ختام فعاليات المهرجان الثقافي الفلسطيني الخامس
04 أيلول 2010
انتهت ليلة الأربعاء 1 أيلول 2010 فعاليات المهرجان الثقافي الفلسطيني الخامس في المركز الفلسطيني للثقافة والفنون في مخيم اليرموك. حيث ضم المهرجان عدة فعاليات موسيقية وشعرية وقصصية، إضافة لعروض فيديو قُدمت من خلالها أبرز الرموز الثقافية الفلسطينية التي ساهمت في حركة المقاومة الفلسطينية.
هذا وقد بدأ المهرجان يوم السبت 14 آب بمعرض تصوير ضوئي شارك فيه أربعة فنانين عرب هم: الفنان فادي خطاب والفنان وسام دواه من فلسطين، والفنان باسل سالوخة من سورية والفنان علي بزي من لبنان. حيث تعددت أساليب الطرح، وإن كان القاسم المشترك فيما بينها روح فلسطين وما تعانيه جراء الاحتلال الغاشم.
أما النشاط التالي من نشاطات المهرجان فكانت في 16 آب حيث أقيمت الأمسية التكريمية الأولى للشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد، والتي ألقى بها عدة قصائد منها قصيدة جديدة «نخيل غزة» لتنتهي الأمسية بثلاث شهادات، الأولى من الأستاذ حمزة برقاوي أمين سر اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في سورية، فتحدث عن التاريخ النضالي الطويل للشاعر أبو خالد، والشهادة الثانية كانت من قبل الشاعر محمود السرساوي فتحدث بإسهاب عن التجربة الشعرية للشاعر خالد أبو خالد من خلال قراءة مستفيضة لأعماله الكاملة في «العوديسا الفلسطينية»، أما الناقد أحمد هلال فأشار إلى التجديد في شعر أبو خالد وكيف أبدع في «أسطرة» فلسطين في قصيدته الشعرية، لتنتهي الأمسية بتقديم درع المركز للشاعر خالد أبو خالد.
وفي يوم 17 آب أقيمت الأمسية الشعرية الأولى للشاعر عبد القادر الحصني الذي ألقى مجموعة من قصائده الشعرية، ثم تلاه الشاعر محمد خير الحلبي الذي ألقى قصائد عن دمشق مدينته الأثيرة، واختتمت الأمسية مع الشاعر الشاب وائل سعد الدين الذي ألقى عدداً من القصائد ومنها قصيدة «أشواق».
وفي اليوم التالي، 18 آب، كان جمهور المهرجان على موعد مع القاصة والروائية نعمة خالد التي قرأت فصلاً من روايتها الجديدة، تلتها قراءات قصصية للقاصة الشابة سوزان الصعبي.
أما يوم الخميس 19 آب فعرض فيلم وثائقي عن الشاعر الراحل محمود درويش من إنتاج قناة الجزيرة، والفيلم عبارة عن مجموعة من الشهادات التي أرخت حياة الشاعر محمد درويش، فتحدث في الفيلم أحمد درويش شقيق الشاعر محمود درويش، والشاعر الفلسطيني سميح القاسم، والسيدة حياة الهيني, والسيد غانم زريقات والروائي اللبناني إلياس خوري والكاتب والمترجم فواز طرابلسي.
وفي يوم الجمعة 20 آب قدمت فرقة همس مجموعة من أغانيها الخاصة إضافة لمشاركة الطفلة دارين طرشا على الغيتار وكرم الكفري على الكلارينيت فكانت أمسية موسيقية متميزة، تعرفنا من خلالها على شباب فلسطيني وسوري مبدع في مجال الموسيقى.
أما في اليوم الثامن من أيام المهرجان، السبت 21 آب، فقد ألقى الشاعر عادل محمود عدة قصائد نثرية، ثم تلاه الشاعر أحمد دخيل الذي أهدى إحدى قصائده إلى روح الطفل الشهيد فارس عودة، لتختتم الأمسية بقصائد شعرية للشاعر محمود السرساوي ومنها قصيدة بعنوان «أبي».
الأحد 22 آب، كنا مع القاصين علي الكردي وإبراهيم صموئيل فقدم كلٌ منهما بعضاً من إبداعاته القصصية لتنتهي الأمسية بحوار مفتوح مع جمهور المهرجان.
وفي اليوم التالي الإثنين 23 آب عُرض الفيلم الوثائقي «نهر الحياة» الذي يعرض جدارية الفنان الفلسطيني الراحل مصطفى الحلاج مع موسيقى مرافقة للعرض، وقبل العرض تحدثت السيدة ابتسام الحلاج زوجة الفنان الراحل عن حياتهما المشتركة، ثم تحدث الفنان الفلسطيني حسن أبو صبيح تلميذ الراحل عن متعة العمل التي جمعته مع أستاذه، ثم أجاب عن بعض الأسئلة التي وجهها الجمهور عن أهمية الجدارية وما قدمه الحلاج من إبداع تشكيلي.
وفي اليوم الحادي عشر من فعاليات المهرجان، الثلاثاء 24 آب، استمتع جمهور المهرجان بعزف محمد دياب على آلة الساكسفون ونور عمورة على آلة الغيتار، وكان من بين الحضور الطفل حكم خالد عازف القانون في فرقة الأوركسترا السورية، والحائز على الجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الطفل في روسيا، والمركز الثالث في مهرجان الموسيقى في تونس، حيث دُعي لتقديم عدد من المقطوعات الموسيقية بمشاركة العازف محمد دياب.
وفي اليوم التالي، الأربعاء 25 آب، حضر جمهور المهرجان الأمسية الشعرية الثالثة مع الشاعر نزيه صقر والشاعرة شاميرام منديل التي قدمت عدد من القصائد باللهجة المحكية وحاكت مواضيع إنسانية ووطنية وقصائد عن المثقف العربي والأزمات التي تسكنه، أما الشاعر نزيه صقر فقدم قصائده بالعربية الفصحى والتي تغنت بمدينته ، حيث نقل صوت النواعير وطبيعة حماة الخلابة عبر قصائده.
أما الأمسية القصصية الثالثة فكانت اليوم الخميس 26 آب مع القاصين مصطفى الوالي وخالد الخطيب، فقدما قصصاً من روح المخيمات والمعاناة التي يعيشها أهالي المخيمات، وعن الروح الإنسانية الساكنة في الإنسان الفلسطيني. هذا وقد شهد يوم الجمعة 27 آب عرض فيلم عن الشاعر معين بسيسو. تلاه في اليوم الثاني، السبت 28 آب، أمسية موسيقية مميزة للفنان باسل الخطيب وفرقة مايا.
وفي يوم الثلاثاء 31 آب، قدم المهرجان فيلماً وثائقياً عن الأديب غسان كنفاني من إخراج رامي السعيد، قُدمت فيه عدة شهادات لكبار مبدعي الفكر العربي، ومنهم الشاعر السوري الكبير سليمان العيسى والروائي الكبير حنا مينه والناقد يوسف اليوسف والشاعر محمود علي السعيد والقاص عدنان كنفاني شقيق الرحل غسان كنفاني.
وفي ختام فعاليات المهرجان كنا مع الأمسية الموسيقية للفنان موفق الحاج الذي قدم عدداً من الأغاني منها: «أنا أتوب»، «يا فلسطينية»، ومن كلمات الشاعر محمود السرساوي غنى قصيدة «نشيد الآخر»، كما اقتطع الفنان الحاج جزءاً من قصيدة «مديح الظل العالي» للشاعر محمود درويش لتكون أغنية تفاعل معها جمهور غفير احتشد ليستمع إلى موسيقى وغناء الفنان موفق الحاج. كما قدم الفنان عدداً من أغاني الشيخ إمام منها: «يا إسكندرية»، «شيد قصورك»، لينتهي الحفل بمشاركة غنائية للسيد غسان السعيد مدير المركز الفلسطيني.
حوارات على هامش المهرجان:
وفي حوار لـ «اكتشف سورية» مع بعض الحاضرين، أكد السيد فياض شهابي على أهمية إعادة إحياء التراث الفكري للرموز الفلسطينية التي ساهمت في دعم خطى النضال الفلسطيني، أمثال محمود درويش وإدوارد سعيد وغيرهم من المفكرين والفنانين، ليقول من جهة أخرى: «هنالك نوع من الضياع والتشرذم الثقافي وصل إليه الشباب الفلسطيني والعربي نتيجة الهجمة الأمريكية والغربية على الثقافة العربية، إضافة للعولمة التي ساهمت بدخول أفكار تزاحم القضايا العربية المصيرية، وهي محاولة مبرمجة لتهميش الثقافة العربية برموزها الفكرية والثقافية، لذا ومن هنا تأتي هذه الفعاليات التي تبناها المركز الفلسطيني للثقافة والفنون لتلعب دورها في صد هذه الهجمات الغربية والدخيلة على ثقافاتنا العربية».
من جهته يخالف السيدديب سعد الدين صديقه فياض شهابي حول دور العولمة في تهميش القضية الفلسطينية فيقول: «لقد كانت للعولمة دورها الإيجابي في دعم الحراك الثقافي الفلسطيني والمساند لدور السلاح في عملية التحرير، فهنالك الكثير من الأدباء الفلسطينيين والعرب ممن أبدعوا شعراً ونثراً ودراسات فكرية حول القضية الفلسطينية وفي تعزيز اسم فلسطين في أوروبا وأميركا أمثال: إدوارد سعيد، وجبران خليل جبران، ومحمود درويش، وأدونيس. أما بخصوص دور المؤسسات الفلسطينية فهي مفتوحة ومنذ زمن طويل، ولكن تكمن المشكلة الحقيقية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب العربي والفلسطيني والتي تبعده عن همومه السياسية والنضالية».
من جانبه يقول السيد وسم منوّر - من بلدة معذر الفلسطينية، قضاء طبريا -: «هنالك الكثير من المشاكل التي يعاني منها الشباب العربي والفلسطيني على وجه الخصوص حول ماهية الأرض التي خرج منها وفي أي قضاء تقع مدينته أو قريته، مثلاً أين تقع صفد ضمن الخارطة الجغرافية لفلسطين، وهنا أوجه اللوم إلى المؤسسات الثقافية الفلسطينية التي بدأ بعضها يعي خطورة هذا الأمر، وهنا نسقط الأمر على الشباب العربي والفلسطيني ومدى معرفته برموزه الثقافية والوطنية».
من جانبه يؤكد السيد مهدي اللحام على تعدد أشكال الفكر الفلسطيني: «هنالك مساهمات فلسطينية خدمت الإنسانية وبشكل مباشر، ومنهم دكتور فلسطيني مقيم في كندا أنقذها من كارثة نووية، لذا لا تقتصر المساهمة الفلسطينية على الشعر أو الأدب أوالموسيقى فقط بل تتعداها إلى النواحي العلمية والاقتصادية».
كما التقى «اكتشف سورية» مجموعة من الشباب الإيطالي ممن حضروا أمسية الفيلم الوثائقي عن الأديب غسان كنفاني، فتحدث إلينا السيد كريستايانو قائلاً: «أعرف بعضاً من الأدباء الفلسطينيين ومنهم الشاعر محمود درويش، ولكن ومن خلال هذه الأمسية تعرفت على الأديب غسان كنفاني. لقد كان هذا الفيلم الذي يتحدث عن كنفاني بمثابة مفاجئة تعرفت من خلالها على حياة ومسار هذا الأديب».
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
من الأعمال المشاركة ضمن فعاليات المهرجان الفلسطيني الخامس في المركز الفلسطيني للثقافة والفنون في مخيم اليرموك |
فرقة مايا تشارك في فعاليات المهرجان الفلسطيني الخامس في المركز الفلسطيني للثقافة والفنون في مخيم اليرموك |
مشاركة غنائية للسيد غسان السعيد مدير المركز الفلسطيني للثقافة والفنون |
مهند من شارع صفد :
مهند محمود من فسطين
سويه