معرض الربيع السنوي من جديد بعد غياب طويل

17 06

جيل جديد يتمتع برؤى فنية مختلفة

بعد سنواتٍ عدة تكرَّرت فيها الأسماء ذاتها والأسلوب نفسه، في المعرض السنوي الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة، بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين، وبرعاية وزارة الثقافة، تأتي هذا العام لتُقدم معرضاً يختلف بعض الشيء عن السنوات السابقة، لتَمتعه ببعضٍ من التنوّيع، ولمحاولتها إعطاء كل مجال من تلك الفنون حقّه في العرض، حيث خُصص «معرض الخريف» لأعمال أساتذة الفن والجيل الأقدم من الفنانين، في حين ضمَّ الثاني «معرض الربيع» أعمال الفنانين الشباب، على أن يحتضن أعمال المصورين الضوئيين معرض سنوي خاص، واستقلال نشاطات الخطاطين في معرضٍ سنوي مستقل، للاهتمام النوعي بنشاطات المبدعين، وتلبيةٍ لرغبات الجمهور، المتعطش للمزيد من المعارض المتنوعة ذات الخصائص المتميزة.
كما أكَّد الدكتور عفيف بهنسي الذي أضاف في المنشور الخاص للمعرض «أن هذا المعرض هو إنجازٌ في الطريق الصحيح، ودعمٌ لتعزيز رعاية الحركة الفنية، ومؤازرة طموحات الشباب في إثبات مهاراتهم، ودعم إبداعاتهم الواعدة، دون أن يعني هذا المعرض التقليل من جدارة الشباب، أو الظن بفروق تقديرية بين المعرضين، عدا فروق العمر التجريبي الفني الذي يميّز بين المشاركين في هذين المعرضين».
ومن الجدير بالملاحظة، أن مستوى الأعمال المختارة للعرض في هذا المعرض، الذي جاء بعد غيابٍ طويل، يدعونا إلى الثقة بمستوى هذه الأعمال، وارتفاعها إلى مستوى الجدّية في الإبداع. وبتلك المبادرة، استطاعت الأعمال الفنية الشابة أن تأخذ حقها وتحتل الصدارة، وخاصة مع وجود العديد من الكوادر الفنية الشابة، القادرة على التعبير عن لوحاتها بلغة تشكيلية حديثة، وبطابع يستمد من التراث والمحلية الكثير من الرموز والمدلولات.
فعلى الرغم من اتجاه معظم الأعمال إلى الأعمال التعبيرية والتجريدية، إلا أن هناك العديد من الشباب الذين عادوا إلى الحروفية، واستلهموا من تراثنا ومن أعمال الفنانين السابقين موضوعاً للوحاتهم، حيث أدخل البعض الحَرف العربي إلى اللوحة بأسلوب مُختزل، يعتمد على التجريد، والمعالجة الشكلية واللونية.
وعلى الرغم من بساطة ما قُدِّم، إلا أن هذا يدل على اهتمام هذا الجيل بتراثنا، ومحاولته الحفاظ عليه من الضياع والاندثار، وراء اللحاق بالمدارس الفنية الأخرى، التي قدَّم فيها الشباب الكثير من الأعمال، التي تراوحت بين الواقعية، والتعبيرية، والتجريدية، معتمدين على الاختصار، وعلى مدلول الأشياء بشكل أكبر عن اللوحات التي خاضت في التفاصيل ونقلت الواقع كما هو، كاللوحات التي احتلت الأنثى فيها مكان الصدارة، وكلوحة بورتريه للفنانة الشابة لين السباعي، التي رسمت وجه رجل عجوز بالألوان المائية، وأيضاً لوحة بعنوان بورتريه للفنانة رولا عطفة، التي قسَّمت فيها اللوحة إلى ثلاثة أجزاء، واختارت لكل قسم زاوية من الوجه مختلفة عن الأخرى. ففي القسم الأول، رسمت وجه امرأة، في حين توسطت صورة رجل عجوز في المنتصف، وجعلت وجهاً آخر لامرأة يحتل النصف الآخر من اللوحة.
أما الأعمال الفنية الأخرى، فقد كانت على مستوى من الجدية والبحث الفني، وتُنبئ عن وجود جيل جديد يتمتع برؤى فنية مختلفة، كالفنان الشاب بسام ناصر الذي قدّم لوحة رسم فيها صورة لوجه يحمل العديد من المدلولات، التي تشير إلى منطقة معينة من خلال الزخارف والمفردات التشكيلية المضافة إلى اللوحة، كالمثلثات والخطوط المتطاولة، كما تمتعت لوحته بمعالجة لونية قوية، من خلال استخدامه المتضادات اللونية، كاللون الأبيض والبني مع البرتقالي والأزرق.
وبالطبع كان للنحت جانب آخر من المعرض حيث قدَّم مجموعةٌ من الشباب أعمالَهم التي أفصحت عن قدرة قوية في تطويع المادة للشكل المراد، كمنحوتة للفنان الشاب أيهم حويجة والتي شكّل منها رأسا لرجل، وقد بدأت معالم الحياة تتشكل على وجهه، لاستغراقه في تلك الهموم التي لا تنتهي. وعن فئة الطباعة كذلك تم تقديم باقة صغيرة من الأعمال الفنية، بأسلوب اعتمد على البساطة في الطرح. بذلك استطاع المعرض السنوي في هذه السنة أن يقدم الفرصة للفنانين الشباب، وأن يُتيح لهم التعبير عن قدراتهم وطاقاتهم الفنية، لاستثمارها بدلاً من جعلها حبيسة المصادفة.


الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق