بعد ثلاثة عقود من الاغتراب

09 02

أحمد أبو زينة في أول معرض له في سورية

انتقل من دمشق إلى دولة قطر الشقيقة، وعمل ما يزيد على ثلاثة عقود في تصميم وتنفيذ وزخرفة القصور، والفيلات، والمباني الكبيرة. كان وما زال لماح الفكر، متوقد الذهن، يتسربل بخلق جم. هكذا عرفه أساتذته وزملاؤه في قسم الزخرفة في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق في ستينيات القرن الماضي، وبعد تخرجه مع طلاب الدفعة الرابعة في العام 1970.
مصور جريء وصريح يقوم تصويره على أسس تجريدية باهرة. فهو يصور بالألوان الأضداد، ويفسح المجال ليتضارب الأبيض والأسود والأحمر التي يصالح بين تجمعاتها في أعماله بلمسة زرقاء لازوردية، أو لمسة خضراء فاتحة. إن عالم الفنان التشكيلي أحمد أبو زينة عالم جمالي بحت، تتعلق به العين، ويحبه القلب، ولا تدخل في دنياه الكلمات والمشاعر المباشرة.
وبعد إقامته العديد من المعارض الخارجية خلال سنين اغترابه، قرر الفنان التشكيلي أحمد أبو زينة إقامة المعرض الأول له في بلده سورية، واختار صالة السيد للفنون التشكيلية التي يصفها أنها «صالة الرواد»، ومن الصالات الأولى التي ضمت رواد الفن التشكيلي في سورية.

لوحات من الإكليريك والزيتي على القماش والخشب، يقول فيها الفنان في تصريح لـ «اكتشف سورية»: «في التجريد لا يفصح الفنان عن المشاعر التي يحملها في صدره، لأنها وظيفة اللوحة التي تقوم بنقل المشاعر والأحاسيس الموجودة في ذهنه».
امتلأت لوحات أبو زينة بالألوان الصارخة التي قامت على التضاد، إذ لا وجود للانسجام بينها، ومكنه عمله الطويل على التكوينات الحرة أخيراً من الوصول إليها.
ويقول : «أشعر بقدرتي على التعامل مع التجريد، فهو الوحيد الذي يجعلني قادراً على التعبير عن مشاعري وأحاسيسي».
وعن انطباعاته وقراءته للمعرض يقول الأستاذ حسان موازيني في تصريح لـ «اكتشف سورية»: «إن السنوات الطويلة التي عاشها أحمد أبو زينة في الخارج جعلته أكثر إحساساً باضطرابات الحياة والحنين. عنده نوع من الثورة على ما يحيط به، والتي اكتسبها من السنين الطويلة في بلدان العمل، والأشغال التي لا يعامل الناس فيها على قدم المساواة. صرخات قوية نستشفها من لوحاته، جريء في استخدامه للألوان، مع وجود إنساني خفي ومعذب بوجوه محورة فقدت ملامحها ومعذبة نفسياً ومادياً. يضع في لوحته بقعاً بيضاء فيها شيء من الأمل. إن الفنان أبو زينة بركان هادئ قد ينفجر في أي لحظة».
وفي قراءة للفنان التشكيلي نذير نصر الله يقول: «هناك منطق واضح في تفكير الفنان أحمد أبو زينة، والعقل هو اللاعب الأكبر في الحديث الذي طرحه في لوحاته، وهو لم يخرج عن مجال اللوحات التي لن نمل النظر إليها مدى الحياة».


حسان هاشم

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

محمد عثمان:

انا عاشق للزخرفة ارجوك المساعدة والتوجية

sudan