في تدفق لنشاطات معهد ثربانتس

05 06

الإسباني لاماثاريس فنان الكرتون والخشب في دمشق

يدشن لوحاته بالكلمة، ريشته تكتب أكثر من كونها ترسم، وإذا كانت الأديبة الاسبانية ماريا ثاميرانو قد قالت عن الشعر ذات مرة: «الشعر هروب، بحث ذهاب وإياب، استدعاء وقرار، قلق بدون حدود، وحب لا متناه، لا يمكن أن يركز على أصوله، لأنه يحب العالم ومخلوقاته ولا يستريح حتى يندمج الكل معه في أصوله».
فإن كلامها هذا ينطبق على الشعر الذي يغازل الفن ويندمج معه. لهذا كتب الشعراء قصائد تستلهم لوحات لاماثاريس مثل كارلوس أوروثا.
يستضيف معهد ثربانتس حالياً معرض الفنان الإسباني الأكثر شهرة أنطون لاماثاريس، الذي تنعت أعماله عادة بـ «الأفق الحر» مستوحياً أعماله التجريدية من موطنه غاليثيا حيث ولد.‏
سطوح خشبية، معدنية مطلية بالورنيش، سطوح محيرة، هكذا تبدو لوحاته، لهذا يعد النقاد أن القصيدة الشعرية هي الوسيلة الأقرب لقراءة لوحاته، ولهذا يسمونه: أنطون شاعر الكرتون والخشب والتنك.‏
لهذا أعماله لا تنقد إنما توصف عن طريق النثر كما يقول الشاعر كارلوس أوروثا:‏
«ما وراء التأمل /أصبحت المناقشة مستحيلة/ سأكون رقيقاً وحساساً/ شفافاً في اللون/ في المتعة ربما/ كل عنصر متناثر يجتمع في غرفة ما/حيث يظهر البعد في نغمات حميمة ومتبادلة».‏
شاعرية الأشياء المتحركة‏
لمعارضه عناوين أدبية مثل: «كيس خبز يابس» حيث يكون طفولياً وموجزاً في الأشياء التي يرسمها، «طاولة بيت، نافذة، باب». لذلك ما يقوم به ليس مجرد رسم، فهناك مسافة كبيرة بينه وبين الفكرة التقليدية للرسم. وسائل لوحاته الأساسية هي القماش والزيت، والمواد الأساسية في أعماله هي الخشب، المسامير، الكرتون، الصفيح. أي نحن أمام لوحات وأشياء تشكل جزءاً من العالم، وموجودة فيه وتشغل فضاءً فيزيائياً بدلاً من أن تقتصر على كونها هياكل متوازية أو نوافذ، لوحاته تنقل إلينا ممارسات حديثة نوعاً ما. فهي في نفس الوقت شخصية بحتة، نرى فيها تصاميم غير جدية ورسومات إيمائية طبعاً، ولكن أيضاً يمكن ملاحظة ممارسة تصويرية مثل فن الفقر، فقد بنى دعائم لوحاته بمواد فقيرة.
‏
عن معرضه الحالي كتب أحد الشعراء:
‏
«أيها الخشب كن دليلي/كيف تكمن النار في الخشب، والخشب من شجر، والشجر من ماء وشمس وهواء ورغبات ترابية؟ كيف نفسر تلهف الماء والهواء والتراب لتتحول ناراً؟
أهو حنين عناصر البدء والتكوين إلى عنصرها الأنقى والمتمم/ فكيف نفسر، إذن، تلهف النار لتتحول إلى رماد ودخان».‏

الثورة

بقية الصور..