زهير قنوع في حوار مع اكتشف سورية

14 شباط 2011

على النقاد أن يكونوا موضوعيين في تعاطيهم مع الكوميديا السورية

بدت علاقته بالصحفيين متوترةً نوعاً ما بعد الانتقادات التي تعرض لها «مسلسل أبوجانتي»، خاصة فيما يتعلق بتقنية المونتاج التي اتبعها في المسلسل، لكن زهير قنوع لا يتوقف عن تقديم كل ما هو جديد كممثل ومؤلفٍ ومخرج بدءً من مسلسله الأول «وشاء الهوى» مروراً بـ «الهاربة»، «طيارة ورق»، و أبو جانتي، ووصولاً لـ يوميات مدير عام2 حيث التقيناه في كواليس تصوير المسلسل الذي أنهى تصويره مطلع شهر شباط 2011.


المخرج زهير قنوع

زهير قنوع تصدى لمهمة إخراج الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي الشهير يوميات مدير عام، وتنقلت كاميراته بين دمشق وريفها، وحلب مروراً بالعديد من مواقع التصوير الخارجي مقارنةً بالجزء الأول، إلا أن هذه الكاميرا لم تكن واحدة، حيث صوّر هذا العمل بكاميرتين خلافاً للعرف السائد في الدراما السورية على مدى سنوات، وعن ذلك قال: «استخدامي لكاميرتين في تصوير "يوميات مدير عام2" ليس بغرض الاستفادة من نفس اللقطة، وإنما لتحقيق الاستمرارية في أداء الممثل، والحصول على أكبر قدر ممكن من طزاجة هذا الأداء وعفويته، وصولاً إلى الإقناع، والأمر مرتبط عندي بصيغة تجريب جديدة تتعلق بإخراج الأعمال الكوميدية، فأنا أرى أنه لابد من استخدام هذا التكنيك في تصوير الكوميديا حفاظاً على خط الفعل المتصل لدى الممثل، حتى يكون الأداء عفوياً قدر الإمكان».


المخرج زهير قنوع أثناء التصوير

وفيما يخص نص المسلسل، وإجرائه تعديلات عليه علقّ زهير قائلاً: «التعديلات التي أجريتها على نص "يوميات مدير عام2" تمت ضمن حدود ضيقة، فالنص الذي قدّمه خالد حيدر جيد، وتتسلسل أحداثه بشكلٍ منطقي، لكن لابد من وجود بعض التفاصيل التي تتطلب من المخرج وضع لمساته كما في أي عمل».
وحول التحديات التي يفرضها إخراج جزء ثاني من مسلسل ناجح مثل يوميات مدير عام"على زهير قنوع، قال: «أنا لا أعتبر أنني في تحدي مع أحد بمعنى أن أدخل في منافسة مع مخرج الجزء الأول هشام شربتجي، باعتباره أستاذي وأستاذ كل مخرجي الكوميديا في سورية، ولكن التحدي الحقيقي أخوضه مع نفسي لتقديم جزء ثاني من مسلسل حقق نجاحاً باهراً بنسخته الأولى، وأن يكون هذا الجزء لائقاً بالسمعة التي حققها هذا المسلسل، وسمعة الفنان أيمن زيدان، وجمهوره».

وعن توقعاته للكوميديا السورية في موسم 2011 بعد الانتقادات التي تعرضت لها خلال الموسم الماضي، أكد قنوع أن الأعمال الكوميدية بالذات: «لا يمكن أن نتوقع شيئاً عن نجاحها من عدمه إلا بعض العرض»، وأضاف: «نظرياً أتوقع موسماً كوميدياً سورياً حافلاً خلال العام 2011، فمعظم العاملين على المشاريع الكوميدية للموسم المقبل لديهم خبرات مهمة في هذا المجال من ممثلين وكتاب، ومخرجين، خاصة حينما يقوم الأستاذ كبير ياسر العظمة بتقديم "مرايا 2011"، أنا شخصياً متشوق لرؤية هذا المسلسل، كذلك الأمر بالنسبة لاستمرارية "بقعة ضوء"، والحديث عن إنتاج جزء ثاني من مسلسل "أبو جانتي"، ولدينا أيضاً "صايعين ضايعين"، و"يوميات مدير عام»"، وهذا يعني من الناحية النظرية أن الكوميديا السورية ستكون بخير في 2011، فمقومات النجاح متوفرة في معظم تلك الأعمال»، ودعا النقاد والصحفيين السوريين إلى عدم إطلاق أحكام متعجلة قبل رؤية المسلسلات، وذكّر بالانتقادات التي طالت مسلسل «أبو جانتي» رغم النجاح الجماهيري الذي حصده، الأمر الذي بدت معه الصحافة في وادٍ والجمهور في وادٍ آخر: «فالهدف الأساسي من إنتاج أعمال كوميدية هو إسعاد الجمهور، وهذا لا يتنافى مع أن تحمل هذه الأعمال قيمة فنية عالية، ولكن تحديد هذا المستوى يختلف من ناقد لآخر، وأرى أنه من الإيجابي على الأقل زيادة عدد الأعمال الكوميدية في هذا الموسم، ونرجو أن تظهر بمستويات فنية جيدة، ولكن من المهم أيضاً أن يكون الصحفيين السوريين أكثر موضوعية في تناول تلك المسلسلات، وأن يبقوا على مسافةٍ واحدة من كل الأنواع الدرامية، خاصةً أنهم غالباً ما يتناولون أي مسلسل الكوميدي بقسوةٍ شديدة، علماً بأن الظرف الإنتاجي السوري عموماً غير صحي اليوم بالنسبة لجميع الأعمال، وخاصة الكوميديا».

المخرج زهير قنوع

وأوضح زهير قنوع عبارته الأخيرة بالقول: «حينما نتحدث عن ظرف إنتاجي غير صحي فأقصد بذلك الميزانيات، وعدد أيام التصوير فأي مخرج عربي يحظى بــ 120 يوم للتصوير، وتتوفر له الإمكانيات المادية التي يحتاجها يمكن أن يحاسبه على خياراته بكل موضوعية، ولكن آلية تفكير المنتج السوري تحكمها اليوم عدة اعتبارات كسعر بيع الدراما السورية في المحطات العربية والتي لا تزال إلى الآن أقل من المصرية على سبيل المثال، وتلك الاعتبارات تؤثر على خيارات المخرج وقد تحد من إمكانياته، فنحن محكومون بميزانيات لا تمكننا كمخرجين من تحقيق أحلامنا وطموحاتنا».

وأكّد في هذا السياق أن مسلسل «يوميات مدير عام2» تم له توفير أحسن الظروف المتاحة بمقاييس الدراما السورية ونفى زهير قنوع في ختام حديثه مع موقع «اكتشف سورية» أنه لا يريد التخصص في إخراج الكوميديا، وأن إخراجه لمسلسلين كوميديين متتاليين جاء بمحض الصدفة، والمشاريع المستقبلية مرتبطة بطبيعة ما يعرض عليه من نصوص.


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق