قوافل الجاز الاسكندنافية تحط رحالها في تدمر

25 11

سحر قلعة تدمر ووادي القبور حفز الموسيقيين لتقديم عزف شاعري متميز

قدم الثلاثي ليستن لموسيقا الجاز من أوسلو النروج على مسرح المركز الثقافي العربي في تدمر ثماني معزوفات اثنتان منها للتانغو من أمريكا اللاتينية ومعزوفة لأغنية من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تميز العزف بمقطوعة الأغنية المستلهمة من ارث موسيقى الزنوج المستمدة من أغاني الفيس برسلي الذي أضاف نكهة خاصة لموسيقى امتدت عبر القارات الخمس.
وقُدمت المعزوفات تباعاً متنقلة من ثلوج المناطق الباردة إلى حبات رمل تدمر التي أتعبها الجفاف لسماع هذه الموسيقى التي لم يتعود عليها ساكنوها من قبل.
وبدأت الفرقة بالعزف على آلات النفخ الترومبيت والسكسفون بمرافقة خلفية العازف البيانو الذي قاد العازفين بالدمج مع آلات النفخ النحاسية، حيث تميز عازفا المقطوعة الأولى بالهدوء والسكينة ثم تعالت وتعانقت الموسيقى مع أطراف سعف نخيل مدينة أذينة وزنوبيا.
وانتقل العازفون إلى معزوفة أخرى صادحة الهبت خيال مستمعيها مع الذهول والنظر للقدرات الفائقة لعازفي جميع الآلات، بعدها انفرد عازف البيانو بمقاطع لتشوبان اندمجت مع الأصوات النافخة بتلاقي لون ألهب السلم الموسيقي بتدرجاته كمحك إزميل ينحت على أحجار مدينة القوافل، وربما كان شرود الجمهور بسبب عدم اعتياده على هذه التحف الفنية الفريدة لمعزوفات قد نمر عليها من خلال شبكات الفضائيات التي تنفرد بتلك المعزوفات، لكن لقاء الفرقة الحماسي مع الحضور ألهب الصالة أخيراً بالتصفيق الحاد مودعين أذنا موسيقية شاركت فيها خفاف قوافل الحرير التي نقلت ارثها بمودة ومحبة للتواصل مع كافة الشعوب.
يقول قائد الفرقة الفنان «بندك جيسكي» عن مدى تجاوب الجمهور مع العازفين: «إن جمهور تدمر كان منسجماً ومتفاعلاً جداً مع المعزوفات والعازفين وتأثر تأثراً كبيراً مع المقطوعات الموسيقية التي صفق لها طويلاً».
وأوضح مدير المشاريع الثقافية الاسكندنافية السورية «سعدو مرشد» في هذا السياق أنه أثناء قدوم الفرقة إلى تدمر قادمة من اللاذقية بدأت الطبيعة الجغرافية المفتوحة تتغير وشرحت لأعضاء الفرقة قبل وصولنا عن عائلة أذينة وزنوبيا العربية كما كنت أحدثهم انه وراء هذا الجبل سوف تكتشفون تدمر بصحرائها وشمسها وجبالها وبدأ سحر المكان مع قلعتها الشامخة ووادي القبور والقصور حيث انعكست هذه المناظر على أداء الموسيقيين ما حفزهم لتقديم عزف شاعري متميز.
ورأى أعضاء الفرقة أن الموسيقى العربية غنية بتراثها ولدينا إعجاب كبير بالمقطوعات التي تقدمها ونرغب التعلم من الموسيقيين العرب والعزف إلى جانبهم مستقبلاً.
ونوه أعضاء الفرقة إلى أنهم أقاموا على مدار يومين ورشة عزف في المعهد العالي للعلوم الموسيقية بدمشق مؤكدين أنهم تعلموا الكثير من الطلبة والأساتذة، كما اطلعوا لأول مرة على السلم الموسيقي العربي عزفاً والذي لم يعرفوا شيئاً عنه من قبل.
يشار إلى أنه سيكون هناك لقاء آخر ولأول مرة للعازفتين الثنائي سيسيلف فيرا بترسين وراندي يونتوبيدان من النروج مع ألوان من الموسيقى الشعبية الملونة بالجاز في المركز الثقافي العربي بتدمر في الثاني من شهر كانون أول المقبل.
وفي اليوم التالي تقام ورشة عمل موسيقية في بيت القوافل التدمرية مع عازفين من تدمر على الربابة والعود من أجل التبادل الثقافي والتعريف بالفنون الشعبية لبادية العرب.


عدنان الخطيب

سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق