حسان طه في المنتدى الاجتماعي يحاضر عن الآلات ضمن الأوركسترا

2008/06/04

الآلات الأوركسترالية لا تلغي آلاتنا التقليدية بل تزيد فهمنا لها وتجعلنا في قلب العالم

«الآلات الموسيقية ضمن الأوركسترا» محاضرة تندرج ضمن برنامج موسيقي واسع الطيف «التلقي الموسيقي عن طريق المعرفة»، يعمل على تحقيقه المنتدى الاجتماعي بالتعاون مع جمعية «صدى» بما يعكس بناء ثقافة موسيقية لدى المهتمين والمعنيين بالحركة الموسيقية المحلية تعتمد التلقي الذكي مضافاً إلى التذوق الحسي.
ضمن هذا التوجه ألقى أستاذ الموسيقى ومؤلفها حسان طه الجزءَ الثاني من محاضرة «الآلات الموسيقية ضمن الأوركسترا» في الخامس من نيسان 2008.
في البداية عاد طه إلى التأكيد على أهمية الأوركسترا في حياة الحركة الموسيقية السورية التي مضى على تشكيلها خمسة عشر عاماً، ورغم ذلك هناك العديد من متتبعي نشاطات الأوركسترا الذين يستقبلون نتاجها معتمدين على التذوق الحسي دون دراية بطبيعة الآلات تقنياً وفنياً وترتيبها وأهميتها في حياة الأوركسترا، وبالتالي فإن هدف هذا النشاط هو بناء قاعدة معرفية موسيقية لدى الجمهور فيغدو قادراً على الفهم والاستقبال ومستقبلاً بطريقة معرفية.
تناول طه في الجزء الثاني من المحاضرة الآلات الوترية في الأوركسترا التي تشكّل بأنواعها المختلفة القسم الأكبر فيها، بدءاً من الكمان الأول إلى الكمان الثاني والفيولا، والتشيلو، والكاونترباص.
قام المحاضر بالتعريف بها شكلاً ومهاماً وألواناً وبالمجال الذي تتحرك فيه، مشيراً إلى أن لكل آلة مجالاً صوتياً معيناً تتحرك فيه (سواء المجال العالي أو الوسط أو المنخفض)، والجهل به يؤدي إلى اللغط بين آلة الكمان والفيولا نظراً لتشابه الآلتين، فآلة الفيولا مثلاً تتحرك في منطقة الوسط، بينما الكاونترباص يشكل الأساس لكل هذه الآلات، وجميع هذه الآلات في النهاية -بتقسيماتها ومهامها المختلفة- لها علاقة بتشكيلة الأوركسترا والتوازنات العددية للآلات.
أكد طه على أن الآلات الوترية وسواها من الآلات الأخرى في الأوركسترا لها قيمة بغض النظر عن أي تصنيف أو ترقيم أو تسمية، ومجرد وجود آلة معينة في الأوركسترا يعني إشارة إلى نضوجها على مستوى الأداء والغنى الفني، كما أن طه لم يغفل هنا الإشارة إلى الآلات الموسيقية الشرقية الشعبية مثل العود الذي لا يمكن اعتباره آلة أوركسترالية، ورغم ذلك قد يكون هناك رغبة في زمن لاحق (بين المؤلفين والعازفين السوريين) في تشكيل أوركسترا تعتمد آلات تقليدية شرقية، وإن حدث أمر كهذا فإنه أمر في غاية الأهمية.
فيما يتعلق بخروج أصوات تنادي بالعودة إلى التخت الشرقي والحفاظ على الآلات الموسيقية التقليدية وإعادة إحيائها بقوة من جديد، يجد طه أن الطريقة النموذجية الصحيحة للحفاظ على الموروث الموسيقي -ومن ضمنه الآلات- هي أن نكون في قلب العالم بطريقتين وفقاً لوجهة نظره:
إما أن نكون كحالة سياحية متحفية، أو
نكون فاعلين بأدوات عصرية لها علاقة بالموروث العالمي
ما أراد طه تأكيدَه هو أن الأوركسترا لا تلغي الآلات التقليدية بل تزيد فهمنا لها بطريقة مختلفة تعتمد تعددية الأذن السماعية.
أما فيما يتعلق بظهور مؤلفات موسيقية لسوريين مؤخراً في الفرق والمعاهد الموسيقية، فيعتبر طه ذلك نتاجاً طبيعياً صحياً لمعهد يؤسِّس لكوادر منذ خمس عشرة سنة، وذلك يعكس انطباعاً وصورة مهمة لسورية على الصعيد الفني الموسيقي العالمي بوصفها حالة حضارية.
يذكر أن المحاضرة القادمة ستتناول التذوق الموسيقي عامة (سوناتا، والسمفوني، وكونشيرتو) وفي الموسيقى العربية (سماعي، وموشح).

رياض أحمد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق