بديع جحجاح يعرض دوران في قصر الشهبندرفي حي القيمرية بدمشق
27 أيار 2010
على هامش المعرض الفردي للتشكيلي بديع جحجاح والمُقام في قصر الشهبندر في منطقة القيمرية في دمشق القديمة، التقى «اكتشف سورية» التشكيلي بديع جحجاح وحاوره حول موضوع معرضه «دوران» فكان هذا الحوار.
ابتدأ بديع جحجاح بالحديث عن دراسته الأكاديمية ومعارضه السابقة حيث يقول عن ذلك: «تخرجت من كلية الفنون الجميلة، قسم الاتصالات البصرية عام 1996، وقد درسنا في المراحل الأولى في كلية الفنون الجميلة خمسة اختصاصات وخاصة التصوير، وبالتالي كان لدي معرض في عام 1993 ثم تفرغنا لموضوع التخرج والغرافيك والبحث عن موضوع الهوية البصرية الخاصة بالشركات والمؤسسات الحكومية وغيرها. بعد ذلك بدأت عملي الخاص بإنشاء شركة "بي جي" للإعلان وتصميم الشعار والهوية البصرية إضافة لدورها في إقامة الحملات الإعلامية».
وعن موضوع فكرة الدوران يقول: «يبدأ هذا الموضوع منذ الولادة فالدوران هو بحث عن الهوية والذات الدائمة عبر فكرة نقطة المحور والنقاط الموجودة على محيط الدائرة، لذا أعتبر الدوران ملخصاً لرحلة الإنسان. هنالك الكثير من الأشياء التي تحيط بنا تنبهنا إلى فكرة الدوران وخاصة عند رؤيتنا للدراويش الذين يحملون الكثير من المعاني بموضوع التقشف من ناحية اللباس الأبيض الذي يرتدونه مع الطربوش الأحمر وزنار الخصر الأسود، فمن المهم بالنسبة لي أن أحصل على المعرفة من الناس المؤثرين في الحياة، فما يقومون به يمدهم بالقوة والخبرة».
ويضيف التشكيلي جحجاح: «موضوع الدوران يلخص تجربتي الشخصية الممتدة من أيام التخرج وإلى الآن، مستمداً فلسفة الدوران ورموزها من عناصر الدراويش بحركاتهم وتركيبتهم، وقد قمت في عملي التشكيلي ببعض الإضافات البسيطة على شخوص الدراويش، وهو طقس المكان وتقنية الإكريليك التي أتعامل معها وكأنها خامة من الطباشير، فما قمت به هو مزيج بين حركة الإنسان وانعكاس الضوء على ثوبه الأبيض، هذه التصورات خلقت طقساً مسرحياً على سطح اللوحة».
ويصر الفنان بديع جحجاح على التذكير بشكل دائم «بأن النقطة الحمراء – الطربوش- هو تنبيه على أن الإنسان زائل وفانٍ بالنتيجة، لذلك من المهم أن ندرك هذا الزمن من دائرة الـ 24 ساعة والتي غالباً ما نمارس فيها كل طقوس العمل والضجيج اليومي ثم ننام لنستيقظ من جديد في حركة دوران مكررة تمتد إلى نهاية الحياة، هذا الدوران يعبر عن الرحلة الدائرية الدائمة للإنسان والتي تحدد مصيره، إما كنقطة محور وكتمثل حقيقي لجوهر الإنسان ومعرفة الله، أو كنقطة تائهة تدور حول المركز».
16 عملاً تشكيلياً تحمل مفردة يتيمة واحدة هي الدراويش، وهنا يكون الفنان أمام أحد الاحتمالين إما الفشل أو النجاح ماذا تقول في ذلك؟
«العمل التشكيلي مرتبط بتقديم رسالة ما بغض النظر عن ماهية المفردة أو تنوعها، صحيح أن القاسم المشترك بين الأعمال هي مفردة الدراويش الدوارين، ولكن لكل لوحة خصوصيتها وموسيقاها المختلفة عن الأخرى. وقد جاء التنوع من خلال اللون والحالات وعدد الدراويش في اللوحة الواحدة، فعندما أقدم 3 عناصر في اللوحة الواحدة تكون كإسقاط لمفاهيم الهواء والماء والتراب، وعندما أستعين بعنصرين يكونان الحب والكراهية، وعندما أضع عنصراً واحداً أكون أقرب في تصوري لفكرة الضمير والله».
توجد مزاوجة بين مزايا البيت الدمشقي واللوحات المعروضة فيه بما تحويه من صوفية فكرة الدراويش.
«الدراويش من نفس الزمن العتيق الذي ولدت فيه هذه البيوت العتيقة والتي غلفت هذه المشاهد المسرحية، أي أن هذه البيوت هي المنبت الحقيقي للدراويش الدوارين، لذلك هي محاولة لاستعادة الذاكرة المكانية من خلال خلق دراويشنا عبر لوحاتنا».
ما هي رؤيتك وفلسفتك عن الدوران خصوصاً ومفهوم الدراويش عموماً؟
«موضوع الدوران كالتركيبة الحياتية، وهي الإنسان بين قوسين، حيث يشكل الدوران الحواس الخمس التي تعني الإنسان بالمطلق، لذا أنا أتبنى فكرة الدراويش، فأنا أستمتع اليوم بإعادة تشكيل الرموز والكلمات ضمن لوحات تشكيلية، وهذا المعرض هو سلسلة من معارض قادمة قائمة على فكرة الدوران والإنسان، لتكريس فكرة الحركة الدائمة في أعمالي. والتمتع بهذا الفضاء الضوئي الذي نغتسل به وهو روح الله، كما أنني حريص جداً على فكرة التقشف في الحياة للتذكير الدائم بأن هذه الرحلة الكونية لا بد من نتيجة لها والتي يجب أن تصب في خدمة الإنسان».
مازن عباس - دمشق
اكتشف سورية
جانب من معرض التشكيلي بديع جحجاح في قصر الشهبندر بدمشق القديمة |
من معرض دوران لبديع جحجاح في قصر الشهبندر |
أعمال بديع جحجاح في قصر الشهبندر |