أطروحة «سنان عابد» لنيل الماجستير في الاقتصاد بعنوان: أثر السياسات الاقتصادية على القطاع الزراعي في سورية 2001-2003

23 تموز 2016

.

ناقش سنان عابد رسالة الماجستير في الاقتصاد بكلية الاقتصاد بدمشق أمام لجنة الحكم والتي تألفت من الدكتور محمود زنبوعة مشرفاً، والدكتورعابد فضلية رئيساً والدكتور ثائر سلطان عضواً. وجاءت الرسالة بعنوان أثر السياسات الاقتصادية على القطاع الزراعي في سورية 2001-20011، وتطرق عابد فيها لمسائل عديدة تمحورت بين دفتي السياسات الاقتصادية والقطاع الزراعي، باحثاً عن أجوبة لعدة أسئلة مثل: هل السياسات الاقتصادية المتبعة تجاه القطاع الزراعي ساهمت بالحفاظ عليه وتطويره؟ وما هي انعكاساتها على الواقع الاجتماعي؟، وهل هنالك سياسات وإجراءات كفيلة لإعادة هذا القطاع كمصدر هام في الاقتصاد الكلي؟، وبالتالي خلق «عابد» حواراً جدياً بينه وبين لجنة الحكم وفي النهاية نال الماجستير بدرجة الامتياز (87%).


سنان عابد مع عميد كلية الاقتصاد الدكتور عدنان غانم ولجنة التحكيم

حضر «اكتشف سورية» النقاش حول هذه الأطروحة وألتقى الأستاذ سنان عابد بتاريخ 22 تموز 2016، حيث بدأ الحديث عن بحثه هذا بالقول: «من خلال فرضيات البحث هناك التعرف على خصائص الزراعة السورية وأهم مراحل تطورها، وأهميتها على صعيد الاقتصاد الكلي، وآثار الاتفاقيات الإقليمية والدولية على القطاع الزراعي السوري، أيضاً الآثار الاقتصادية والاجتماعية للسياسات المتبعة تجاه القطاع الزراعي في سورية خلال فترة الدراسة. والوصول إلى نتيجة يصل البحث من خلالها إلى وضع مقترحات لتعزيز وتطوير القطاع الزراعي بما يخدم حاجة الاقتصاد والوطني».


سنان عابد مع لجنة التحكيم وجانب من الحضور

ويرى عابد بأن العلاقات الاقتصادية الاجتماعية داخل المجتمع السوري، هي علاقات رأسمالية ذات طابع مشوه، ويتابع قائلاً: «هي ذات طابع مشوه، كون البرجوازية السائدة غير منتجة (تجارية، عقارية، مصرفية، سماسرة، وكلاء..الخ) أي أن من يحصل على معظم ثمار النمو هم فئة صغيرة، ولا يعيدون استخدام جزء كبير منه في الإنتاج، وبالتالي بطئ وتيرة نمو التراكم الرأسمالي، وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في ظل سنوات الأزمة الراهنة، وفي ظل السياسات المتراكمة نحو الاعتماد أكثر فأكثر على اقتصاد السوق، فقد حدث تغير نوعي على الفئات الوسطى داخل المجتمع السوري، حيث ظهرت فئات وسطى جديدة وهي طفيلية الطابع من خلال المضاربات والاحتكار والاستفادة من الأزمة الراهنة، مكونة ثروات من مصادر غير إنتاجية وأحياناً غير أخلاقية، على حساب اضمحلال الفئات الوسطى التقليدية في المجتمع السوري من حرفيين وصغار كسبة وغيرهم، لذا فإن علاقات الإنتاج السائدة في المجتمع متأخرة عن مستوى تطور القوى المنتجة..».


خلال مناقشة أطروحة سنان عابد من قبل لجنة التحكيم

تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي
وحول الإنتاج الزراعي في سورية، قال: «أن لارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي وخاصة الوقود أثراً سلبياً واضحاً على الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، أما بالنسبة لتسويق المنتجات الزراعية، اتضح بأن أسلوب التسويق الزراعي في السوق الرأسمالية غالباً يلحق الغبن بالمنتج الزراعي، وذلك لا يشجعه على زيادة إنتاجه أو -ببعض الأحيان- الاستمرار بالإنتاج لبعض المنتجات الزراعية، وهنا و على صعيد الواقع، تبين بأن الزيادات في الأسعار للمحاصيل الزراعية لم تكن منسجمة مع الزيادات في تكاليف.الإنتاج أو مع الزيادات في أسعار السلع الاستهلاكية التي يحتاجها الفلاحون».


سنان عابد يناقش أطروحته

وفيما يخص تقييم وتتبع أداء الخطتين الخمسيتين التاسعة والعاشرة وفترة الأزمة الراهنة قال: «صدرت الخطة الخمسية العاشرة استكمالاً للخطة الخمسية التاسعة، وتبنيها اقتصاد السوق الاجتماعي، إلا أن الخطتين لم تنجحا في تحقيق أهدافهما، كون الاقتصاد الوطني غير مهيأ للانتقال إلى الليبرالية الاقتصادية، واتضح ذلك من خلال تراجع الجانب الاجتماعي، فقد ازدادت نسبة البطالة، ومعدلات التضخم، وتراجع المستوى المعيشي لغالبية الشعب، وقلة قليلة استحوذت على ثمار النمو المتحصل خلال سنوات الخطتين، وبالتالي لا بد من العودة إلى رأسمالية الدولة ذات التوجه الاجتماعي، فهي تناسب واقعنا أكثر، كما دلت على ذلك التجربة».


لجنة التحكيم

بعض العقبات
وعن واقع الاقتصاد السوري خلال سنوات الأزمة الراهنة قال: «شهدت الزراعة تراجعاً ما بين الأعوام 2012-2014 حيث وصل وسطي التراجع للأعوام الثلاثة (-22%). وأما في العام 2015 فقد شهد لأول مرة خلال سنوات الأزمة نمواً إيجابياً بالنسبة للعام 2014 وصل إلى (7%) إلا أن هذا النمو ترافق مع تزايد العقبات التي تواجه القطاع الزراعي من ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي وعدم توفر البذار والأسمدة والمبيدات بشكل كاف، وصولاً إلى عقبات التسويق والتصريف والابتزاز والسرقة من قبل الجماعات الإرهابية المسلحة، وقد ساهم التضخم بإلحاق الضرر بالزراعة السورية نتيجة ارتفاع المستوى العام للأسعار، وبالتالي، ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي وتراجع مستوى معيشة العاملين في الزراعة».

وتطرق عابد إلى بعض المشاكل الأخرى التي تعاني منها القطاع الزراعي سواء على صعيد الأسعار والدعم الزراعي وانعكاسها على الأمن الغذائي حيث قال: «تدهور الأمن الغذائي في سنوات الأزمة الراهنة نتيجة تدهور الزراعة بالدرجة الأولى، والاستمرار بتطبيق سياسة رفع الدعم عن أسعار أهم السلع الأساسية، وأسعار حوامل الطاقة، وكافة مدخلات العملية الإنتاجية الزراعية، ولم تكن الزيادات الحاصلة في الأسعار التي تعلنها الدولة للمنتجات الزراعية منسجمة مع الزيادات في تكاليف الإنتاج ولا مع ارتفاع تكاليف المعيشة».


جانب من الحضور

اقتراحات وحلول
وعن المقترحات التي وردت في الأطروحة قال: «ينبغي تطوير العملية الإنتاجية من خلال تأمين وسائل الإنتاج.. وتحسين الظروف المحيطة بالعمل. وتحسين جودة خدمات وتطوير البنية التحتية والارتقاء بجودة التخزين والنقل وخدماته، وتطوير النقل البحري، والحد من عملية تفتت الحيازات مستقبلاً، بل تجميعها في تعاونيات زراعية إنتاجية (ودعمها والتوسع في تأسيسها، وتوفير جميع مستلزماتها، ومحاسبة المسيئين لها). أو في مشروعات رأسمالية كبيرة، وضع مخطط تفصيلي للإنتاج والتسويق، وإتباع نظام للتسعير المخطط، وضبط عمل الحلقات الوسيطة في التسويق (كون الفلاح والمستهلك يتعرضان لاستغلال الحلقات الوسيطة)».

و أيضاً يطرح مقترحات لتعزيز استدامة الموارد المائية حيث قال: «يجب إقامة محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي، ومعالجة المصاعب التي اعترضت برنامج التحول إلى الري الحديث، و لتنمية المياه الجوفية، يجب تحويل الفائض من مياه الأمطار إلى الأحواض الجوفية، بتطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار، وأيضاً ترشيد استعمالات المياه من خلال تطوير أساليب الري، وإصلاح وتطوير شبكات نقل المياه لزيادة كفاءتها، وحماية الموارد المائية من التلوث والعودة إلى دعم أسعار مستلزمات الإنتاج (البذار، مستلزمات الإنتاج المستوردة مثل مواد المكافحة والأسمدة والآلات الزراعية)، كما ينبغي العودة عن سياسة رفع الدعم عن أسعار المحروقات، فقد كان لها آثار خطيرة على الزراعة، وشكلت ضرراً كبيراً للزراعة السورية، مما ساهم جدياً في تراجع مستويات الأمن الغذائي».


جانب من الحضور

سنان عابد من مواليد القامشلي 1986حاصل على ماجستير في الاقتصاد من كلية الاقتصاد – جامعة دمشق، ودبلوم في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي من معهد التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، وشارك في العديد من ورشات العمل والندوات الاقتصادية، وهو عضو هيئة التحرير في جريدة «صوت الشعب»، وكتب الكثير من الأبحاث والمقالات الاقتصادية.


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أطروحة سنان عابد لنيل الماجستير في الإقتصاد

من أطروحة سنان عابد لنيل الماجستير في الإقتصاد

من أطروحة سنان عابد لنيل الماجستير في الإقتصاد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق