العثور على ألواح منحوتة ولقى أثرية هامة تعود إلى الألف العاشر ق.م في تل العبر (3)

11 تشرين الثاني 2010

عدة ألواح منحوتة ولقى أثرية هامة تعود إلى بدايات الثورة الزراعية خلال الألف العاشر ق.م، عثرت عليها البعثة الأثارية الوطنية العاملة في تل العبر (3)، الواقع على الضفة اليسرى لنهر الفرات بناحية الشيوخ تحتاني.

هذا وقد بيّن ثائر يرتة -معاون مدير آثار ومتاحف حلب ومدير البعثة الوطنية العاملة في تل العبر (3)-، وفقاً لما ذكرت وكالة الأنباء سانا، أنّ الألواح من حجر الكللوريت والتي يعود مصدرها إلى جبال الأناضول، نحتت عليها مواضيع مركبة ومتعددة منها لوح عليه نحت غائر يمثل نسراً طائرا فارداً جناحيه ورأسه إلى الجانب الأيمن، وعلى أطراف اللوح من الجانبين نحت لشكل أفعى، أما اللوح الثاني فعليه نحت تجريدي لصور ثلاثة نسور فاردة أجنحتها وتحتها قرص الشمس وأشكال أفعوانية.


من مكتشفات تل العبر

وأشار إلى أنّ المكتشفات تعكس الأهمية الطقسية للمبنى الذي وجدت بداخله، كونه يخدم هدفاً جماعياً لسكان القرية وهو مبنى في حفرة ضمن الأرض على عمق 130 سم وبقطر قدره 750 سم، ويحوي مصطبة على شكل أقواس زينت واجهتها بطينة مزخرفة باستخدام الأصابع والأخشاب وجدران الحفرة مطلية بالكامل، أما السقف فيتميز بوجوده على أعمدة زنرت محيط حفرة المبنى .

ولفت يرتة إلى أهمية هذه الاكتشافات كونها تظهر للمرة الأولى الإنسان وهو يعبر عن نشاطين هامين في حياته الصيد والزراعة، وقدمت فكرة عن نمط حياة إنسان القرى الزراعية الأولى وخاصةً قرية العبر (3) ومعلومات هامة عن حياته الرمزية والاقتصادية والاجتماعية، حيث استطاع الإنسان في منحوتاته دمج عدة عناصر رمزية على لوحة صغيرة واحدة تعبر عن موضوع له مدلولات طقسية متخذاً من الطبيعة الملهم الأساسي في التعبير عن مكنونات نفسه وسرد ربما على شكل قصة لأحد نشاطاته الاجتماعية الطقسية والروحية التي تؤمن له التوازن النفسي مع محيطه.


من مكتشفات تل العبر

وأشار لفرادة اللقى الأثرية المكتشفة في الموقع بالنسبة إلى مكتشفات المواقع الأثرية من نفس الفترة من ناحية المادة الخام المجلوبة من الأناضول من جهة ومن الناحية الزخرفية الرمزية من جهة أخرى، لأنّ آنية الثور المصنوعة من الكللوريت هي الأولى في العالم من نوعها خلال هذه الفترة وآنية الإنسان بدون الرأس في وضعية القرفصاء وذراعيه مرفوعتين نحو الأعلى وبيده اليمنى حربة موجهة إلى حيوان أما اليد اليسرى فهي مفتوحة باتجاه الناظر والألواح الحجرية ومنها لوح حجري مقسوم إلى قسمين القسم العلوي عليه نحت لسنبلة القمح وبجانبها شكل يدين وأصابع مفرودة أما القسم السفلي فعليه رأس ثور وبجانبه الأفعى فتكمن أهميتها من خلال الموضوعات التي نحتت عليها والتي هي بمثابة التعبير الأول في المشرق عن النشاط الزراعي الهام في حياة الإنسان الذي عاش على ضفاف نهر الفرات.


اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق