باريس دمشق رؤية متبادلة

كلوديا كاردينالي: سأعود مرة أخرى لأزور تدمر

ناضلت كثيراً من أجل النساء في كل أنحاء العالم

09/تشرين الثاني/2008


رمزٌ من رموز السينما الأوروبية والعالمية والتي كانت حلم كل من عمل في السينما أو شاهدها، حيث ظلت «كلوديا كاردينالي» ولسنوات طوال فتاة الأحلام المثالية التي غازلت عقول وعواطف شباب الستينيات والسبعينيات حول العالم في زمن السينما الجميل الذي عاشته كملكة منحت فيه أرقى الألقاب لتسمى مرة «آلهة الحب» وأخرى «أيقونة الأنوثة الساحرة».

أول أفلامها كان مع عمر الشريف وتتالت الإنجازات ولم تتوقف ليصبح رصيدها أكثر من مئة وخمسين فيلماً بمشاركة أبطال السينما العالمية ونجومها حول العالم وتحت إدارة أهم المخرجين العالميين والمحليين مصحوبة بجوائز ايطالية وأوروبية وعالمية، بعد أن كانت انطلاقتها من تونس التي ولدت وانطلقت منها إلى ايطاليا جذور والدها، وإلى السينما التي لم يتوقف شغفها بها إلى اليوم ومازالت تنتج وتمثل إلى هذه اللحظة فالزمن لم يزدها إلا توقاً لصنع المزيد، إغناء لكمية الجمال التي تسكن دواخلها والذي بدأ يلمسه الناس في مشاركتها لهمومهم ولقضاياهم الحياتية والاجتماعية.

فلم يبعدها جمالها وشهرتها عام 1968 من النزول إلى الشارع والمطالبة بحق المرأة في الحرية والطلاق والمساواة وتعمل منذ سنين وقبل تنصيبها سفيرة للنوايا الحسنة مع منظمات دولية لمواجهة مرض الإيدز وأنشطة كثيرة حول العالم تتعلق بحماية البيئة.

كلوديا كاردينالي كانت إحدى الضيفات المكرمات في مهرجان دمشق السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة ووجدنا صعوبة بالغة في لقائها والحديث في المهرجان وفقا لقرارات تنظيمية داخلية كنا حائرين بشأنها بسبب توقنا الغامر للاحتفاء بهذه الشخصية العظيمة وهي في بلدنا، وفرصة رائعة كانت تلك الدقائق القليلة التي التقيناها بها.

هل هي المرة الأولى التي تزورين بها سورية؟
نعم هي المرة الأولى.

كيف وجدتها؟
إحساس رائع. زيارة جميلة جداً.

هل زرت دمشق القديمة؟
بالطبع وكل الأماكن الأثرية. أدهشتني تدمر وكنت قد قرأت عنها في الماضي لكنني لم أتوقعها بهذه الروعة. ركبنا الجمل ومشينا بين أعمدتها كانت لحظات لا تنسى من حياتي واستغربت كثيراً من ذلك الصبي الذي قاد الجمل فهو يعرف التكلم بكل اللغات.

كيف ترين السينما اليوم هل تختلف عن السينما القديمة؟
كنت محظوظة جداً لأنني مثلت الكثير من الأفلام حول العالم وعملت من خلالها في كل العالم أميركا استراليا وروسيا، في كل مكان. اعتقد أن السينما في الماضي والتي كانت تصنع في الستينيات والسبعينيات كانت تشبه صناعة الحلم.. فقد كنا نحلم في الأفلام. أما اليوم فقد تغيرت وأصبحت أقرب ما يكون إلى «البيزنيس» وأقرب إلى الاستثمار. أعتقد أنها في السابق كانت أجمل وأعرف هذا من خلال الرسائل التي أتلقاها من أنحاء العالم من الناس الذين كانوا دائماً يتحدثون عن أفلامي القديمة.

ما الذي حصل برأيك ولماذا لم يعد متاحاً إلا الفيلم الأميركي؟ هل هي هيمنة سوق الاستهلاك؟
لا أظن ذلك ولكن ربما بسبب دخول التلفزيون الذي أزاح قليلا اهتمامنا بالسينما ومع ذلك فما زالت السينما تقدم أفلاماً رائعة. ولكن لم تعد تصنع وتوزع كما كانت في السابق على طريقة الـ«co- production» منتج مساعد، التي كانت تسمح للفيلم بأن يخرج من حدود البلاد إلى كل العالم كما كان في الستينيات والسبعينيات وأنا احرص دائماً على إنتاج أفلام تتبع نفس طريقة الإنتاج لذلك كان الفيلم يشاهده كل الناس في كل أنحاء العالم. لكن أعتقد أنه من الصعوبة أن نشاهد كل الأفلام من كل العالم.

كامرأة كيف تنظرين إلى رحلتك الغنية في الحياة؟
أكثر من أربعين سنة في صناعة الأفلام هي حياة غنية ومهمة كانت ملأى بالناس المحبين والداعمين لي عملت مع أهم المخرجين الذي لم أكن أتصل بهم بل هم من كانوا يتصلون. وفي حياتي كنت دائماً أفصل بين عملي وحياتي الخاصة والأسرية وربيت ولدين لهما علاقة بالفنون ولكن ليسوا ممثلين. ابنتي تصنع الأفلام وتكتب قصصاً وتعزف الموسيقى بعد أن درست في بريطانيا وتصمم مهرجانات لها علاقة بحماية البيئة والكوكب وعلاقتنا عظيمة مثلما هي علاقتي بابني الذي عاش في نيويورك ولكن اليوم مستقر في ايطاليا ويعمل في تصميم الأزياء.

لك نشاطات مميزة في مساندة حقوق المرأة حول العالم؟
أنا أعمل مع اليونيسكو منذ سنين، وموقعي هو من أجل الدفاع عن حقوق النساء في كل العالم وأعمل أيضاً مع جمعيات حماية البيئة والكوكب، وفي السنة الماضية نظمنا مؤتمراً من أجل الكوكب، مثلما أعمل مع جمعيات ومنظمات تتعلق بمرض السيدا، وكنت في الكاميرون منذ ثلاثة أشهر برفقة البروفيسور «مونتانييه» الحائز جائزة نوبل لمساهمته في مجال مرض السيدا.

لماذا تساندين المرأة؟
ناضلت كثيراً من أجل النساء في كل أنحاء العالم لأنني أعتقد أن الرجل والمرأة متساويين في الحرية والحقوق ولكن المرأة أهم من الرجل لأنها تنتج الحياة وبجانب كل رجل عظيم امرأة عظيمة ولدينا في العالم نساء مهمات جداً.

ماذا عن آخر أعمالك السينمائية؟
أنجزت فيلما منذ فترة قريبة وأنا مسافرة اليوم لإنجاز بعض الترتيبات صوّرناه في تونس، ولدي ثلاثة أفلام تنتظرني لكي أقوم بها، واحدٌ منها عن البير كامو سيصور في الجزائر وتونس. نعم أنا دائماً أعمل.

ماذا ستقولين لأصدقائك عن سورية؟
سأعود قريباً إلى سورية لأنني أحببتها كثيراً وسأعود لأزور تدمر وأعتقد أنه من الجميل والمهم إقامة مهرجان كهذا المهرجان في سورية، وكان مهما لي أن أشاهد هذه الآثار الرومانية العريقة في كل مكان. «ممازحة» تلقيت عروضاً كثيرة للزواج أيضاً.

في هذا الصباح نجح أوباما ليكون أول أسود رئيساً لأميركا كيف تنظرين إلى هذا الحدث؟
أتابع سير النتائج منذ البارحة وسهرت طوال الليل وأنا أشاهد ما تبثه القناة الإيطالية «رايونا» التي تابعت كل تفاصيل نتائج التصويت إلى الصباح الباكر وكانت مشاهدة أوباما وهو يفوز أمراً مبهجاً ورائعاً واعتقد أن كل إنسان في أوروبا كان يؤيد أوباما.



فاديا أبوزيد


الوطن


مواضيع ذات صلة
- الدراماتورجيا في ندوة فكرية لمهرجان دمشق المسرحي
هل رهنية مسرحنا العربي تستدعي أن يكونَ لدينا الدراماتورج؟

- مهرجان دمشق المسرحي يتابع عروضه وسط ازدحام في صالات دمشق
وجود مستوى مهم من الرؤى المسرحية الواعدة يقوم بها جيلٌ جديد

- دمشق تختتم مهرجانها السينمائي
الذهبية للفيلم التشيكي قوارير مستعادة

- تظاهرة أفلام الراحل يوسف شاهين في مهرجان دمشق السينمائي
تكريماً له كمخرج محترف قدم أفلامه بعين مختلفة

- كاترين دونوف: سورية بلد رائع لم يعط أسراره كلها
السينما حاليا تحاول أن تكون أكثر قُرباً من الناس

- صالح أوقروت: السينما السورية متميزة بكوادرها الجادة
هالة محمد: لا يوجد في سورية طقس سينمائي

- مهرجان دمشق السينمائي يحتفي بالمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي
من أهم رواد سينما الحقيقة الروسية

- مهرجان دمشق السينمائي يختتم اليوم
يتوقع المراقبون ألا تخضع نتائجه لسياسة التسويات

- منال سلامة: استمتعت بحفل الافتتاح
أنا مسرحية بالدرجة الأولى وأدرك أهمية العمل

- سوسن بدر: المهرجان يستحق صفة الدولي
ضرورة إعادة عرض الأفلام بعد المهرجان


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
سامي الدروبي
سامي الدروبي
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر