صباح قاسم يدون اسمه كمخترع سوري على المستوى المحلي والعالمي

14 تشرين الثاني 2010

نشرت وكالة الأنباء سانا تقريراً حول المخترع السوري صباح قاسم، والذي دون اسمه على المستوى المحلي والعالمي، بإنجازه العديد من المخترعات التي نالت شهرة كبيرة.

وجاء في تقرير الوكالة أنّ قاسم قد امتهن حرفة الحدادة إلى جانب مواهبه المتعددة في مجال الشعر والأعمال اليدوية، والترميم الأثري، والبحث والتوثيق. وقد استفاد من عمله كحداد اثناء عمله مع البعثة الأثارية الأمريكية في موقع تل موزان الأثري بالحسكة، حيث مكنته خبرته عام 1998 من اختراع قطارات تعمل بقوة دفع ذاتي لنقل ألف كيلوغرام من الأتربة خلال دقيقتين محمولة على أرجل قابلة للمعايرة وتعمل في مختلف التضاريس.

ولقي اختراعه بحسب التقرير صدىً واهتماماً عالمياً، وحوضر عنه في «معهد كوستن للترميم الآثاري» بواشنطن عام 2003، وحصل على براءة اختراع للقطارات عام 2007 من المعهد نفسه، ونشرت مادة صحفية عن المخترع في صحيفة جيوغرافيك أنترناشيونال الأمريكية.

كما استطاع قاسم إيجاد حل لمشكلة اعترضت سير عمل بعثة أثارية ألمانية عملت في موقع تل موزان عام 2001، عندما حولت الأمطار الغزيرة مساحة 4 آلاف متر مربع من أتربة حفريات الموقع إلى طين وبعمق يتراوح بين 20 إلى 40 سم، فابتكر جهازا بسيطاً يعمل على الغاز المنزلي، وهو عبارة عن أنبوب اسطواني ذي عنفة يبلغ طول الأنبوب 6 أمتار، تمكن بواسطته من تجفيف 4 آلاف متر مربع من الطين تجفيفاً كاملاً خلال ساعتين، ما دفع الأستاذ بيتر بفلزنر -رئيس البعثة الأثرية الألمانية- للحديث عن هذا الأمر في محاضرة ألقاها في جامعة توبنكن الألمانية.

وتتعدد ابتكارات قاسم ،بحسب التقرير، فقد بنا جسراً يصل طوله إلى 27 متراً محمولاً على عمودين يعمل باتجاهين ويستغرق دقيقة واحدة لرفع 250 كغ من أتربة الحفريات الأثرية من أسفل إلى أعلى، واختراعه مثقباً دوارا لترميم الجدران الأثرية محمولاً على أرجل قابلة للمعايرة استطاعة ثقبه 50 متراً مائلاً. كما اخترع موقداً متنقلاً ملبساً بمادة الغرافيت ليحافظ على حرارته، يخدم في المجال الصناعي لصهر النحاس والقصدير والألمنيوم، كما ابتكر فرناً موفراً للطاقة لإحماء المعادن يعمل على الغاز المنزلي.

وأوضح غازي الناصر -معاون مدير التجارة الداخلية والمسؤول عن تنظيم المخترعين المبدعين في محافظة الحسكة- أنّ صباح قاسم شارك بخمسة من اختراعاته في معرض الباسل للاختراع خلال العام الماضي؛ داعياً إياه الى تسجيل اختراعاته لدى دائرة البراءات في مديرية حماية الملكية التجارية الصناعية التابعة لوزارة الاقتصاد والتجارة .

وبيّن فرحان المحمود -مدير المركز الثقافي بمدينة عامودا في محافظة الحسكة- أنّ صباح قاسم برز كفنان في مجال الأعمال اليدوية وهناك قسم خاص بأعماله في متحف الأعمال اليدوية في المركز الثقافي بعامودا يضم أكثر من 200 قطعة متنوعة ومختلفة الأحجام، جسدَّ بها إرثاً حضارياً من مختلف العادات والتقاليد والفنون، مستخدماً في صنعها مواد مختلفة كالطين والحديد والبازلت والحجر والخشب والنحاسيات وغيرها. وقد أشار إلى أنّ أعماله تتضمن مجسمات لعمارات حضارية وتاريخية، وأدوات استخدمت في الصيد والحروب والحصاد، شارك بها في عدة معارض منها: «معرض دمشق الدولي» في العام الماضي، و«معرض الزهور»، و«مهرجان الحسكة الأول للفنون الشعبية» في العام الحالي .

بدوره لفت الدكتور أحمد الدريس -مدير ثقافة الحسكة- إلى تميز الفنان صباح قاسم بلمساته الجمالية ورؤيته الفنية الذاتية المخلصة للبيئة المحلية وسعيه الدؤوب لجمع المقتنيات التراثية المتعلقة بالعمل والمعيشة والطقوس الحياتية للإنسان. وقد أنجز عدداً من الأبحاث المهمة في مجال التراث الشعبي كسيكولوجيا اللعب عند الأطفال والتداوي بالأعشاب وغيرها.

وأوضح صباح قاسم أنّه سلّم لوزارة الثقافة عدداً من الأبحاث بعناوين مختلفة، ويعمل حالياً على استكمال بحث حول «سيكولوجيا اللعب عند الأطفال» يتضمن 60 لعبة من الألعاب التي يصنعها الأطفال بأنفسهم .

ومن الجدير ذكره أنّ صباح قاسم من مواليد مدينة عامودا عام 1957. لم يكمل دراسته بعد حصوله على الشهادة الإعدادية بسبب ظروفه المادية واضطراره لمساعدة والده في إعالة أسرته.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق