تعلمت معنى أن يكون الجمهور واقفاً إلى جنبي

09/تشرين الثاني/2008

استطاعت النجمة السينمائية ناديا الجندي أن تعايش الكثير من قضايا المجتمع عبر تاريخها الفني الطويل، كما أثبتت عبر مسيرتها وتجربتها الفنية أن الفن لا يمكن أن يكون إلا رسالة ترفع من شأن المجتمع عبر طرح قضاياه ومعالجتها له ليعكس واقعا ينبض بحياة الناس وهمومهم.

وبعد 52 فيلماً وعدد من الأعمال التلفزيونية الناجحة، وبعد ما تحولت ناديا الجندي إلى حلم كل رجل وبعد ما نقلت صورا مختلفة من النساء ونجحت في تكوين هالة قوية حول المرأة المسيطرة التي هزت عرش مصر، كرمها اليوم مهرجان دمشق السينمائي الدولي في دورته 16 واستضافها في مؤتمر صحفي بعد ما حظيت بهذا النجاح الكبير واستحقت لقب «نجمة الجماهير».

وعبَّرت الجندي خلال هذا اللقاء عن سعادتها بوجودها بين شعب سورية العريق الذواق للفن وعن تكريمها تقديراً لمشوارها الفني الطويل الغني بالأعمال الهادفة والممتعة، كما أبدت إعجابها بهذه الاحتفالية التي يمكن أن تشكل خطوة مهمة جداً على طريق صناعة السينما.

ومن جهة أخرى تحدثت ناديا الجندي عن بدايتها وعشقها للفن منذ الطفولة ومحاولتها لتحويل الفن إلى رسالة، وأضافت إنها لا تزال تشعر بأن المشوار أمامها أطول وأصعب من السابق بسبب الثقة التي منحها إياها الجمهور الذي لابد لها من أن تحافظ عليه عبر تقديم أعمال هادفة تتسم بالجدية ولاسيما أن الأفلام المصرية التي عرضت خلال السنوات السابقة لم تكن بالمستوى المطلوب وكأنها تائهة ضمن هذا العالم الذي يعج بالأحداث، ومع ذلك لاقت هذه الأفلام إقبالا جماهيريا واسعا وهذا ما أخافها لذلك قررت الابتعاد لأن الفنان قادر على أن يسجل موقفاً بانسحابه من السينما ولن تعود إلا مع الأفلام السينمائية التي تشبع العقل والوجدان، ونوّهت أيضاً بأن الأفلام الكوميدية السطحية بدأت بالتراجع كما بدأ الممثلون يشاركون مشاركة فعالة في تلك الأعمال لذا تفاءلت ناديا الجندي بأن تستعيد السينما المصرية قوتها، وخلال هذه الفترة ارتأت هذه الفنانة أن تتجه إلى عالم التلفزيون والدراما لكن ضمن مفهومها السينمائي.

فقد حاولت النجمة المصرية أن تمثل في المسلسلات الدرامية بنفس جودة السينما وهذا ما حقق لها النجاح فكان مسلسل «مشوار امرأة» ومسلسل آخر سياسي قومي، وأشارت إلى أن هذا لن يمنعها أيضاً من العمل في أعمال سينمائية أخرى، وستكون سعيدة في حال شاركت بالتمثيل في مسلسل سوري درامي لإعجابها بالدراما السورية وما حققته من نجاح على الخريطة الدرامية وأوضحت أن مسلسل أسمهان كان من أجمل المسلسلات لهذا العام.

وعن ناديا الجندي بعد هذا المشوار الطويل قالت: «يتغير الإنسان ويتجدد على مدى الحياة خاصة الفنان أو الممثل الذي يجب عليه أن يواكب تطورات العصر ويتغير ويعمل على تطوير نفسه وخلال هذه التجربة تغيرت نظرتي للفن وصرت أكثر تماسكا في مواجهة الصعاب، عرفت كيف أقدم أعمالاً أثبت فيها ذات الفنان، كما تعلمت معنى أن يكون الجمهور واقفاً إلى جنبي وأن الأشياء الصغيرة التي تشدني للخلف لا أعطيها أي اهتمام».