، فنحن وطن فكر وديانات وأساطير، ونحن من صدر هذا الفكر إلى الخارج، والأحرى بنا وبقدر تميزنا في سابق العصور، أن نبقى متميزين، وأن نقدم فناً تشكيلياً جديداً، فالإنسان السوري منذ سالف الزمان رسم في الكهوف وبالموزاييك، لكنه انقطع فترة، وعندما عاد هذا الفنان بدأ يقلّد فيه الغرب.

لذلك فأنا أسير وفق خط توليد الثقة في أنفسنا، والرجوع إلى تاريخنا خاصة وأننا نملك كل المعطيات الفكرية، فالمضمون موجود لدينا وعلينا الاعتماد عليه والاستناد إلى مرتكزاته لإنتاج فن يؤصلنا ويميزنا.


من أعمال التشكيلي جورج ماهر في غاليري الخانجي بحلب

ومايربطنا بهذا التاريخ أننا نعيش في هذا الوطن، وثقافتي من ثقافة الوطن، فتاريخي ولغتي من هذا الوطن، ومن البدهي أن أستمد موضوعاتي مما يشكّل هذا الوطن من ثقافة وتاريخ وفكر، وأن أكون عربياً وأقدم فناً عربي الأصول، يعبر عن المكنونات العربية، وعن الأصالة وعن الحضارة والعظمة العربية.

وحول تأثره من خلال الحركة الانسيابية بالغرب الأوروبي ولاسيما فنانيه المشهورين من أمثال الفنان مايكل أنجلو، يقول الفنان ماهر: «كثير عليّ أن أقارن نفسي بمايكل أنجلو، ولكن مثلما هو فنان موهوب في عصره، أنا موهوب في عصري وليس غريباً أن ألتقي معه في بعض الأمور، فهو قد أحب الحركة، وأتقنها كما أتقن التشريح، وهي اللغة نفسها التي تعلمتها، وأحاول العمل عليها، حتى أنني أتعمد الالتقاء معه من خلال هذه الحركة، وكثير من الفنانين في تاريخ الفن قد تأثروا به لأنهم يرون في عمله ديناميكية وحركة».


بيانكا ماضيّة – حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال التشكيلي جورج ماهر في غاليري الخانجي بحلب

جانب من الحضور في معرض التشكيلي جورج ماهر

من أعمال التشكيلي جورج ماهر في غاليري الخانجي بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق