ناصر رباط في ندوة جائزة الآغا خان للعمارة
30 04
العمارة التاريخية السورية نموذج فريد من التلاقح الثقافي
أقامت شبكة الآغا خان للتنمية ندوة ومعرض «جائزة الآغا خان للعمارة» وذلك في 29 و30 نيسان لعام 2008 في مكتبة الأسد بدمشق. توجهت الندوة بشكل أساسي إلى المختصين في مجال العمارة والطلبة الجامعيين من الكليات الاختصاصية، إضافة إلى المهتمين والباحثين في فن العمارة والهندسة المعمارية.
تم اختزال جميع الأهداف والغايات من إقامة هذه الندوة في محاضرة أساسية ألقاها وحاضر فيها الدكتور ناصر رباط -أستاذ كرسي الآغا خان في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا MIT- حول «تاريخ فن العمارة في سورية»، إضافة إلى مشاركة عدد من الخبراء والاختصاصين في فن العمارة والفائزين بجائزة الآغا خان للعمارة من مختلف الجنسيات.
تمحور النقاش حول مجموعة من الموضوعات المتعلقة بالتصاميم المعمارية المعاصرة، والأبعاد والقيم الاجتماعية والجمالية التي تضيفها المشاريع المعمارية للمجتمع والبيئة المكانية. رافق الندوة افتتاح معرض للأعمال التسعة الفائزة بجائزة الآغا خان للعمارة لعام 2007.
أهم المشاريع التي تم تقديمها هي:
الساحة الرابعة في بيروت |
- الساحة الرابعة في مدينة بيروت في لبنان
- مشروع جامعة التكنولوجيا بيتروناس في بندر سيري اسكندر في ماليزيا
- مشروع إعادة تأهيل مدينة شبام في اليمن
- السوق المركزية في كودوغو في بوركينا فاسو
- مشروع ترميم جامع العامرية في رداع في اليمن
- مشروع برج المعلمين السكني في سنغافورة
- بناء السفارة الملكية الهولندية في اديس أبابا في أثيوبيا
- مشروع إعادة تاهيل المدينة المسورة في نيقوسيا في قبرص
- مشروع بناء مدرسة في رودرابور في بنغلادش.
وعن الندوة يقول الأستاذ رباط: «نشاط اليوم مبرمج من قبل مؤسسة جائزة الآغا خان للعمارة -ومركزها في جنيف-. وقد جاءت محاضرتي التي حملت عنوان «العمارة في سورية نموذج فريد من التلاقح الثقافي» تناغماً مع ما تعيشه دمشق اليوم كعاصمة للثقافة العربية. من جهة ثانية، تناولتُ تطورَ العمارة في سورية من بداية الفترة المسيحية حتى يومنا هذا، وهو تطور يوسم بتقاطع ثقافي وفكري وفني ما بين حضارات مختلفة، تظهر تأثيراتها جلية وواضحة على العمارة. وقد قدمت نماذج مختارة من تاريخ العمارة في سورية من القرن الأول الميلادي للقرن العشرين الميلادي، استعرضتُ فيها التأثيرات المختلفة التي خلقت العمارة الفريدة في هذا المكان. على أنني ركزت بشكل أساسي على الفترة الأموية حيث سورية عاصمة لإمبراطورية حضارية وثقافية كبيرة جدا وتلاقح الحضارات الأخرى معها لا محدود».
ويتابع: «إن الفكرة الأساسية من المحاضرة هي التأكيد على أن الثقافة أحادية البعد هي دائما ثقافة فاشلة مقارنة مع الثقافة متعددة الأبعاد التي تتعاطى مع غيرها من الثقافات، تتأثر وتؤثر فيها وذلك عن طريق تقديم وعرض نماذج معمارية متميزة». ويضيف «لست من المقدسين للماضي أبداً، وأفضل أن تكون العمارة معاصرة حتى لو لم تعكس العمارة التقليدية. وقد بينتُ في المحاضرة كيف يمكن امتصاص القديم وإعادة صياغته من جديد. بمعنى آخر، أن نستخدم الماضي لخدمة أغراض الحاضر. وأعتقد أن مأزق العمارة في سورية اليوم لا يمكن إرجاعه إلى مسألة التعامل مع التراث من عدمه، وإنما نتيجة التركيز على ثقافة أحادية البعد والبحث الدائم عن جذورنا في الماضي فقط وغياب الرغبة في التعاطي مع العالم من حولنا بجدية أكثر. والأهم من ذلك -كما أجد- هو ضعف وضحالة الفكر المعماري في سورية اليوم وهذا ما يعكس ضعف الفكر الثقافي بشكل عام».
من جانب آخر، تخلل الندوة عرضٌ للجوائز الفائزة بـ«جائزة الآغا خان للعمارة» لدورة عام 2007 بكوالالمبور، حيث حصلت تسعة مشاريع على جائزة الآغا خان واحداً منها للمهندس المعماري السوري عمر عبد العزيز حلاج.
يذكر أن «جائزة الآغا خان للعمارة» تأسست عام 1977، بغية تحديد وتشجيع مفاهيم البناء التي تلبي بنجاح حاجات وتطلعات المجتمعات الإسلامية. وقد أتمت الجائزة في العام الماضي الدورة العاشرة لها حيث تُمنح الجائزة مرة كل ثلاث سنوات، وتبلغ قيمتها 500.000 دولار أمريكي مما يجعلها أكبر جائزة للعمارة في العالم.
رياض أحمد
اكتشف سورية