«باب الحارة» صراع على الزعامة وسلاف فواخرجي «محامية» تحظى بثقة المجتمع الدمشقي

25 أيار 2016

.

حُسم الأمر، المعجزة الدرامية ستعود، والدجاجة التي تبيض ذهباً ستحيا مجدداً.

وحتى لو استمرت الانتقادات، فإن «باب الحارة» حي يرزق وسيعود إلى شاشاتنا بجزأين ثامن وتاسع وربما يذهب بعيداً نحو العاشر والحادي عشر وأكثر.

وسيفرض العمل الشامي نفسه مجدداً على الموائد الرمضانية عبر مختلف الشاشات العربية، هكذا فإن الجزء الجديد صور في حارات دمشق القديمة مع خيوط جديدة وإشكاليات مثيرة.

العمل سيستمر، ما دام يحقق نسب مشاهدة عالية، ويستقطب المعلنين، وتطلبه المحطات بناء على طلب الجمهور.

إذاً، يفتح «باب الحارة» مجدداً أمام إنتاج أجزاء جديدة من السلسلة التي حظيت بنسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي على مدى عشرة أعوام، ما سيشعل المنافسة من جديد بين صنّاع الدراما السورية وما يعرف بـ«أعمال البيئة الشامية»، التي باتت الأكثر طلباً على جدول العروض الرمضانية.

وفي ظل غياب عدد من النجوم يستمر كل من، عباس النوري، وصباح الجزائري، ووفاء موصللي، وشكران مرتجى، وزهير رمضان، ومحمد خير الجراح، وميلاد يوسف، وعادل علي، وهدى شعراوي، وجمال العلي، وآخرين.

ويدخل على خط الأحداث عدد من النجوم، في مقدمتهم سلاف فواخرجي، وفادي صبيح، وندين تحسين بيك، وزيناتي قدسية، وزيد الظريف.

أحداث العمل
تدور أحداث الجزء الثامن خلال حقبة ثلاثينيات القرن الماضي، مع نقلة زمنية بحدود العام تقريباً، ضمن الإطار ذاته للحكاية وشخوصها، تلك الحكاية الشعبية التي تستوحي مفرداتها من التاريخ الاجتماعي لدمشق، وتتناول على المستوى السياسي تداعيات سلخ لواء إسكندورن 1939.

أما أهل «حارة الضبع» فسيكونون أكثر انفتاحاً على الحارات الأخرى، والحياة في فضاء الشام الأوسع.

كما دخلت كاميرا «باب الحارة» لأّول مرة إلى مبنى جامعة دمشق التاريخي، حيث تم تصوير بعض المشاهد هناك، ما يعكس «ربما» رؤية فكرية جديدة للعمل، ترصد التطور الاجتماعي للشام، والحركة النسائية باتجاه التعلم، وبدايات مشاركتها الفاعلة في المجتمع.

وستتركز الأحداث على المشاكل بين الحارات من دون الولوج في عالم السياسة بشكل كبير كما حدث في الجزء السادس، وستنطلق الأحداث وتتركز على «الحدوتة» والحكاية الشعبية كما حدث في الجزء السابع.

وسنشهد مزيداً من الصراع على زعامة الحارة بين «أبو عصام» و«أبو ظافر» إضافة إلى مشاكل النساء والزواج والطلاق وغيرها من الحكايا التي تفاعل معها الجمهور أكثر في الأجزاء الأولى.

جديد بجديد
طرأت على العمل بجزأيه الجديدين تغييرات كثيرة، ليس أولها استبعاد المخرج عزام فوق العادة الذي أنجز الجزأين الأخيرين، واستبداله بالمخرج ناجي طعمي الذي خاض عدة تجارب سابقة في الأعمال الشامية منها «طاحون الشر».

إضافة إلى ذلك عاد بسام الملا ليشرف على الإخراج بعد غيابه لجزأين، كما تم الاعتماد على كاتب واحد فقط هو سليمان عبد العزيز بعد مشاركته في تأليف الجزأين السادس والسابع مع عثمان جحى.

وشهد العمل دخول شخصيات جديدة لم تكن موجودة في الأجزاء السابقة.

العيار الثقيل
فجر القائمون على مسلسل «باب الحارة» مفاجأة من العيار الثقيل، بعد أن نجحوا بالظفر بجهود نجمة كبيرة ستشكل إضافة مميزة إلى العمل، هكذا فإن سلاف فواخرجي ستكون ضيفة على الجزء الثامن.

وتؤدي النجمة السورية شخصية «جولي» وهي محامية دمشقية درست الحقوق في فرنسا، وعادت إلى البلاد لتصبح موظفة في الجامعة، وتفتح مكتباً للمحاماة، تحظى من خلاله بثقة المجتمع الدمشقي، وتترافع عن رجاله ونسائه أمام المحاكم.

أهداف شخصية
وأيضاً، انضم فادي صبيح إلى المسلسل ليؤدي شخصية المهندس «زهدي» الذي يأتي إلى حارة الضبع مع زوجته «خالدية» (ندين تحسين بيك) بعد أن درس الهندسة المعمارية في فرنسا، ويكون له خطط ضد أهالي حارته ومنها شراء البيوت وهدمها من أجل إقناع أهل الحارة بالتحول إلى المدن العصرية والشوارع العريضة ما يضعه في مواجهة زعيم الحارة «أبو عصام» (عباس النوري) الذي يقف في وجهه وتنشأ خلافات بينهما.

ولن يكتفي «زهدي» بذلك بل سيكون له الكثير من الأهداف الشخصية والأطماع التي يسعى إلى تحقيقها في «حارة الضبع» ليكون مصيره مفاجئاً.

حضور كوميدي
بدورها، تتابع شكران مرتجى أداء شخصية «فوزية» التي أدتها في الأجزاء السابقة، وعن العمل قالت النجمة السورية: «سعيدة بتواجدي في الجزء الثامن من العمل وبأدائي لشخصية «فوزية» التي أرى أنه مرحب بها من الجمهور، وهذا ما ألمسه من متابعي صفحاتي على مواقع التواصل الاجتماعي ومن الناس في الشارع.

وأضافت: في الجزء الجديد ستتابع «فوزية» حضورها الكوميدي المحبب وخصوصاً في ظل تدخلها بمشاكل نساء الحارة، علماً أن سيطرتها على «أبو بدر» لن تتغير بل ربما تزيد من قسوتها عليه وهناك مفاجأة في حياتهما ستقلب الأحداث رأساً على عقب.

وأكدت أن «باب الحارة» عمل جماهيري والجمهور ينتظره، وأتمنى أن نوفق في تقديم جزء ثامن مميز وأن نتلافى أي خطأ أو مشكلة في الأجزاء السابقة.

مواقف طريفة
ويعود مصطفى الخاني ليُجسد في العمل شخصية «النمس» الشهيرة، وتسربت أخبار تفيد أن حضورها في الجزء الثامن سيكون قوياً جداً من حيث الحضور والحبكة القصصية للعمل الجديد، حيث سيتدخل في الكثير مما يجري في الحارة، وسيكون له الدور في الإيقاع بالمهندس «زهدي»، فيكتشف أهدافه الأخرى ويعمل على الإيقاع به ويتسبب بدخوله إلى السجن.

ودخول «النمس» إلى منزل المهندس «زهدي» سيوقعه في حب خادمته، ما يوقعه في الكثير من المواقف الطريفة والمشاكل في الوقت نفسه، هذا عدا مشاكله مع «أبو بدر» وغيره من سكان حارة الضبع التي تشهد تغيرات كثيرة.

مشروع جماعي
ويتابع ميلاد يوسف أداء شخصية «عصام» التي اشتهر بها خلال المواسم السابقة، وكشف عن تحولات كبيرة ستطرأ على الخط الدرامي للشخصية، وسنشهد مواجهات لابن حكيم الحارة مع شخصيات جديدة خارج حارته، كما ستكون المأساة التي تتعرض لها عائلته أحد المحاور الرئيسية لهذا الجزء.

واعتبر أن نص الجزء الثامن مختلف عما سبقه وخاصة أنه يغوص في عوالم أوسع من حارة الضبع، وسيخرج المسلسل عبرها إلى أماكن جديدة إضافة إلى الحارة التي اعتاد الجمهور عليها مسبقاً.

ورأى ميلاد أن النقاط الأبرز التي تحسب للجزء الجديد هي تناوله للفكر التنويري من جهة، والخوض في تفاصيل مرحلة مهمة من تاريخ سورية (حقبة الثلاثينيات) من جهة أخرى.

وحول غياب عدد من الشخصيات الرئيسية عن الموسم الثامن من العمل قال: «ربما لم تسمح الظروف للبعض بالاستمرار هذا العام لكن جميع من عمل في «باب الحارة» سيبقى شريكاً وجزءاً من ذاكرتنا وذاكرة العمل والمشاهد، وسأفتقد الشخصيات القديمة»، وعقّب بالقول: «في الوقت ذاته أتمنى التوفيق للشخصيات الجديدة فهي دم جديد يضخّ في السلسلة الشامية الأشهر ويردفها ويرفع من مستواها الفني».

واختتم حديثه بالإشارة إلى أن «باب الحارة» مشروع جماعي قدره الاستمرار وهو كأي حالة فنية يتعاطف معها البعض ويرفضها البعض الآخر، وهذه الجدلية هي جزء من نجاحه.

غيابات وبدائل
أصبح من المؤكد الغياب الكلي لشخصية «أم ظافر» (مرح جبر) بعد خلافاتها مع بسام الملا، علماً أن الجزء الماضي شهد خلافات بين الاثنين لكن الشخصية لم تغب.
أيضاً تغيب شخصية «أم بشير» التي أدتها سحر فوزي، على حين تغيب شخصية «أبو حاتم» التي قدمها الراحل وفيق الزعيم في خمسة أجزاء، وظهر فيها سليم صبري خلال الجزأين الماضيين.

وفيما يتعلق بالبدائل، فإن مصطفى سعد الدين سيحل مكان وائل شرف في تأدية شخصية «العكيد معتز» بعد استغناء الملا عن الأخير بسبب طلبه زيادة أجره.

وبسبب انشغاله في إخراج مسلسل «أيام لا تنسى» فإن الكبير أيمن زيدان سيغيب وسيحل الكبير الآخر أسعد فضة مكانه.

وتقدم روبين عيسى شخصية «دلال» ابنة «أبو عصام» بديلة لأناهيد فياض، وأريج خضور بديلة لليليا الأطرش في شخصية «لطفية» زوجة «عصام»، وتكون ريم نصر الدين بديلة راما الراشد لتكون «الزوجة الثالثة» له، على حين يحل جوان الخضر بديلاً لأسامة حلال في شخصية «بشير».

وتدخل عدة شخصيات أخرى إلى الجزء السابع، منها شخصية «مشمش» يؤديها مجد حنا، و«لبن» يقدمها كفاح الخوص، و«المهندس غسان» يظهر بها طلال مارديني، إضافة إلى شخصية «أصفر» التي سيقدمها يوسف عساف.


وائل العدس

الوطن السورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق