إبراهيم حميد يعرض في صالة السيد

اُفتتح في صالة السيد مساء الخميس 10 كانون الأول 2009 معرض تشكيلي بعنوان «تراب» للفنان إبراهيم حميد، وقد ضم المعرض بحدود 25 لوحة من الحجوم المتوسطة والكبيرة، استمدت مواضيعها من الأسطورة والحكاية الشعبية، وبشكل حر من التداعيات الذاكرية.

«اكتشف سورية» تابع المعرض والتقى الفنان إبراهيم حميد، حيث كان هذا الحوار القصير للتعرف أكثر على أبعاد التجربة.

بعض تأثيرات فاتح المدرس لا تزال موجودة في لوحتك، هل يمكن اعتبار هذا في صالحها؟
لكي أنهي هذه الإشكالية أقول: نعم هناك قاسم مشترك بيني وبين فاتح المدرس لأننا نهلنا من ذات المكان بتربته وحيواناته ورموزه وشمسه، إلا أن الفارق أن فاتح كان متقمصاً للمكان كما فعل دولاكروا في أعماله الجزائريات وماتيس في أعماله عن الفن الإسلامي. بينما أنا ولدت وعشت وكبرت في المكان وتكوّني النفسي والمعرفي يعود إلى ذاك المكان، إنها ثقافة المكان. أما الأثر الثاني فهو أن فاتح اختارني من بين الكثيرين لأكون تلميذاً له وقد كنت معه لمدة 12 سنة، وقد علمني فاتح كيمياء اللون وثقافة اللون وغير هذا الكثير، ولهذا أخصص له في كل معرض من معارضي لوحة كتحية تقدير، لكن وقوف الآخرين عند هذه النقطة الجزئية من التأثيرات اللطيفة على اللوحة ودون رؤية باقي اللوحة أو كل اللوحات في أغلب الأحيان يؤدي إلى رؤية وتحليل غير منطقي، هذا التصور المسبق موجود فقط عند المتلقي وليس في اللوحة، لماذا لا تكون الرؤية حول ما أضفت لهذه التأثيرات، وكيف عجنتها لأصنع منها خصوصيتي، ولأضيفه الى مجموع اللوحة بعد ذلك، هل تعتقد أن الفنان لا يتأثر بأحد، الفن الحقيقي هو كيف تتأثر وتضيف على لوحتك لتبرز خصوصيتك بعدها، وهكذا أنا.

عندما نتحدث عن «تراب» وهو عنوان معرضك، نرى في لوحاتك تأثيرات لأكثر من تراب، كيف نفهم هذا التنوع؟
يمكن الحديث عن تربة تخصني، فتربتي أنا هي مجموع الثقافات التي أمتلكها وتشربتها منذ ولادتي، مناخ اللوحة لدي هو مناخ مفتوح على الجهات الأربع، لأني أعتبر أن هذه الأرض مشتركة مع الجميع وهي متلاصقة مع الآخر، ومن هنا فأنا أرسم أرضي وتربتي التي تعترف بوجود الآخر، ويمكن القول أن تربتي هي انفعالي التي يترجم عبر عجائني اللونية.

وجود الحيوانات والرموز في لوحاتك يذهب في أكثر من اتجاه، كيف نفهمك أكثر هنا؟
وجود الحيوانات بكثافة في لوحتي هو رهن بالجرعة الانفعالية التي أريدها أن تكون موجودة في لوحتي، فالحيوانات مشترك المكان مع الإنسان وهذا موجود في ذاكرتي بقوة، لذا فالإنسان ليس الوحيد الموجود في المكان بل والحيوان أيضاً ولذا يكون مفردة هامة وتتطور لتكون مفردة بصرية وتشكيلية ولونية في مراحل متقدمة، وجود الحيوانات كما الموسيقى وحتى يكتمل شكل اللحن البصري فأنا بحاجة إلى هذه المفردات، إضافة لأن هذه الحيوانات أو الطيور تمتلك خصوصية الرمز أو الإشارة كما القطة التي تشير إلى الليل والخوف، أو بعض الحيوانات الليلية أيضاً، لكن للطيور خصوصيات أخرى كالهدد الذي يعتبر طائر الرسائل وهو طائر ثرثار وإشكالي يمكن توظيف حضوره لأكثر من غرض تعبيري.

اللوحة لديك مزيج ما بين الحكاية والأسطورة، فهل هذا كاف من أجل اللوحة؟
لدي طاقة هائلة وعندما تأخذ طريقها إلى اللوحة تشكل بذاتها الحكاية، لكن الحكاية لها جذور في الذاكرة المعرفية وفي جزء من هذه الذاكرة تتداخل الحكاية مع الأسطورة والسرديات الشعبية، كل هذا يتفاعل ويخرج بشكل تصعيدي عندما يجرفك انفعال الرسم والتعبير على سطح اللوحة، إن الواعي مع اللاواعي يتداخلان ويخرجان معاً بحرية لتكون اللوحة، هكذا أصور الأمر، لكنه لا ينتهي عند هذه النقطة، فرؤيتك وخبرتك وما تريد قوله هو إضافات أثناء وبعد انتهاء اللوحة، اللوحة لدي تضم كل هذا إضافة الى الشخصي والحميمي.

عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال الفنان إبراهيم حميد

من أعمال الفنان إبراهيم حميد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق