حفل تكريمي للدكتور جيرو أوريتا

05 08

رمز مشع لعلاقة قائمة على الاحترام المتبادل والثقة الدائمة بين شعبين صديقين

أقامت السفارة اليابانية اليوم الأربعاء في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً حفلاً تكريمياً للطبيب والباحث والسفير غير الرسمي للعلاقات اليابانية السورية والمساهم الكبير في تطوير الأبحاث الأثرية اليابانية في سورية، الدكتور جيرو أوريتا، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، في القاعة الشامية بالمتحف الوطني.

وحضر الحفل الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة، والسفير الياباني السيد ماساكي كونيئيدا، بالإضافة إلى عدد من العلماء والباحثين السوريين واليابانيين الذين رافقوا وشاركوا الدكتور أوريتا في نشاطاته الجمة وحياته الثرية، وجمع من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام وعدد من المهتمين.


دقيقة صمت لذكرى
العالم الياباني جيرو أوريتا

مقدمة ودقيقة صمت:
وبدأ مقدم الحفل بالترحيب بالحاضرين وتقديم لمحة عن حياة الدكتور أوريتا قائلاً: «نرحب بكم ونشكركم على حضوركم حفل تكريم الدكتور أوريتا، وكما هو معروف عاش جيرو أوريتا في سورية لمدة 44 عاماً منذ وصوله إليها وحتى وفاته، وكان شخصية مهمة في تطوير العلاقات بين سورية واليابان. اتسمت حياته بالإنتاجية والفعالية، لذا نعتبره رمزاً للصداقة والمودة بين الشعبين السوري والياباني».

كلمة السفير الياباني:
وألقى السفير الياباني السيد ماساكي كونيئيدا كلمة مؤثرة، نوهت بالعمل الكبير والإنساني الذي قام به الدكتور أوريتا طوال أكثر من أربعين عاماً.

وقد بدأ السفير الياباني كلمته بشكر حضور الحفل وخصوصاً الدكتور علي القيم، وشدد على إرادة التصميم في متابعة الجهود لتحقيق المزيد من التبادل الأكاديمي والثقافي بين اليابان وسورية، حيث يقودنا ذلك إلى تذكر مساهمات الدكتور أوريتا، ثم انتقل السفير الياباني ليروي الجانب الشخصي من حياة الدكتور أوريتا وعلاقته به.

السفير الياباني يلقي كلمته
في حفل تكريم الراحل الدكتورأوريتا

وتحدث السيد السفير عن مجيئه إلى سورية عام 2006 وبداية تواصله مع الدكتور أوريتا في عام 2007، ورغم أن علاقتهما لم تتجاوز السنتين، إلا أنها كانت فترة كافية ليتعرف على ميزات الدكتور أوريتا الكثيرة ويقدرها حق التقدير، حيث قام بزيارته ست مرات في بيته بعد أن أقعده المرض وأصبح يتلقى رعاية خاصة قدمتها له منظمة إيكاردا، ووجه السفير – بالمناسبة – شكره للدكتور محمود الصلح مدير إيكاردا على اهتمامها ورعايتها للدكتور أوريتا، كما نوه أيضاً بمنظمة جايكا التي أقامت نادياً للمعجبين بالدكتور أوريتا ضمن وكالة جايكا في طوكيو.

ثم تحدث السفير الياباني قليلاً عن السيرة الذاتية لجيرو أوريتا الذي ولد في كاغوشيما عام 1924، وهي المدينة التي تمتع رجالها بالتطلع إلى البعيد وطلب العلم والمعرفة، ثم تحدث عن مشاركة أوريتا في الحرب العالمية الثانية وعمله في مجال رعاية الحيوانات وتوليه للمجلس البلدي ثلاث مرات.

ثم عدد السفير الياباني بعضاً من الإنجازات الهامة التي قام بها الدكتور أوريتا، كأول من قدم المنهج الجديد للطب البيطري في سورية وقام بتطبيقه مما أدى لاستبعاد الديدان الضارة والطفيليات من لحوم أبقارنا وأغنامنا، وتحدث عن شغفه وولعه بالخيول العربية الأصيلة واستيلادها، حيث حصلت مهرته على جائزة ملكة الخيول العربية عام 1990.

وقد لفت الدكتور أوريتا انتباه الأكاديميين والإعلاميين في بلده، حيث كتب الروائي فوجيشيما تايسوكي رواية قصيرة عن الأيام الأولى من حياة أوريتا في سورية، أما الكاتب تسوجي كونيو فقد كتب عنه رواية طويلة، وأشار إلى أوريتا وعائلته في كتاب آخر. كما قامت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) بتصوير فيلم «طريق الحرير» معتمدة على نصائح أوريتا، كما قام بإصدار فيلم عن أوريتا نفسه، ولعب دوراً في إصدار بروشور المشرق، عدد 38، شباط، 2009، الذي يكرس ستة باحثين عملوا في مجال استكشاف آثار الشرق وسحره.

كلمة الدكتور علي القيم:
بعد ذلك تحدث الدكتور علي القيم – معاون وزير الثقافة – ممثلاً الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة، منوهاً بكلمة السفير التي كانت معبرة وشاملة عن هذا الإنسان الذي قدم لنا جميعاً بإنجازاته الكبيرة وكان مفعماً بالنشاط الفكري والثقافي.

الدكتور علي القيم
ممثل السيد وزير الثقافة يلقي كلمته

وأكد الدكتور القيم أن الدكتور أوريتا كان له فضل على كل من عمل في مجال الآثار في سورية، وكثيراً ما قدم من ماله الخاص ووقته في كل ما يسهم في تعزيز النشاطات المتبادلة بين البلدين وخصوصاً في المجال الثقافي والإنساني والعلمي، وتحدث الدكتور القيم عن العلاقة الوثيقة بين العاملين في مجال الآثار والدكتور أوريتا الذي التقى كل البعثات الآثارية التي جاءت إلى سورية، وكان يدعو الأصدقاء السوريين واليابانيين إلى ولائمه المفعمة بالمحبة والطيبة، لقد عشق الدكتور أوريتا هذه البلاد وتزوج منها ورفض أن يدفن إلا في سورية.

وتابع الدكتور القيم قائلاً: «لقد عمل أكثر من 40 عاماً من أجل سورية والعلاقة بين البلدين الصديقين سورية واليابان، إن أوريتا يحتاج إلى صفحات، وسوف تكشف الأيام مدى دوره في تطوير العلاقات الفكرية والثقافية والزراعية»، وأضاف الدكتور القيم: «لقد كان إنساناً شمولياً وقام بهذا الفعل الخلاق الكبير انطلاقاً من اندفاعه الذاتي، إن أوريتا سيبقى في الذاكرة والفعل والوجدان لسنوات طويلة».

وأعلن الدكتور القيم أنه – بصفته ممثلاً لوزير الثقافة – سيطلب من السيد محافظ حلب أن يقوم بتسمية حديقة أو شارع في حلب باسم الدكتور أوريتا، كما أنه من خلال أوريتا يحيي الشعب الياباني الصديق.

الدكتور القيم يسلم السفير الياباني درع وزارة الثقافة:
ثم قام الدكتور علي القيم بتسليم السفير الياباني درعاً حفرت عليه صورة أوريتا وكتب عليها اسمه باللغات العربية والإنكليزية واليابانية، وذلك تكريماً له ولعطاءاته المتنوعة.

فيلم قصير عن حياة أوريتا:
بعد ذلك، تم عرض فيلم قصير عن حياة أوريتا، ويظهر فيلم مشاهد مؤثرة من حياة أوريتا في سورية ومنها قوله: «أريد أن أمضي ما تبقى من أيامي في سورية، لذلك لا أفكر حالياً في العودة إلى الوطن»، كما يظهر الفيلم مشهداً يزور فيه قبر ابنه مياسو المدفون في سورية، حيث دفن هو نفسه أيضاً بجانب ابنه. وانتهى الفيلم بشكره على عمله الكبير مع وعد بالاستمرار في تطوير العلاقات السورية-اليابانية.

كلمات عدة تشيد بأوريتا وحياته وعمله:
ثم توالت الكلمات المنوهة بحياة أوريتا وعمله، فتحدث الدكتور تاكيرو أكازاوا الأستاذ في جامعة كوشي للتكنولوجيا، فتحدث عن الدكتور أوريتا الإنسان المحب والمعطاء الذي كثيراً ما فتح بيته للعاملين في البعثات اليابانية الأثرية وساعدهم في التعامل مع الحكومة السورية كالحصول على أذونات ورخص في التنقيب وغير ذلك، كما ساعد البعثات اليابانية المختلفة في الحصول على نتائج هامة، وقال الدكتور أكازاوا: «لقد كان بمثابة ملحق ثقافي مقيم في سورية من أجلنا»، وتابع: «نتطلع في البعثات الأثرية اليابانية لإكمال رسالته وإنجاز اكتشافات هامة في علمي الآثار والأنتروبولجي في سورية، ونسأل روحه أن تتمنى لبعثاتنا التوفيق».

ثم ألقى الدكتور علي أبو عساف كلمة الآثاريين السوريين، فأشاد بالدكتور أوريتا وعمله العظيم ومحبته لسورية وشعبها وثقافتها وتراثها قائلاً: «إننا نضعه في صف المستشرقين الذين أحبوا حضارة الشرق ونعتوها بأنها أساس الحضارة الإنسانية ومنبعها القوي»، وركز الدكتور أبو عساف على أن أوريتا حرص على أن يطلع اليابانيون على ثقافتنا، وقد ظهر له ذلك منذ أن التقاه أول مرة في عين دارا حيث أدهشه اطلاع أوريتا الواسع على آثار بلادنا. وأكد الدكتور أبو عساف – من خلال خبرته الشخصية – أن الدكتور أوريتا كان غيوراً على آثارنا حريصاً على سلامتها بقدر رغبته في اطلاع اليابانيين عليها، كما أشار إلى أنه لعب دوراً بارزاً في دفع الباحثين اليابانيين كي يسهموا بقوة في التنقيب عن الآثار في هذا البلد الغني بها، كما ذكر لمحة عن سمات أوريتا الشخصية، وأنه «كان آسراً في حديثه لا يبدو عليه التشاؤم عند بروز العقبات أثناء العمل بل يرد عليها ببسمته الساخرة».

الآثاري كيوهايدي سايتو
يلقي كلمته

بعد ذلك تحدث العالم الآثاري الياباني الدكتور كيوهايدي سايتو، فألقى كلمة عاطفية أبدى خلالها تأثره برحيل الدكتور أوريتا، الذي التقاه لأول مرة في سورية عام 1990 ليصبح من بعدها أباً روحياً له في أعماله العلمية، وقد حصل الدكتور سايتو على أول رخصة له من الحكومة السورية للتنقيب في تدمر بفضل أوريتا ومنذ ذلك الحين وهو متعلق به إلى حد كبير. وتحدث الدكتور سايتو عن بعض الصفات الشخصية في الدكتور أوريتا ومنها مهارته في قيادة السيارة، ومهارته الطبية التي أنقذته (الدكتور سايتو) من الموت مرتين، مرة سنة 1991، ومرة ثانية عام 1994، في اليوم الذي اكتشف فيه رأس ساتير في مدفن بورفا وبولحا في تدمر، وذلك بعد أكله لبيضة فاسدة. وأنهى الدكتور سايتو مداخلته بعبارة مؤثرة قائلاً: «أرجو من الدكتور أوريتا أن ينظر إلى أعمالنا من الجنة».

إنجازات الدكتور أوريتا في مجال الطب البيطري وإسهاماته مع منظمة إيكاردا في سورية:
ثم تحدثت الدكتور مونيكا زقلوطة (مديرة مخابر الدكتور أوريتا في منظمة إيكاردا) عن إنجازات الدكتور أوريتا في مجال الطب البيطري في سورية، وذلك منذ مجيئه عام 1964 وحتى وفاته عام 2008.

حيث عمل الدكتور أوريتا كخبير في جايكا، ثم خبير لجايكا في إيكاردا، وأمضى 19 عاماً من البحث العلمي في مجال الصحة الحيوانية مع وزارة الزراعة السورية، و 25 عاماً من البحث العلمي في مجال الصحة الحيوانية مع إيكاردا، قام خلالها بإنجازات كبيرة وعظيمة في مجال الصحة الحيوانية والطب البيطري في سورية.

ومن إنجازاته: قيامه بأول عملية قيصرية للمجترات الصغيرة في سورية وضبط انتشار مرض الطاعون بين الحيوانات (1968-1975)، ضبط انتشار عدد من الأمراض مثل السل وحمى البحر الأبيض المتوسط (1975-1982)، السيطرة على الديدان الرئوية وحمى الضرع (1983-1990)، وعمل بين عام 1990 و2008 مستشاراً فخرياً لدى إيكاردا.

وقد عمل الدكتور أوريتا على تدريب عدد كبير من العاملين في مجال الصحة الحيوانية، كما عمل على استقدام الباحثين والعلماء من اليابان ليتابعوا أبحاثهم في سورية، حيث قاموا بإجراء بحوث في غاية الأهمية في مجالي الأمراض المعدية والصحة الحيوانية.

زرع شجرة باسم الدكتور أوريتا في حديقة المتحف الوطني:
في ختام الحفل التكريمي قام الدكتور علي القيم والسفير الياباني ماساكي كونيئيدا والدكتور علي أبو عساف والدكتور تاكيرو أكازاوا بزرع شجرة في حديقة المتحف الوطني ووضعت بقربها لوحة تحمل اسم الدكتور جيرو أوريتا كتكريم له على أعماله الكبيرة التي لعبت دوراً هاماً في تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية والإنسانية بين البلدين والشعبين الصديقين، السوري والياباني.

شجرة باسم الدكتور جيرو أوريتا
في حديقة المتحف الوطني بدمشق

سيرة شخصية للدكتور أوريتا:
- ولد في ولاية كاغوشيما عام 1923.
- تخرج من جامعة كاغوشيما عام 1944.
- كان تخصصه الأساسي في الطب البيطري.
- مارس الفروسية - أثناء دراسته – وحاز على جوائز في البطولات الرياضية القومية. وقد اعتاد على ممارسة ركوب الخيل على الأحصنة العربية.
- بعد تخرجه من الجامعة، حصل على وظيفة في وزارة الزراعة في اليابان.
- وفي عام 1945 عمل في الإدارة البلدية في كاغوشيما.
- تم إيفاده إلى سورية عام 1964 من قبل جمعية الأطباء البيطريين اليابانية. للعناية بأحصنة دائرة الشرطة التابعة للحكومة السورية.
- انتقل إلى وكالة جايكا (JICA) عام 1968.
- انتهى به المطاف في وكالة إيكاردا (ICARDA) عام 1983.
- توفي في 12 تشرين الثاني 2008، تاركاً خلفه إرثاً كبيراً من العمل العلمي والثقافي الدؤوب، وإسهاماً بارزاً في تعزيز العلاقات السورية-اليابانية.

مساهماته الثقافية:
- قام بتنسيق الأبحاث الأثرية التي قامت بها البعثات اليابانية مثل بعثة جامعة طوكيو (التي اكتشف كهف الدوارة في تدمر)، وبعثة متحف الشرق القديم.
- قام بتنسيق «معرض سورية القديمة» في اليابان (1977).
- قام بدور المرشد للأمير ميكاسا في تدمر.
- قام بتنسيق مؤتمر «طريق الحرير» الذي أشرفت على تنظيمه هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (NHK) عام 1980.
- قام بتنسيق الأبحاث الأثرية في طرطوس في سورية (1986).
- قام بتنسيق «معرض طريق الحرير» في نارا (حيث قام السيد محمود علي وسهيل داس بزيارة اليابان)، عام 1988.
1990- 2008 قام بتنسيق الأبحاث في تدمر من قبل ولاية نارا.
2000- قام بتنسيق احتفالية إكمال إعادة بناء وترميم متحف بولحا وبورفا والممول من قبل نارا.
2005- قام بتنسيق معرض «التراث العالمي – تدمر» من قبل هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية.
- ساهم بجمع أدوات العيش التي يستخدمها البدو (بما فيها الخيم)، من أجل متحف العالم الصغير في إينوياما في اليابان.
- مشارك في جميع أنواع وسائل الإعلام اليابانية مثل: هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، أساهي، هيئة البث في طوكيو (TBS)، ماينيشي، تلفزيون هيروشيما، وغيرها من الوسائل الإعلامية اليابانية التي أرادت تقديم سورية وتدمر لليابانيين.
- بالإضافة إلى ذلك فإن الدكتور كوريتا يقوم برعاية اثنين من الفنانين المشهورين في اليابان هما: الرسام أيكو هيراياما، والمصور الضوئي بانري ناميكاوا.

الجوائز التي حصل عليها:
1975- جائزة من قبل وزارة الخارجية اليابانية.
1983- جائزة التبادل الثقافي من المؤسسة الثقافية الآسيوية-الإفريقية، وكانت أول جائزة تمنحها هذه المنظمة.
1985- جائزة من قبل وزارة الخارجية اليابانية.
1986- وسام الاستحقاق السوري (من المرتبة الثانية).
1990- جائزة من قبل مجلس أمناء إيكاردا.
1996- جائزة من قبل مجلس أمناء إيكاردا.
1997- تم تأسيس مخبر للأبحاث الحيوانية في إيكاردا يحمل اسم الدكتور أوريتا.
1997- وسام الشمس المشرقة ذات الأشعة الفضية والذهبية من قبل إمبراطور اليابان.
2008- تكريم إنجازات الدكتور أوريتا في لقاء بعنوان «حاضر ومستقبل تربية الحيوانات في سورية»، بمناسبة انعقاد الاجتماع السنوي للمؤتمر الأكاديمي السوري.


محمد رفيق خضور
ت: عبد الله رضا

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

جانب من الحضور

أحد الحضور اليابانيين

معاون السفير الياباني يقدم الحفل

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق