لي الشرف أن اعتمد التصميم كجائزة سنوية

08/تشرين الثاني/2008

الهوية البصرية لمهرجان دمشق السينمائي في نسخته السادسة عشرة جاءت مميزة ومعبّرة ولاقت صدى طيباً لدى المتابعين، إذ نجح الفنان المصمم رامي وقاف بلفت الأنظار مازجاً في تصميم «اللوغو» بين البساطة والعمق، متكئاً على عمق الحضارة السورية وتراكم عطائها الفكري وطابعها المميز في هوية لها خصوصيتها واستمراريتها.

الهوية البصرية للمهرجان خلت من التعقيد وأعطت لنسخة هذا العام طابعاً احتفائياً بالسينما وطابعاً بالوقت ذاته، احتفائياً بدمشق كعاصمة للثقافة العربية ولم يكن المتابع للمهرجان في كل مطبوعاته أو منشوراته أو حتى بطاقات الدعوة بحاجة إلى كثير من الجهد كي يكتشف جمال التصميم وإيحاءاته الدلالية المعبرة والمتآلفة مع مختلف الأذواق والمستويات الثقافية، ما خلق منذ البداية انطباعاً مريحاً وعلاقة حميمية مع المهرجان ولم تخلق الهوية البصرية للمهرجان أي حالة من التصادم أو الاستعلاء، الأمر الذي أشاع أجواء من المودة وكسر الحواجز وإذابة الجليد وهو ما يعكس أهداف المهرجان في التواصل مع السينما كفن ومع المهرجان الذي يقام في دمشق كرسالة موجهة في مضامينها العريضة إلى السينمائيين في العالم رغبة من دمشق في حوار حضاري يقوم على الأبواب المشرعة للقيم الإنسانية النبيلة تعارفاً والتقاءً ضمن الخصوصيات على اختلاف منابعها ومشاربها انطلاقاً من الفن السينمائي الذي يحظى بعشق عالمي.

وحول الهوية البصرية للمهرجان يقول الفنان رامي وقاف صاحب فكرة التصميم لـ«الوطن»: «إنّ الأستاذ محمد الأحمد مدير عام المؤسسة العامة للسينما مدير المهرجان طلب منه أن يراعي في التصميم الهوية الثقافية لدمشق وعراقة الثقافة السورية والفن السينمائي باعتبارها فناً جديداً فكان "لبوستر" عبارة عن شريط سينمائي يصطدم بأعمدة عمرانية قديمة ترمز للعراقة والثقافة السورية، وهذه الأعمدة راسخة كالصرح وقد تصدع أو تهدم كل شيء أمامها لتظل واقفة شاهدة على عمق الحضارة السورية وعندما يصطدم الشريط السينمائي بالأعمدة يتشكل "كلاكيت" سينمائي وهنا يتحول التصميم من التاريخي إلى مكون حديث».

واللافت في التصميم البصري أنه على بساطته يتحمل كثيراً من الإسقاطات أو الدلالات فعدد الأعمدة ستة يعلوها سابع والفنون ستة وسابعها الفن السينمائي، وتأتي الإضاءة لتعطي دلالة الإشعاع والدهشة، وجاء الشريط السينمائي على جانبي الأعمدة كبساط أحمر ليوحي بالاحتفاء بالنجومية من مخرجين وممثلين ونجوم سينمائيين، بينما عانق الشريط السينمائي في موقع آخر الغيوم كدلالة على الرفعة والسمو والسحر أيضاً، وهذه كلها العناوين العريضة للسينما كفن ساحر ومدهش.

الفنان رامي وقاف كان قد قام أيضاً بتصميم جائزة المهرجان التي تمّ اعتمادها في نسخة المهرجان في دورته الماضية، وعن تصميمه الجائزة يقول لـ«الوطن»: «خطرت لي الفكرة منذ سنوات وعندما عرضتها على المؤسسة لاقت استحساناً وإعجاباً من السيد محمد الأحمد مدير عام المؤسسة الذي طلب من وقاف نماذج عن أعماله النحتية، وبعد لقاءات عدة ونقاشات طلب الأحمد مجموعة من التعديلات على التصميم، وبعدما تم تنفيذها كان تعليق الأحمد "هذا أجمل تصميم يقدم إلى المؤسسة" ليتم اعتماده، الأمر الذي وجد فيه وقاف محطة اعتزاز، وخاصة أنه وجد في الأحمد رجلاً مثقفاً ومطلعاً ودمثاً ويصغي بكل اهتمام».

وحول تصميم الجائزة يقول وقاف لـ«الوطن»: «عبارةٌ عن ثلاث بكرات سينمائية يعلوها الوردة الدمشقية التي فاح عطرها وعبيرها إلى العالم، فتحول العبير إلى شريط سينمائي يخرج من الوردة تتفحصه فتاة كرمز للعطاء والجمال فكانت الجائزة مزيجاً من عناصر منسجمة متآلفة لتشكل جائزة ذهبية»، ويضيف وقاف «لي الشرف أن اعتمد التصميم كجائزة سنوية»، هنا يدين وقاف بالفضل إلى فريق عمل المؤسسة العامة للسينما وإلى أفكار ورؤى السيد محمد الأحمد مدير المهرجان ولمساته التي أعطت التصميم شكلاً نهائياً يليق بمهرجان دمشق الدولي.