باريس دمشق رؤية متبادلة

فراس إبراهيم:إلى متى سنبقى محرومين من السينما السورية؟

المهرجان فكرة حضارية

08/تشرين الثاني/2008


يُعد مهرجان دمشق السينمائي، ذلك الحدث الذي أصبح سنوياً بعد أن كان كل سنتين مرة، احتفالاً يجتمع فيه الفنانون، والمخرجون والكتاب والممثلون والمؤلفون من كل البلدان وفي مكان واحد وهو فرصة للصحفيين قد لا تتكرر في بقية أيام العام، حيث ينزل الصحفي إلى أماكن تجمع الفنانين لالتقائهم وإجراء حوارات عفوية معهم دون ترتيب أو استعداد لأي سؤال.

في فندق الشام يجتمع أكبر عدد من الفنانين السوريين والعرب يتناقشون ويتبادلون الخبرات والأحاديث ويبدون آراءهم بما يعرض من أفلام خلال دورة المهرجان، ومن بين الفنانين السوريين التقت «الوطن» الفنان فراس إبراهيم مصادفة، وكان معه اللقاء التالي:

ما رأيك بتغيير توقيت المهرجان من كل سنتين ليصبح كل سنة مرة؟
المسألة شكلية، ولكن السؤال هل هذا التغيير مفيد أم لا؟من الناحية النظرية مفيد لأنه فرصة تتيح التقاء الفنانين ببعضهم بعضاً، كما تتيح لنا رؤية سينما، والتقاء الصحفيين الذين لا نستطيع رؤيتهم إلا نادراً في المهرجانات المسرحية والسينمائية.

هناك سؤال يتردد في ذهني: إلى متى سنستمر بإقامة المهرجانات، وإلى متى سنبقى محرومين من السينما السورية، فالناس أصبحوا تواقين للسينما السورية، فأين السينما السورية؟وإلى أي حد يجب أن تسير بالتوازي مع نجاح الدراما التلفزيونية؟ مع العلم أن السينما سبقت التلفزيون بمراحل في سورية، ورغم ذلك لا يوجد إلا فيلم أو فيلمان في السنة وغير مشاهدة أيضاً فهي مخصصة للمهرجانات فقط، وهذا يعني أننا سنبدأ من الصفر في السينما، لذلك لابد أن يكون لدينا بنية تحتية سينمائية من استوديوهات وبلاتوهات وكاميرات ومواد خام ودور عرض تحمي أي مُنتج في حال فكر دخول مجال السينما حيث يتأكد من أن الناس سترى أعماله.

حاليا فيلم السينما يوضع في العلب أو المكتبة، هناك جيل كامل عمل في السينما وشارك بأفلام لم يشاهدها أحد، وهناك نجوم بالتلفزيون نالوا شعبية وجماهيرية في العالم العربي ولم يستطيعوا دخول السينما، وهذا مصير سيئ يتعرض له الفنان الذي يعمل بالتلفزيون فلا يتمكن من العمل في السينما ومن ثم يحرم من الخلود.

لكونك منتجاً ألا تفكر بخوض تجربة الإنتاج السينمائي؟
بالتأكيد أفكر بموضوع الإنتاج السينمائي ولكنني أحتاج لحماية، أستطيع أن أفكر بالإنتاج ولكن لا أستطيع التفكير ببناء البنية التحتية، فالدولة إذا بنت الجسر يمكنني أن أزرع شجرة أو أدهن رصيفاً لكن لا يمكنني بناء الجسر، ففي حال توفرت لي البنية التحتية فسأكون فعالاً، لا يمكنني أن أنتج فيلماً سينمائياً دون أن أجد مكاناً أعرضه فيه، الفيلم السوري يحتاج لحماية بالبنية التحتية، وهذه ليست مهمة أشخاص وليست رغبة بل هي إرادة فعالة.

خلال هذه السنوات حضرت قرابة عشرة مهرجانات وفي كل مهرجان يسألني الصحفيون نفس الأسئلة، أنا نفسي عندي رغبة والإدارة عندها رغبة والنقاد لديهم رغبة والدولة لديها رغبة ولكن من المبادر الذي سيقوم بالخطوة الأولى؟ فالرغبة وحدها لا تكفي.

ما الفائدة التي تعود على السينما السورية من مهرجان دمشق السينمائي؟
هذا المهرجان يشكل دلالة على محبة الناس للسينما، وهو تأكيد لوجود مهتمين بالسينما، فالمهرجان فكرة حضارية، وهو رسالة للآخرين تعكس صورتنا الحقيقية، فنحن أناس لدينا سلام وآمان وحب ودفء ومهرجانات، فمن خلال المهرجان نستطيع أن نقول الكثير، ليس فقط إنه لدينا سينما.

هل دعيت للمشاركة في فيلم سينمائي سوري؟
أبداً، على ما يبدو وجهي غير سينمائي!على العموم لا تستطيع أن تملي على الآخرين أن يروك كما تحب أنت أن يروك، ولكن لابد أن يأتي يوم يروك فيه مقنعاً في مكان ما، فأنا لا أستطيع أن أعتب على أحد لم يرني، قد يكون الخطأ مني لكوني لم أقدم نفسي له بالشكل المقنع سينمائيا، ولكنني أنا مثل الجيل كله أحزن على هذا العمر الذي أقضيه في التلفزيون على حين كان باستطاعة السينما أن تستغلنا أفضل استغلال وكان ممكن أن يكون لنا شأن آخر بالسينما، على مستوى الاسم والشهرة وفائدة الناس وعلى مستوى الأفكار التي ممكن أن نقدمها، على كل الأحوال الأوان لم يفت بعد.

هل تابعت فيلماً من أفلام هذه الدورة؟
تابعت مجموعة من الأفلام وهي جيدة.

بعيداً عن السينما قليلاً، أنت أول من شارك بالدراما المصرية ألا تفكر بالعودة إلى الدراما المصرية؟
أنا عملت في الدراما التلفزيونية المصرية من سنة الـ85 إلى سنة الـ90، شاركت بحوالي 8 أعمال وعملت بالمسرح والإذاعة. في آخر سنة الـ89 عدت إلى سورية، بدأت «بشجرة النارنج» وهو أول عمل سوري لي عملت 80 مسلسلاً في سورية وانقطعت نحو 10 سنوات عن مصر لم أرجع خلالها أبدا رغم أن والدتي مصرية.
في الفترة التي عمل فيها زملائي «تيم حسن» و«جمال سليمان» جاءتني عروض وفرص، ولكنها فرص لم تتجاوز فرصي في سورية، شعرت أنني سأنتقل جغرافياً فقط. يوم ما لابد أن تأتي الفرصة المناسبة التي ستوصلني إلى الجمهور المصري بشكل جيد.

مسلسل «أسمهان» كان بالنسبة لي فرصة جيدة للتعاون بشكل طبيعي وغير مفتعل فكان اللبناني لبنانياً، والمصري مصرياً، والسوري سورياً، دخلت اللهجات ببعضها بعضاً، فكان هناك انسجام جميل تحدث الناس عنه. ولو كان ممثل سوري يتحدث المصرية أو العكس فستبدو القصة مفتعلة ومركبة، وهذا لا يعني أنني سأرفض فرصاً جيدة لمجرد الرفض، ففي حال وجدت الفرصة التي ممكن أن تنقلني لمرحلة أخرى فمن المؤكد سأكون موجوداً، لأن المكان لا يهمني، ما يهمني قصة العمل وما إذا كان سيضعني في مرحلة ثانية، أم سنجتر نجاحاتنا وسنكرر ما فعلناه في سورية.




الوطن


مواضيع ذات صلة
- الدراماتورجيا في ندوة فكرية لمهرجان دمشق المسرحي
هل رهنية مسرحنا العربي تستدعي أن يكونَ لدينا الدراماتورج؟

- مهرجان دمشق المسرحي يتابع عروضه وسط ازدحام في صالات دمشق
وجود مستوى مهم من الرؤى المسرحية الواعدة يقوم بها جيلٌ جديد

- دمشق تختتم مهرجانها السينمائي
الذهبية للفيلم التشيكي قوارير مستعادة

- تظاهرة أفلام الراحل يوسف شاهين في مهرجان دمشق السينمائي
تكريماً له كمخرج محترف قدم أفلامه بعين مختلفة

- كاترين دونوف: سورية بلد رائع لم يعط أسراره كلها
السينما حاليا تحاول أن تكون أكثر قُرباً من الناس

- صالح أوقروت: السينما السورية متميزة بكوادرها الجادة
هالة محمد: لا يوجد في سورية طقس سينمائي

- مهرجان دمشق السينمائي يحتفي بالمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي
من أهم رواد سينما الحقيقة الروسية

- مهرجان دمشق السينمائي يختتم اليوم
يتوقع المراقبون ألا تخضع نتائجه لسياسة التسويات

- منال سلامة: استمتعت بحفل الافتتاح
أنا مسرحية بالدرجة الأولى وأدرك أهمية العمل

- سوسن بدر: المهرجان يستحق صفة الدولي
ضرورة إعادة عرض الأفلام بعد المهرجان


تعليقات القراء

المشاركة في التعليقات:

*اسمك:
الدولة:
بريدك الإلكتروني:
*تعليقك:

الحقول المشار إليها بـ (*) ضرورية

ضيف اكتشف سورية
سامي الدروبي
سامي الدروبي
دمشق القديمة
غاليري اكتشف سورية
غاليري اكتشف سورية
 

 


هذا الموقع برعاية
MTN Syria

بعض الحقوق محفوظة © اكتشف سورية 2008
Google وGoogle Maps وشعار Google هي علامات مسجلة لشركةGoogle
info@discover-syria.com

إعداد وتنفيذ الأوس للنشر
الأوس للنشر